منوعات
حملات تضامنية واسعة لتجهيز المستشفيات بمولدات الأوكسجين

نساء يتبرّعن بالمجوهرات.. الأطفال بـ “الشحيحة” ورجال بـ”تحويشة العمر”

بلقاسم حوام
  • 1769
  • 4

لا حديث، هذه الأيام، إلا عن العمليات التضامنية الواسعة، التي بادر إليها الجزائريون في مختلف ولايات الوطن، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في المستشفيات التي تعاني من كثرة ضحايا كوفيد 19 وقلة الإمكانات، ليتحول تأمين قارورات الغاز ومولدات الأوكسجين إلى الشغل الشاغل للمواطنين، الذين نجحوا في كسر حاجز الحسرة والقنوط إلى المبادرة بتدعيم المؤسسات الصحية وإنقاذ المرضى بحملات خيرية واسعة شارك فيها الكبير والصغير والرجل والمرأة من داخل وخارج الوطن..

هزّت صور التضامن والتكافل لتدعيم المستشفيات ومساعدة المرضى، مواقع التواصل الاجتماعي، وكشفت من جديد خيرية الشعب الجزائري وجنوحه لكل ما هو إيجابي وخيري، خاصة وأن الجزائر تعيش ذروة انتشار الوباء، أين باتت صور الموت والتعازي توشح الأخبار اليومية، وتبعث الرعب والخوف وسط المواطنين، الذين ضربوا أروع الأمثلة في مبادرات خيرية باتت حديث العالم، وأبطالها أطفال يتبرعون فيها بمدخراته على قلتها ونساء شاركن بمجوهراتهن و”زوالية” جمعوا المليارات بتكافلهم مع الميسورين لينجح الجميع في تجهيز العديد من المستشفيات بمولدات الأوكسجين الكبرى وإعادة تشغيل المعطلة منها، وذهب المتضامنون أكثر من ذالك بفتح مستشفيات ميدانية داخل القاعات الرياضية لتعيش الجزائر هذه الأيام نفحات تضامنية أنست الناس كوارث وأحزان الجائحة..

مجوهرات حرائر الجزائر لإنقاذ المرضى في المستشفيات

شهدت الحملة التضامنية الواسعة التي نظمها سكان أم البواقي تفاعلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد عرض صور العملية التي كانت على شكل طاولة تحتوي على مبالغ مالية معتبرة، إلى جنبها مجوهرات وحلي لنساء فضلن مشاركة إخوانهن الرجال في تدعيم المستشفيات وإنقاذ المرضى، وتمكن السكان الذين كان أغلبهم من ” الزوالية” ومتوسطي الدخل من جمع الملايير في وقت وجيز وكانت صور الذهب والحلي مؤثرة جدا وهي التي تدل على الموقف التاريخي لحرائر الجزائر في هذه الجائحة.

أطفال يتبرعون بما عندهم في “الشحيحة”

صورة معبرة ومبكية من حملة جمع التبرعات لاقتناء مولدات الأوكسجين لمستشفى عين الملح بولاية المسيلة، أين شاركت طفلة وشقيقها يبلغان من العمر أقل من 10 سنوات بالتبرع بما جمعاه من أموال على مدى أشهر طويلة داخل “الشحيحة”، رغم بساطة المبلغ، وهذا ما تأثر له كثيرا القائمون على جمع التبرعات، الذين ذرفوا الدموع واقشعرت أجسادهم لموقف الطفلين اللذين سجلا بهذه المبادرة حضور الأطفال في محنة الجزائر وسيسجل التاريخ هذه المواقف لتكون عبرة وقدوة للأجيال اللاحقة.

مستشفى ميداني من تبرعات المواطنين

سجلت بلدية المرادية بالعاصمة إقامة أول مستشفى ميداني كامل التجهيزات من تبرعات المواطنين بالتنسيق مع السلطات المحلية والطاقم الطبي للمراكز الصحية، فبادر السكان إلى تحويل قاعة رياضية كبيرة إلى مستشفى ميداني بطاقة استيعاب 100 سرير لاستقبال الأعداد المتزايدة لضحايا كورونا، وتزويد المستشفى بمولدات الأكسجين وجميع العتاد الطبي الضروري للتكفل الأحسن بالمرضى، المبادرة لقيت استحسان السكان الذين طلبوا تعميمها على بقية البلديات لامتصاص الضغط من المستشفيات.

شباب يوظفون خبرتهم لإصلاح مولدات الأكسجين بالمستشفيات

بادر مجموعة من الشباب والمختصين يتقدمهم مهندس طيران يدعى مهدي غينات لإعادة تشغيل مولد الكهرباء على مستوى مستشفى تبسة، الذي كان معطلا لسنوات طويلة. المتطوعون نجحوا بامتياز في إعادة الأكسجين للمستشفى وإنقاذ حياة عشرات المرضى الذين كانوا بأمس الحاجة للأكسجين، وذلك بعد يومين من العمل المستمر دون انقطاع. وعلى غرار هذه العملية، شهدت العديد من المستشفيات عبر الوطن عمليات مماثلة لإصلاح مولدات الكهرباء التي كانت معطلة ومهملة لمساعدة المرضى من طرف شاب مبدع وعبقري فضل أن يكرس خبرته لإنقاذ الأرواح.

العلامة الكاملة للجالية ورجال أعمال في الموعد

لا تزال الجالية الجزائرية في المهجر تضرب أروع الأمثلة في التضامن والتكافل، أين بادرت مؤخرا إلى تنظيم حملة “تيليطون أوكسجين” التي شارك فيها المئات من المغتربين في عمليات منظمة بالتنسيق مع الجمعيات والأطباء والسفارات لإرسال عدد كبير من مولدات الأوكسجين إلى الجزائر وتجهيز المستشفيات بالعتاد الطبي الضروري للتكفل بالمرضى. ومن جهتهم، بادر رجال أعمال وأصحاب مصانع في تجهيز المستشفيات بمولدات أوكسجين كبيرة وحديثة لتجنيب عائلات المرضى عناء التنقل للبحث عن قارورات الأوكسجين وشرائها بأسعار مضاعفة.

مقالات ذات صلة