الجزائر
الخبير في الانجليزية شريف بن بولعيد في منتدى "الشروق":

نحن نشهد ثورة لغوية في الجزائر

راضية مرباح
  • 5570
  • 54
جعفر سعادة
شريف بن بولعيد

نزل الدكتور شريف بن بولعيد ضيفا على فوروم “الشروق” للحديث عن الاستفتاء الذي تقوم به وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لتعزيز اللغة الانجليزية، وقال ضيف الشروق وهو حفيد الشهيد مصطفى بن بولعيد إن الجزائر تشهد حاليا ثورة لغوية في إشارة منه المحاولات الرامية إلى التحول إلى اللغة الانجليزية كلغة أجنبية أولى في الجزائر.

الجزائر لا تدفع الأموال لكسب المراتب الأولى
الفرنسية سبب تصنيف جامعتنا في ذيل المراتب

شريف بن بولعيد

يدافع شريف بن بولعيد أستاذ اللغة والحضارة الانجليزية ومتخصص في التعليم عن بعد واستعمال التكنولوجية في التدريس بولعيد كثيرا عن الجامعة الجزائرية بصفة عامة وعن أقسام اللغة الانجليزية وأساتذتها خلال اللقاء الذي جمعه بـ”الشروق”، حيث أكد أن مشروع وزارة التعليم العالي الذي يعني بتعزيز اللغة الانجليزية جاء في وقته حتى نطور البحث العلمي ويكون في متناول العالم بأسره، وأشار المتحدث خلال تطرقه لمستوى ومرتبة الجامعة الجزائرية، انه مخطئ من يقول أن هذه الأخيرة تتذيل أدنى المراتب بدليل أن أبحاث وأعمال معظم الاكادميين والباحثين الجزائريين جبارة لا يستهان بها، كما ان هؤلاء مرحب بهم في الخارج ويمكن لهم إيجاد فرص عمل والتموقع في كل المجالات والتخصصات دون مشقة وبسهولة وما علينا اليوم الا تصحيح المفاهيم الخاطئة التي تروج عن جامعاتنا، داعيا وفي الوقت نفسه إلى استغلال اللغة الانجليزية العالمية في البحوث والنشر العلمي الأكاديمي حتى تكون هذه الأخيرة في متناول الكل وتقرأ أبحاثنا عالميا عكس ما هو متاح حاليا ومتعامل به أين نجد اغلب البحوث والأعمال باللغة الفرنسية التي تعتبر من بين اكبر الأسباب التي جعلت جامعتنا تصنف في المراتب المتأخرة. ولتوضيح أكثر بشان التصنيفات الجامعية، قال بن بولعيد إن مراكز البحث تسير وفق ميكانيزمات رأسمالية، فمن يقدم مبلغ اكبر تتيح له الفرصة لرفعه إلى أعلى المراتب مثل الجامعات الأوروبية، الاسياوية والأمريكية وكذا الإفريقية يدفعون الأموال حتى يضمنون أن يكون لهم موقع بمحرك البحث حيث وبمجرد البحث عن جامعاتهم تصدر في المرتبة الأولى، وقال هنا بالحرف الواحد: “أود أن أقول أن الجزائر لا تدفع الأموال حتى تصنف ضمن المراتب الأولى عملنا واضح”، وتطرق المتحدث في السياق عن جامعة باتنة عندما أقيم التقسيم لتتحول إلى جامعة باتنة 1 وباتنة 2 حيث لم تكن مصنفة وقتها وبعد مرور سنة أصبحت في المرتبة 38 .

لا نكذب على أنفسنا.. الانجليزية لغة العلم والتكنولوجيا

وضع ضيف “الشروق” اللغة الانجليزية في أحسن المراتب عندما وصفها أنها بدأت تصعد إلى القمة بين الأساتذة والطلبة وذلك استنادا إلى ما هو موجود حاليا بالجامعة الجزائرية التي بدا مشواره بها منذ 2008 حيث صرح في السياق، انه كأستاذ لهذه اللغة يعتبر نفسه منتوج جزائري مائة بالمائة، واعتبر أن الأساتذة الذين مروا عليه في أطواره التعليمية كانوا في المستوى، كلها مؤشرات تفتح آفاقا واعدة للغة الانجليزية المصنفة الأولى عالميا بالجزائر عندما قال: “لا نكذب على أنفسنا.. فكل شيء يتجه إلى الانجليزية لغة التكنولوجية” .

رحب باستفتاء وزارة التعليم العالي والبحث العلمي
طلبتنا في أتم الاستعداد لاستغلال لغة شكسبير

شريف بن بولعيد

رحب بن بولعيد بالاستطلاع الوطني الذي وضعته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في متناول كل الشرائح من اجل معرفة نسبة قبول المشروع الطامح إلى السير وراء استغلال اللغة الانجليزية وتطويرها في البحث العلمي بالجامعة الجزائرية، مشيرا أن القرار الذي جاء تحت طائلة من المطالب الشعبية الملحة حيث أتى في وقته بعيدا عن أي قرارات ارتجالية، بهدف التفتح على العالم باعتبار لغة شكسبير لغة العصر والتكنولوجية، معتبرا أن الطلبة في أتم الاستعداد اليوم للمشروع ضمانا لان تكون شهاداتهم معترف بها عالميا. وأضاف المتحدث أن نتائج الاستطلاع الوطني ستظهر مدى القبول للغة ليتم بعدها مباشرة عمل اللجان والأساتذة البيداغوجيين والأولياء على حد سواء حتى لا يتم إقصاء احد معني بحلقة هذا المشروع.

