جواهر
يمتلكن خبرة واسعة ويجدن متعة في الأمر

نساء يقتحمن أسواق المواشي وينافسن الرجال في اختيار الأضحية

زهيرة مجراب
  • 4527
  • 30
الشروق

من المتعارف عليه أن اختيار خروف العيد واقتناءه هي مهمة تسند غالبا للرجال، فهم يبرعون في معاينة الشاة وأنواعها وطبيعة لحمها، لكن السنوات الأخيرة شهدت منافسة الجنس الناعم لهم.. نساء فضلن اقتحام أسواق الماشية ومعاينة أضحياتهن بأنفسهن، بل وهناك من تفوقت على الرجال بحكم خبرتها الواسعة.

عند وصولنا إلى مقر بيع شركة إنتاج وتسويق اللحوم الحمراء “لاتراكو” ببئر توتة ونقاط البيع غير الشرعية المحاذية لها، شدّ انتباهنا التواجد الكبير للجنس اللطيف، فبعضهن كن بمفردهن وأخريات رفقة أزواجهن وأولادهن، ولم يكن دافعهن الفضول أو المرافقة، بل تولي مهمة “جس” الأضحية وفحصها. 

تحكي لنا “أم آية” من حي باب الوادي، وجدناها منهمكة في تفحص الكباش المعروضة للبيع بأسعار تتراوح ما بين 52 إلى 58 ألف دينار، لقد تعودت على شراء أضحية العيد بمفردي كل سنة، فأنا أملك خبرة في الكباش وأعرف الجيدة منها والسيئة، فأحيانا كنت آتي برفقة شقيقي أو ابني وغالبا ما أفضل القدوم بمفردي، فحاليا أقوم بجولة للمعاينة قبل اختيار الأضحية، وقد تجولت في العديد من الأسواق ووجدت أسعارها أقل وأكثر جودة من المعروضة حاليا في نقاط البيع العمومية. 

تركنا محدثتنا السابقة تكمل رحلتها لننتقل إلى سيدة أخرى لفتت انتباهنا كونها حاملا في الشهر السابع، لكن هذا لم يمنعها من مرافقة زوجها وأبنائها لاختيار أضحية العيد، تقول: في كل عيد كنت أرافق والدي إلى السوق لاختيار الأضحية، وكان يقول لي هذه الشاة جيدة، لأنها كانت ترعى في الجبال وتناولت الحشائش والنباتات الطبيعية، وتلك غير جيدة، فقد تم تسمينها في الزريبة بالشعير والنخالة، ومنه اكتسبت خبرة، وبعد زواجي كان زوجي يرفض ذهابي معه، لكنه اقتنع مع قدوم الأطفال وملاحظته لمدى معرفتي الكبيرة بمثل هذه الأمور، لتشير لخروف وتقول “مثلا، هل ترين هذا الأبيض الناصع، هذا دليل على أنه جرى تسمينه بالأدوية، وذلك الأسمر مليء بالشحوم”، والغريب أن محدثتنا كانت وسط الكباش تدفع هذا وتمسك الآخر دون أدنى خوف وهي من كانت تنصح زوجها بالتريث، فالأضاحي التي شاهدوها من قبل على حد قولها أفضل من الموجودة هنا.     

ولم تكتف السيّدات بالمعاينة، بل انقلبت الأمور، حيث راحت بعض السيدات يلتقطن صورا للأضاحي اللواتي أعجبتهن حتى يرينها لأزواجهن وأبناءهن كي يوافقوا عليها أو يرفضوها، وهو حال السيدة “أم أيمن” التي اقتحمت المستودع، حيث كانت الأضاحي معروضة، لتفحص أحد الخرفان وقد أعجبت به كثيرا، فصوفه ليس سميكا وهو “ثني” على حد قولها وقرونه صغيرة وليست قاسية لتقوم بتصويره لزوجها المتواجد في مقر عمله ولم يتمكن من مرافقتها حتى يختارا سويا، معترفة بأنها تجد متعة كبيرة في سوق الماشية وتنتظر هذه المناسبة بشغف كل عام.    

مقالات ذات صلة