جواهر
فايسبوكيون وأئمة اعتبروا الأمر اعتداء على أصول الشريعة الاسلامية

نساء يخرجن بالنقاب لأول مرة و”العجار” في العيد لعدم توفر الكمامات لديهن

آمال عيساوي
  • 5042
  • 13
ح.م

 ظاهرة جديدة برزت خلال اليومين الفارطين، تتعلق بارتداء النساء للنقاب وما يعرف بالعجار بقوة، والعودة إلى اللّباس التقليدي وحتى الشابات اللائي يرتدين الخمار لاحظناهن وهن يضربن بخمرهن على النصف السفلي من وجوههن، وذلك عندما كن ذاهبات لأداء واجب التغافر وتقديم التهاني للأقارب، وعند الاستفسار منهن، اتفق الجميع على أن يقولوا جملة واحدة وهي تعويض الكمّامات الواقية بالنقاب أو العجار أو الخمار، نظرا لنقصها في العيد بسبب كثرة الطلب عليها وكذا بسبب ارتفاع سعرها في بعض المناطق.

وقد أثار هذا الأمر ضجة فايسبوكية كبيرة، تدخل فيها الأئمة أيضا الذين طالبوا من هؤلاء النسوة اللائي ارتدين النقاب في ثالث ورابع أيام عيد الفطر المبارك، أن لا ينزعن النقاب بمجرد توفر الكمامة لديهن، معتبرين الأمر استهزاء بأصول الشريعة الإسلامية ولا يمت بأي صلة لعادات وتقاليد الجزائريين، وتهاطلت التعليقات بين من اعتبر الأمر عادي بالنسبة للائي وضعن العجار أو ضربن بخمرهن على وجوههن فقط، في حين انتقد الغالبية النساء اللائي خرجن بالنقاب فقط لعدم توفر الكمامة عندهن، وذكروا في تعليقاتهم، أنه كان بإمكانهن صنع كمامات في المنازل بدل التلاعب بأصول الدين والشريعة الإسلامية، خاصة وأنهن غير منقبات ولن يداومن على نقابهن بعد الحجر، وهذا ما صرّحت به بعض النساء ممن تحدثت معهن “الشروق”، إذ اعتبرن أن الأئمة يبالغون في انتقاداتهم لهن، والأمر نفسه بالنسبة للتعليقات السلبية التي نزلت عليهن، وأكدن أن الغرض من ارتداء النقاب ليس التلاعب بأصول الشريعة، بل حماية لأنفسهن من مرض فتاك في ظل عدم توفر الكمامات لدى البعض منهن بسبب غلائها أو عدم العثور عليها في أيام العيد، خاصة وأن العائلات خرجت في جماعات مثنى وثلاث ورباع من أجل التغافر والعديد منها لا يستطيع شراء كمامات بعدد أفراد العائلة، فرأين أنّ الأجدر تغطية وجوههن بالنقاب حتى يحمين أنفسهن من وباء كورونا، تقيدا بالنصائح الطبية وتعليمات وزير الصحة القاضية بإلزامية ارتداء الكمامات الواقية عند الخروج من المنازل.

لكن نوايا هؤلاء النساء التي أكدن لنا أنها حسنة وأرادن منها حماية أنفسهن من مخاطر الفيروس القاتل، لم تُغير التعليقات التي كان معظمها سلبيا وتحمل جزءا كبيرا من السخرية، بين من اعتبر الأمر بالحرية الشخصية ومن رأى بأن ارتداء النقاب للضرورة ونزعه بعد قضاء الحاجة فيه تجاوز وضرب لقواعد الدين الحنيف وطلبوا من الأئمة تقديم فتوى في هذا الشأن، وإلا تّمسك هؤلاء النساء بالنقاب حتى بعد انتهاء فترة الحجر والعودة إلى الحياة الطبيعية، وعدم جعل الخمار أو النقاب حسب ما جاء في تعليقاتهم عرضة لحاجاتهن ومصالحهن الشخصية فقط.

مقالات ذات صلة