-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يعرض "ضحاياه" إلى خطر الحساسية والموت

نحل شرس يربّى خِفية داخل التجمّعات السكانية رغم منع القانون

نادية سليماني
  • 6216
  • 1
نحل شرس يربّى خِفية داخل التجمّعات السكانية رغم منع القانون
أرشيف

بعد تربية الكلاب المفترسة بالمنازل وحشر الأغنام والدجاج في العمارات، هاهو النحل يُربى على أسطح “الفيلات” وداخل تجمّعات سكنية، ما يُعرّْض السكان المجاورين إلى لسعات خطيرة وقاتلة للمصابين بالحساسية، ورغم وضوح القوانين في هذا الشأن، حيث يمنع تربية الحيوانات المفترسة داخل التجمّعات السكانية، ومع ذلك يُصر بعض الناس على أذيّة غيرهم.
من يصدّق وجود صناديق نحل داخل تجمّعات سكانية وعلى مرمى حجر من طريق المشاة وسائقي السيارات وأمام مؤسسات عمومية وخاصة..؟؟ إنها حقيقة مؤسفة وقفنا عليها عبر بعض بلديات العاصمة.. فبعض المواطنين وتأمينا لقطرات عسل، يربّون النحل في صناديق يضعونها فوق أسطح منازلهم خاصة بالفيلات، وغالبيتهم لا يملكون أدنى خبرة في المجال، وإلاّ لَما أقدموا على تربية النحل بالمدينة، لأن هذه الحشرة تحتاج للرّعي داخل البساتين والغابات وبين الورود لتتغذى وتُنتج عسلا بجودة عالية.
“رفيقة” متزوجة تقطن ببلدية عين النعجة، أكدت لنا إصابتها بلسعات نحل منذ 5 سنوات، عند خروجها من باب منزلها مُتوجهة لمقر عملها، واللسعات كادت تودي بحياتها لأنها مصابة بحساسية النحل.
محدثتنا لم تحاول معرفة مصدر النحل، فعلى حد قولها “النحل موجود في كل مكان، وخاصة لدى بائعي الحلويات”، لتكتشف بعد أيام بالصدفة أنّ جارهم يضع صناديق نحل بسطح منزله دون علم الجيران، وأن كثيرين غيرها تعرّضوا للسعات نحل في فترات زمنية متباعدة، حيث قالت “كنت أنشر الغسيل فوق السطح، فشاهدت جاري يرتدي ملابس مربي النحل البيضاء ويفتح صناديق نحل موضوعة بسطح منزله”، فتفاجأت “رفيقة” كون حيّهم منطقة سكنية بها مدارس وعيادات طبية، فكيف له تربية النحل في مثل هذا المكان؟ تتساءل.
وبحي بانوراما ببلدية القبة، تعرّض نهاية الأسبوع قرابة 10 أشخاص بين نساء ورجال ومنهم موظفون وآخرون كانوا متوجهين للتسوّق، للسعات نحل أثناء مُرورهم بطريق عام، والغريب أن النحل كان يهاجم المارة بـ”شراسة” ويُلاحقهم لعشرات الأمتار.
المصابون توجّهوا للمركز الصحي للقبة، حيث تفاجأت الطبيبة بحجم اللسعات، وتضرر عين إحدى السيدات بعدما لسعتها نحلة في الجفن، وتورم المكان بصورة غير طبيعية، لدرجة أصرّت السيدة على أخذ حقنة، رغم تطمين الطبيبة بأن أدوية الحساسية نافعة.
سيدة أخرى فاقت عدد اللسعات بجسدها 10، شملت حتى رأسها ولم يُعرف مكان قدوم النحل، وإن كان البعض أكد وجود صناديق نحل على سطح إحدى الفيلات بالمنطقة.

