نساء يعتصمن بطبخ 1000 وجبة يوميا ضد الغاز الصخري
يساهم مطعم ساحة الاعتصام، أمام مقر دائرة عين صالح، منذ اليوم الأول من الاعتصام، في تقديم آلاف الوجبات للمعتصمين، من أصحاب الخيم والبالغ عددها أكثر من 50 خيمة.
تسهر عديد منهن ضمن طاقم نسوي خالص، على طهي الوجبات الغذائية من فطور الصباح وغذاء وعشاء، حيث تم نصب خيمة كبيرة محاذية لباب الدائرة تستعمل كمطبخ، إضافة إلى خيم صغيرة مخصصة لغسل الصحون، أما الماء فهو متوفر من خلال تواجد صهريج بسعة ألف لتر يملأ كل يوم من طرف المتطوعين.
بحسب السيدة “بابا” المشرفة على إدارة المطعم، فإن مطعم ساحة الاعتصام يقدم يوميا ما بين 400 و1000جبة، لفائدة المعتصمين الذين يقيمون في الخيام، أو الشباب المتمدرس الذي يفضل الاعتصام طوال ساعات النهار، ويفضل المغادرة في الليل، وفئة النساء اللواتي يعتصمن أمام باب مقر الدائرة طوال ساعات النهار. وحول نوعية الوجبات تؤكد، أكدت الأخت مريم إحدى الطباخات أن الوجبة متنوعة بوجود اللحم كطعام أساسي، إضافة إلى طبق رئيسي والفواكه، حيث تم تسطير برنامج أسبوعي للوجبات، علما أنه هناك أطباق خاصة بمرضى السكري وضغط الدم، وتفوق قدور الطبخ من الحجم الكبير أكثر من 7، علما أن عدد قارورات غاز البوتان تفوق 18 قارورة، أما عن توقيت تقديم الواجبات فإن الأمر مرتبط بنهاية المسيرات اليومية ففي بعض الأحيان نقدم وجبة الغذاء على الساعة الثانية ظهرا بعد نهاية المسيرة، أما توقيت وجبة العشاء فهي مباشرة بعد صلاة العشاء باستثناء أيام مقابلات كأس إفريقيا الخاصة بالفريق الوطني فإنه يتم تأخيرها إلى غاية نهاية المقابلة.
وقد تم تسخير سيارات من أجل نقل الطباخات المتطوعات إلى بيوتهن عقب نهاية مهمتهن كل يوم، ويوميا هناك فريق من المتطوعات يسجلن أنفسهن عند المشرفة على إدارة شؤون مطعم الاعتصام، وبالرغم من أن جميع النساء هن ربات بيوت لكنهن فضلنا خدمة المعتصمين، إيمانا منهن بنبل القضية التي يدافعن عنها والمطالبة بوقف الغاز الصخري، وبخصوص تمويل المطعم يضيف المتطوع سليم المكلف بالتمويل، فإنه يعتمد على دعم أصحاب المحلات التجارية، والمخابز، حيث يوميا يتم إحضار كل المواد الأساسية من لحوم وخبز من طرف المحسنين والتجار، دون أن نعرف أسماءهم، حيث يقوم خلال ساعات الفجر الأولى بإحضار كل ما يطلبه النسوة لتحضير الوجبات، وخلال تجولنا بالمطبخ شاهدنا المستوى العالي للنظافة، حيث يوميا يتم غسل كل الأدوات المستعملة في الأكل والطهي، ومنذ بداية الاعتصام بتاريخ الأول من جانفي 2015 فإن مطعم الاعتصام بساحة الصمود قدم أكثر من 20 ألف وجبة غذائية وحول رأي المعتصمين في نوعية الوجبات، فقد أكد لنا الشباب المعتصم أن مستوى الأكل جيد وبالقدر الكافي رغم الظروف المناخية وقلة الوسائل، ورغم ذلك نقدر ظروف هؤلاء النسوة اللواتي يسهرن على تحضير الأكل لنا، أما الحاج أحمد فإنه يسهر طوال اليوم على تحضير الشاي بالساحة، حيث يقدمه وبالمجان كعربون محبة لهؤلاء الصامدين من أجل أن نعيش في سلام دون خوف.