الشروق العربي
عدوى الألعاب الإلكترونية:

نساء يقعن في محظور الإدمان عليها

صالح عزوز
  • 2500
  • 3
ح.م

 انتقلت عدوى الألعاب الإلكترونية من الأطفال الصغار والمراهقين، إلى العديد من الشرائح الاجتماعية، وأصبح العديد منهم مهتما بهذه الألعاب، التي تنوعت في الشكل والهدف، والوقت والمواد والأجهزة المستعملة عند لعبها، ووقع العديد من الأشخاص من كلا الجنسين، في هذا الإدمان.. ولعل ما نلاحظه اليوم، أن المرأة في مختلف مجالات الشغل، وحتى الماكثات بالبيت، أصبحت مدمنة على هذه الألعاب، بشكل كبير، وتقضي الساعات الطوال أمام هذه الأجهزة، تتصيد الأهداف والجوائز، مثلها مثل طفل صغير أو شاب مراهق.

من التجربة إلى الإدمان

يبدأ الوقوع في مثل هذا الإدمان، بمجرد الفضول والبحث عن خفايا هذه الألعاب، من أجل معرفة أساسياتها، لكن ما لا تعرفه المرأة، أنها بمجرد الضغط على الزر الأول فضولا، تكون قد فتحت على نفسها باب الإدمان على مصراعيه. هذا الإدمان، مع مرور الوقت، سوف يكلفها الكثير من الساعات أمام هذه الأجهزة، ولا يمكن أن تقضي يوما دون الجلوس إليها، مهما كانت الظروف المحيطة بها، سواء كانت عاملة أم ماكثة بالبيت، بل ويصل الأمر في العديد من المرات إلى إهمالها شغلها وعملها من أجل هذه الألعاب.

الغريب، أن الكثير من النساء اليوم، ونتيجة لقضائهن الكثير من الساعات أمام هذه الأجهزة، أصبحن متفوقات في لعبها، وينافسن الشباب المراهق فيها، وهو ما يزيد من حرصها على التقدم في هذه الألعاب، من أجل منافسة الرجل في هذا المجال، حتى ولو كان على حساب وقتها وواجباتها.

كما نتج عن هذا الإدمان من طرف المرأة للألعاب الإلكترونية الكثير من المشاكل في بيتها الزوجية، لأنها في الكثير من المرات، قد تستغني عما هو أهم في حياتها، من شغل البيت وتربية الأولاد، وتبقى تنافس على الأهداف والجوائز، حتى ولو كانت وهمية على هذه الألعاب الإلكترونية، غير مبالية بما يحدث في بيتها، وربما قد تكون ضيعت الكثير من الأمور داخل الأسرة، وهي في غفلة لا تدري، لأنها تقضي الساعات الطوال أمام هذه الشاشات، سواء في الهاتف النقال أم على شاشة التلفاز.

لعب المرأة هذه الألعاب مع أسرتها من أجل التسلية لبعض الوقت، ليس عيبا أو حراما، كما يعتقد البعض، غير أنها، وللأسف، عندما تقع في محظور الإدمان، قد يتحول هذا الأمر عليها بالسلب، سواء في علاقتها مع الأسرة، أم مع نفسها، لأنها في الغالب ليست ألعابا تثقيفية أو مفيدة لصحة العقل والبدن، قد تستفيد منها المرأة في حياتها اليومية مع أسرتها ومحيطها، بل هي مجرد ألعاب لا غير، أغلبها يدخل في إطار تضييع الوقت والجهد والمال، ويبقى الشخص محاصرا بالأوهام، طول الوقت، لا يفيد ولا يستفيد بها ومنها. فبالأمس، كان الصغار والشباب فقط واقعين في هذا المحظور، لكن، للأسف، اليوم، حتى الزوجات العاملات والماكثات بالبيت.

لم يبق شيء إلا ولامسته الأيادي الناعمة اليوم، وأصبحت مدمنة عليه، كحال الشباب المراهق، تقبع الساعات الطوال أمام هذه الشاشات، تطارد اللاشيء والأهداف، وتفرح بالجوائز الوهمية.

مقالات ذات صلة