مربو النحل: النحل أصناف ومنه الشرس الذي يهاجم البشر من دون سبب

ولمعرفة خطورة النحل، اتصلنا بمُربين، منهم سعيد معتوق الذي يربي النحل بمنطقة بوشاوي غرب العاصمة، وزرع مشتلة لمختلف أنواع الورود بالقرب من صناديق النحل لتتغذى عليها، رغم وجود النحل في البرية، حيث قال “النحل يحتاج لبساتين وغابات ليرعى ويعطي عسلا بجودة عالية، أما من يربون النحل وسط المدينة، فهم يغذونه بالسكر الأبيض، وهذا عسل مغشوش”، كما كشف لنا أنّ النحل أصناف، فمنه الهادئ ومنه الشرس الذي يهاجم البشر من دون سبب”، وهو ما جعله يشدد على ضرورة إبعاد صناديق النحل عن التجمّعات السكانية.
وشاطره الرأي، صاحب مؤسسة “فلاح دزاير” المختصة في إنتاج العسل، حيث أكد أن لسعات النحل قاتلة للمصابين بالحساسية وللأطفال.
وعن تربية النحل بالمدن، قال “النحل بإمكانه الرعي حتى مسافة 4 كلم، للحصولِ على رحيق الأزهار وحبوب اللقاح، ولكن يُفضَّلُ أن توضعُ خلايا النحل في مكانٍ بعيدٍ عن تواجد الناس، لتفادي تعرضهم للإزعاج أو اللَّسع، أمَّا إذا تمت تربية النحل في فناء المنزل يُنصحُ دائماً بوضع أسْيجةٍ طويلةٍ لمنع النحل من الوصول إلى حديقة الجيران أو التحليق فوقَ رؤوسهم”.

البروفيسور غرناؤوط:

لسعة النحل قاتلة لمرضى الحساسية

حذّر البروفيسور في أمراض الحساسية، مرزاق غرناؤوط، من خطورة تربية النحل داخل المدن، خاصة أن عدد المصابين بأمراض الحساسية في الجزائر في ارتفاع، فمرض الربو يصيب 4 من المائة من السكان، أما حساسية مخاطية الأنف فبين 20 إلى 30 من المائة، في وقت تشكل حساسية النحل نسبة تتراوح بين 0.4 إلى 4 من المائة”.
والإشكال أثناء تربية النحل بالمنازل، أن المُصاب لا يعرف مصدر النحل، ما يجعله يتعرض للأذى مرة أخرى عند عبوره المكان نفسه، وهو ما جعله يُشدّد على ضرورة الإعلام عن تواجد نحل بالمنازل لأخذ الاحتياط.
كما ناشد البروفيسور، المواطنين الذين يعانون من حساسيات مجهولة، القيام بفحوصات لتحديد نوعية حساسيتهم، وذلك ليحملوا الدواء المناسب معهم “فإذا تعرّضوا لمصدر تحسس معين أو لسعة حشرة، يستعملون الدواء في الحال، وإلا قد يتوفون في المكان في حال كان المستشفى بعيدا”.
إلى ذلك، اعتبر رئيس الجمعية الوطنية لحماية المستهلك، مصطفى زبدي، أنّه لكل مهنة أصولها ومُناخها “والأصول في مهنة تربية النحل، أن لا تشكل خطرا على المواطنين”، أما أن تربى عشوائيا وسط تجمّعات سكانية، فذلك سلوك لا يجب السكوت عنه من الجهات المسؤولة، وأولها البلدية.

رئيس بلدية سيدي موسى بوثلجة علال:
نتلقى شكاوى حول تربية الحيوانات المفترسة بالمنازل
أكد رئيس بلدية سيدي موسى، علال بوثلجة في اتصال مع “الشروق” وجود قانون يمنع تربية الحيوانات المفترسة بالمناطق الحضرية، خاصة بالعمارات، “وبما أنّ النحل يدخل ضمن الحشرات المهدّدة لسلامة المواطنين، فإن هذا القانون يشمله، مضيفا أنّه من غير المعقول تربية النحل في منطقة سكنية، والجميع يعلم خطورته”.
وكشف مُحدثنا، أن بلديته تتلقى يوميا عديد الشكاوى من المواطنين، حول وُجود حيوانات مُفترسة خاصة الكلاب بالمنازل، وحيوانات أليفة ولكنها مزعجة على غرار الأغنام والقطط والماعز والدجاج تُربىّ في عمارات…. !!، وعن الإجراءات التي تتخذها البلدية بعد تلقيها الشكاوى، قال “نرسل للمشتكى منه تنبيها، لينقل حيواناته لمكان بعيد عن الجيران، وفي حال امتنع نتابعه قضائيا، وقد تصل عقوبته حتى السجن خاصة إذا كانت الحيوانات التي يُربيها مؤذية للغير”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • metrak

    نتائج سياسة خليه يآكل الخبز .............