الشروق العربي

نساء يحملن أدوات حادة في حقيبة اليد في ظل تزايد ظاهرة الاعتداء عليهن

صالح عزوز
  • 1219
  • 9

ليس غريبا، أن تجد الكثير من الفتيات اليوم، يحملن في حقيبة اليد، سكينا أو أدوات حادة، بدل العطر والماكياج، وهذا لما وصل إليه التعدي على الجنس اللطيف، الذي لامس أرقاما مخيفة في السنوات الأخيرة، لذا اختارت الكثير منهن، استبدال الصياح والخوف، بآلة حادة، يمكن لها أن تدافع بها عن نفسها عند الحاجة.. انتشر هذا السلوك بين الفتيات، لما لقيه الكثير من المعتدين عليهن، من رد فعل لم يكونوا ينتظرونه.

الاتجاه إلى مثل هذا السلوك في مجتمعنا اليوم هو ظاهرة صحية، كما ترى الكثير من النساء، لأسباب عديدة، أولها، أن أغلب المعتدين في الشوارع والطرقات، يفضلون الفتيات والنساء. وهذا، اعتقادا منهم أنهن ضعيفات، لا يمكن لهن أن يدافعن عن أنفسهن، خاصة في الأماكن الخالية، لذا يجد المعتدي ضالته، في ترهيبهن والاعتداء عليهن، بل استسلام العديد منهم للأمر الواقع، لذا يغتنم المعتدي، الكثير من المناسبات، لكي يجرد الفتاة حتى من ملابسها وليس حليها فقط، ثانيا، أن الكثير من النساء اليوم يشتكين عدم تدخل الرجال حينما تقع الفتاة ضحية للاعتداء. وفي الكثير من الأحيان يغضون أبصارهم حينما يتعلق الأمر بالأنثى، بل في الكثير من الأحيان، يفضلون الانسحاب على الدفاع عن امرأة معزولة بين الكثير الحثالة من الشباب، وهو أمر يندى له الجبين، على حد تعبير الكثير من النساء، فأين ذهبت نخوة وشهامة رجال اليوم، وأصبح بعض الشباب الضال، يعتدي على حرماتهم وهم ينظرون ولا يحركون ساكنا، بل ويفضلون الهروب كأن شيئا لم يحدث.

يعتبر الكثير من الرجال هذه الظاهرة غير سليمة، فمهما حدث مع المرأة، لا يمكن لها أن تحمل آلة حادة في حقيبة يدها، وإلا اعتبرت امرأة عنيفة، على حد تعبير الكثير ممن أرادوا أن يشاركوا هذا الموضوع، لأن المرأة مهما كانت فهي محمية من طرف المجتمع. أما من تدعي أن الرجال لا يدافعون عنها حينما يعتدى عليها، فهي تريد الحديث عن استثناءات لا يمكن قياس رد فعل الرجل من خلالها في دفاعهم عن المرأة في مجتمعنا، بل إن الكثير من النساء اللاتي يعتدى عليهن، يكن هن السبب في هذا، لذا يتجنب العديد من الرجال في مثل هذه الحالات، وقد حدث في الكثير من المرات، أن تدخل الرجل في بعض الحالات، فأصبح هو الضحية، لأنه تدخل في ما لا يعنيه.

لا يمكن للمرأة أن تختار هذا السلوك، لولا الأرقام الرهيبة التي تسجل من اعتداءات عليها، ومادامت تحمل هذه الوسائل دفاعا عن نفسها فهو حق مشروع، على حد تعبير من يرون بأن المرأة كغيرها من الأشخاص وجب عليها الدفاع عن نفسها. فبدل الوقوف أمام المعتدي في ثوب الضحية، فالأفضل لها أن ترهبه هي كذلك، مادامت لديها الشجاعة لهذا.

مقالات ذات صلة