نتائجه ستظهر في 5 أوت المقبل
الاستبيان يشمل كل الشرائح دون ذكر المعلومات الشخصية

ذكر شريف بن بولعيد، أن الاستبيان الوطني الذي وضعته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بموقعها الالكتروني، يشمل كل شرائح الوطن دون استثناء بحيث سيكون الطالب أو الحاصل على شهادة البكالوريا أول المعنيين ثم الأساتذة والأولياء دون إجبار احد على ذكر المعلومات الخاصة به سوى تدوين السن والجنس والمنطقة سواء من داخل أو خارج الوطن، وفي حالة الموافقة لتعميم اللغة والتصويت لها بنعم، يقول بن بولعيد ستكون جهود ولقاءات مع الأستاذة ومسؤولي المدارس العليا للأساتذة والبيداوغوجيين وأولياء الطلبة لإبداء الرأي وفتح الحوار حتى مع المدارس لتعليم اللغة الانجليزية المنتشرة عبر ربوع الوطن والمرخص لها من طرف الدولة وحتى الجمعيات التي تدرس اللغة بكل تراب الوطن ضمن حوار يقام مع اللجان العلمية التي ستنصب لاحقا علميا أن الجامعية الجزائرية يتخرج منها سنويا العديد من الطلبة يمكن استغلالهم في هذا المشروع الذي سيتبعه تفكير ومشاورات مع كل الأطراف الفاعلة حيث سينتهي الاستطلاع بعد 5 أوت وبعده ستعرف الخطوات المقبلة.

79 بالمائة نسبة استخدام الانجليزية كأول لغة أجنبية بفرنسا

وقال بن بولعيد أن الإحصائيات العالمية تؤكد أن كل الدول الأوروبية بما فيها فرنسا تستعمل الانجليزية كلغة أجنبية أولى، فالفرنسية التي تستعمل بالجزائر منذ سنوات كأول لغة أجنبية، تصل نسبة الانجليزية بعقر دارها كأول لغة أجنبية إلى 79 بالمائة، والنسبة التي توضح أن لغة شكسبير ستكون الأولى المتعامل بها عالميا من دون منازع، لأنها لغة التكنولوجية والتطور، وعن نسبة الأبحاث التي تقدم باللغة الانجليزية بجامعاتنا، أكد المتحدث باعتباره مدرسا في قسم اللغة الانجليزية أن كل أبحاث هذه الأقسام تدون بالانجليزية حتى أن بعض طلبة الأقسام الفرنسية قدموا أبحاثا بالانجليزية حسب أحد الأمثلة التي قدمها المتحدث وهذا ما يراه متعاملا به وأمرا عاديا من الناحية البيداغوجية.

نجل بن بولعيد يرد على المشككين
نحن لا نقصي الفرنسية بل نعززها بلغة عالمية

شريف بن بولعيد

وبشأن بعض الآراء التي تدافع عن اللغة الفرنسية ومن بينهم احد الأساتذة الجزائريين باعتبارها –حسبهم – مكسب للوطن والتخلي عنها خطيئة في حق الأمة، رد بن بولعيد أن رأي هؤلاء يخصهم لوحدهم ومن حقهم الإدلاء بما يحلو لهم، لأننا في بلد لا يكبح حرية الرأي، ولكن أن يصدر رأي وكلام مماثل من قبل مسؤول فهذا لا يمكن قبوله. وعاد المتحدث للتطرق إلى الصراع المحتدم بين اللغة الفرنسية والانجليزية، حيث قال اللغة الفرنسية مكسب ونضيف إليها الانجليزية التي تعتبر مكسبا إضافيا، خاصة وأنها تحتل المرتبة الأولى عالميا، يجب مواكبتها لا سيما واننا نملك كل المؤهلات المادية والبشرية لإنجاح استغلال هذه اللغة ومرافقتها بالتكنولوجية الحديثة المستعملة لدينا – يضيف المتحدث.

على الإعلام الاتجاه هو الآخر نحو اللغة الانجليزية

أشار بن بولعيد إلى ضرورة مواكبة الإعلام لمشروع استغلال اللغة الانجليزية، مضيفا ان “الشروق” على سبيل المثال رائدة في هذا المجال، نظير التوجه الذي شمل استغلال اللغة الانجليزية بالصفحة المتعلقة بالفايسبوك الخاصة بالجريدة، موجها دعوة لإعداد صفحة خاصة بالانجليزية للوصول لاحقا إلى تحويل الجريدة إلى اللغة الانجليزية أو السير بجنب اللغة العربية، مشيرا ان مثل هذه الخطوات تستدعي التقرب والتنسيق مع الجامعات وأساتذة اللغة، وقال في هذا الصدد ان لدينا أساتذة في القمة يمكن استشارتهم والتعامل معهم في بادئ الأمر قبل التفكير أو الاستعانة بأساتذة آخرين من الخارج.

اللغة الانجليزية بسيطة و400 كلمة تكفي للتواصل

وصف بن بولعيد اللغة الانجليزية بالسهلة والبسيطة جدا من خلال الفهم والنطق والحفظ حتى ان 400 كلمة تمكننا من التكلم باللغة الانجليزية مقابل 1300 كلمة باللغة الفرنسية حتى نتمكن من التحدث بلغة موليير، حتى ان الصرف لدى هذه الأخيرة صعب ومعقد إذا ما قورن بالانجليزية.

ثورة الماضي كانت ضد فرنسا والآن لغوية

أكد الأستاذ بن بولعيد في آخر اللقاء، ان تعزيز اللغة الانجليزية بالجزائر عامة والجامعات خاصة، أمر لا مفر منه وحتمي لمواكبة العصر، كما أعطى تصريحا آخر باعتباره حفيد الشهيد بن بولعيد، حيث قال بالحرف الواحد: “ثورة الماضي كانت ضد فرنسا والآن نسير نحو ثورة لغوية”.

مقالات ذات صلة