رياضة

نريد كأس إفريقيا بالقاهرة

ياسين معلومي
  • 1907
  • 4
ح.م

بعد قرار المكتب التنفيذي لـ”الكاف” أن كأس إفريقيا المقررة الصائفة المقبلة في الكاميرون لن تقام في هذا البلد لعدم جاهزيته، وفق مختلف التقارير التي أعدتها اللجنة المكلفة بمتابعة الملف الكاميروني، كان يظن الجميع أن الشقيقة المغرب هي التي ستنظم هذه المنافسة القارية، غير أن الخرجة غير المنتظرة للمغاربة برفضهم قبولها لأسباب قيل إنها تعود إلى احتكار الاتحاد الإفريقي لحقوق البث التلفزيوني، وأمور أخرى سياسية واقتصادية، وهو ما يجعل المنافسة عالة على كل بلد ينظمها، إضافة إلى ذلك فالمغرب يعمل على احتضان كأس عالمية وليس منافسة إقليمية، ما فتح باب المنافسة على مصراعيه بين ثلاث دول وهي مصر وجنوب إفريقيا وغانا وحتى الغابون، ما يجعل الصراع حسب رأيي قائما إلى آخر ثانية خاصة بين الفراعنة و”البافانا بافانا”، لكن الكفة تميل إلى بلد النيل الذي يملك حظوظا أوفر، وهو الذي نظم هذه المنافسة مرات عديدة في تاريخه.

لست ضد تنظيم هذه الكأس بجنوب إفريقيا، خاصة أنها نجحت في تنظيم كأس العالم سنة 2010، وكأس إفريقيا سنة 2013، إلا أن الشروط التي وضعتها لاحتضان هذه المنافسة تعجيزية، حيث طالبت بمساعدة مالية كبيرة، مع الاستفادة من حقوق البث لاسترجاع المبلغ المالي الذي تخصصه لهذه المنافسة، الذي قد يصل إلى أكثر من 300 مليون يورو، وهو ما قد يسهل المهمة على بلد هاني أبو ريدة الذي يملك حظوظا كبيرة للفوز بهذه المنافسة، خاصة أن مصر لا تعاني من أي مشكل، سواء في ملاعب المنافسة، أم ميادين التدريب، وحتى الفنادق والمطارات وكل الشروط التي يفرضها اتحاد أحمد أحمد لقبول ملف ترشح احتضان منافسة من حجم كأس إفريقيا للأمم.

لقد حضرتُ كأس إفريقيا للأمم سنة 2006 بالقاهرة، ومازلتُ أحتفظ في ذاكرتي بالتنظيم الجيد والإمكانيات الكبيرة التي وضعتها الحكومة المصرية لإنجاح ذلك العرس الإفريقي، وخرج الجميع راضيا عن تلك الدورة التي ومع مرور السنين أعتبرها من أنجح الدورات، وأنا متأكد من أن التضامن الذي يلقاه المصريون لتنظيم هذه الكأس كبير جدا، آخره من الاتحاد الجزائري الذي يرأسه خير الدين زطشي الذي تمنى أن تجرى هذه المنافسة بمصر لعلها تكون فأل خير على الجزائر.

سمعت هذا الأسبوع تصريحات وزير الشباب والرياضة محمد حطاب يقول بأن “الجزائر قادرة على تنظيم كأس إفريقية، ونملك الإمكانات لذلك”، أوافق معالي الوزير على كل ما قاله بأن الجزائر لديها من الإمكانات ما يسمح لها بتنظيم أي منافسة وبأي حجم، لكن هناك أسئلة تبقى مبهمة لدى الوسط الرياضي، وهي لماذا لا ننظم مثل هذه المنافسات؟ ولماذا دائما نريد البكاء على الأطلال، ونؤكد للجميع أننا الأقوى لكننا في آخر المطاف نبقى مكتوفي الأيدي نتفرج على ما يصنعه الآخرون.

قلت سابقا، إنني عربي من شمال إفريقيا، أتمنى أن تُلعب كأس العالم في الدوحة، وتكون صفعة إلى كل من يشكون في قدرة العرب على النجاح، أقولها مرة أخرى بأنني عربي وأريد أن تجرى كأس إفريقيا 2019 بمصر، وأنا متأكد من نجاحها مثلما حدث سنة 2006.

مقالات ذات صلة