جواهر
بعد جريمة الاعتداء بخنجر التي نفذتها امرأة بالمستشفى

نساء يرتدين النقاب من أجل ارتكاب الجرائم في سطيف

سمير مخربش
  • 5901
  • 24
ح.م

أثارت حادثة تسلل امرأة منقبة إلى مستشفى سطيف وتوجيهها طعنة خنجر لعون أمن ردود فعل واسعة فتح من خلالها ملف الجلباب والنقاب الذي تحول لدى البعض وسيلة لارتكاب الجرائم والمنكرات.

فبغض النظر عن الجانب الشرعي للنقاب، ينبغي الاعتراف أن هذا اللباس تحول إلى أداة جريمة في يد البعض، فهذه المرأة التي قامت بكل بساطة بارتداء جلباب ونقاب وأخفت وجهها ودخلت مصلحة الاستعجالات بهدف نشر الرعب وسط العمال والمرضى، وبكل جرأة أخرجت خنجرا وغرسته في بطن عون أمن حاول توقيفها، هي محاولة قتل مع سبق الإصرار والترصد ومن حسن الحظ، الضحية نجا من الموت، لكن المحير، المشتبه فيه امرأة، والمكان مستشفى، والأخت كانت تخفي سلاحا تحت جلبابها وكان بحوزتها مبلغ من المال قدر بحوالي 15 مليون سنتيم، بالإضافة لعدد من الهواتف النقالة، ما يعني أن هناك محاولة قتل وسرقة وتنكر أي مجموعة من الجرائم مختفية وراء النقاب.

وهي ليست الحادثة الأولى التي يستعمل فيها النقاب للتستر وتنفيذ عمليات إجرامية، فقد سبق أن شهدت ولاية سطيف عملية سرقة نفذتها امرأة متجلببة ومنقبة داخل سوبر ماركت فكانت تخفي البضاعة تحت الجلباب لتخرج بها خفية، لكن الكاميرا كانت لها بالمرصاد. وفي السابق استعمل رجل ببلدية عين ولمان بجنوب ولاية سطيف الجلباب والنقاب ليتمكن من التسلل إلى بيت امرأة مطلقة، لكن الجيران انتبهوا إلى طريقة مشيه التي كانت رجالية فلحقوا به وفضحوه أمام الملأ. وبدرجة أقل طالبتان من جامعة سطيف ترتديان النقاب لحضور حفلات الغناء بدار الثقافة، وكان البعض يتساءل عن سر وجود النقاب داخل قاعة الغناء والرقص، فتبين أن تلك القطعة من القماش لم تكن سوى وسيلة للتستر وتحقيق مآرب أخرى، بل الحقيقة المرة أن هناك بعض بائعات الهوى يلجأن إلى النقاب لممارسة نشاطهن خفية.

فمثل هذه الممارسات وغيرها، شوهت بالفعل صورة النقاب الذي يرمز إلى المرأة المتدينة فحوله البعض من النساء والرجال إلى وسيلة لتحقيق أغراض إجرامية، وأضحى فعلا هذا اللباس محل شبهات ومبعثا للريبة، فأي امرأة تختفي وراء اللباس لا تعني بالضرورة أنها متدينة، بل لا تعني بالضرورة أنها امرأة، فهذا القماش قد يخفي أي شيء بما فيها السلاح وقد يكون صاحبه أو صاحبته مشروع جريمة مرتقبة في أي وقت. وبما أن هناك من ارتكبوا جرائم بشعة بهذا اللباس العازل فقد أضحت أي منقبة محل شكوك. وهناك منقبات نزعن هذا اللباس وعدن إلى الحجاب العادي بسبب المضايقات والمشاكل التي واجهنها. وبهذا الزي اختلط الحابل بالنابل والمتدينة بالمجرمة فجرف تيار الاستنكار الجميع. وبعض المنقبات لا يترددن في القيام بسلوكيات تناقض زيهن فتجد منقبة عند طبيب رجل مع إمكانية ذهابها الى طبيبة امرأة وتجد منقبة لا تظهر سوى عينيها، لكن بماكياج كامل متعدد الألوان وكأنه لم يبق لها سوى سلاح العينين.

وتجد أيضا منقبة مسافرة سرعان ما تتحول إلى سافرة عند ركوب الطائرة فيسقط الستار ويظهر كائن آخر تحت النقاب، وتجد منقبة تدخل المطعم وهو مكان عمومي فيه عمال وزبائن فتخلع النقاب لتناول البيتزا. وهي سلوكيات أنقصت من احترام المرأة المنقبة ولم تعد تختلف عن بقية النساء وحتى لدى المتحرشين لا تستثنى المنقبة، بل قد تتجاوب أفضل مع المعاكسات اليومية. وبالتالي لم يعد النقاب مرادفا للالتزام والوقار، بل قد يخفي وراءه الكثير من المصائب.

مقالات ذات صلة