نصف مليون تلميذ دخلوا متذمرين شهادة المتوسط
الصدمة.. الانتكاسة.. الكارثة، كل هاته المفردات كانت مرسومة صباح أمس على وجوه الملايين من الجزائريين، جميعهم شلّتهم تسعون دقيقة من الأعصاب عاشوها وكرّهتم في كرة القدم، الرياضة التي من العادة أن تصنع فرحهم وأيضا غضبهم وللأسف فإن تحضيراتهم للفرحة التي انطلقت قبل موعد المباراة بأيام وساعات كانت وزرا بعد صافرة النهاية ليس لأن النتيجة قاسية وإنما لأن المغاربة حوّلوا المواجهة في شوطها الثاني إلى شبه تسلية والوسيلة هي رفقاء كريم زياني، والزائر لمختلف المدن نهار أمس الأحد يلاحظ أن الجميع كان حزينا وكل الأحاديث نقمة على مهزلة مراكش حيث كانت كلمة كارثة هي الجامعة، رغم أن أحد نهار أمس كان يوما مشهودا بالنسبة لحوالي نصف مليون تلميذ كانوا دخلوا امتحانات شهادة التعليم المتوسط والملايين من أوليائهم وأفراد عائلاتهم الذين باشروا امتحان العمر بكثير من التذمر خاصة أن أبناء سن 14 و 15 حساسين جدا، وقال مواطن يدعى حمزة من قسنطينة إنه اتفق مع زملائه على أن يرفعوا دعوى قضائية ضد عبد الحق بن شيخة ليس بسبب الهزيمة القاسية واللعب بدون أي روح ولا أي خطة وغنما لأنه انتحل صفة جنرال، بينما اقترح مواطن من أم البواقي قال غاضبا إنه أفطر رمضان في عز رجب وليلا، واقترح أن تجهز السلطات بأمر من الرئيس حافلة مكشوفة للاعبين والطاقم الفني كما فعلت عقب ملحمة أم درمان وتمر بهم عبر شوارع العاصمة وتترك الجمهور يفعل ما يريد إما يعاقب أو يصفح عن المتسببين في أكبر مهزلة كروية عاشتها الجزائر في تاريخها الكروي الطويل جدا..
- وكان الأنصار كالعادة قد عاشوا قبل المباراة أجواء الاحتفالات منذ زوال أول أمس عبر سياراتهم رغم المطر الغزير الذي غسل شوارع معظم المدن الجزائرية في الوقت الذي تلونت فيه المدن بالألوان الوطنية التي عادت بعيدا عن أي مناسبة وطنية لتزين الشرفات والنوافذ وكأننا في ذكرى الثورة أو الاستقلال، كما أخرج الجزائريون أشرطة الغناء التي ظهرت بعد التأهل لكأس العالم الأخير..
- الكل كان متفائلا لأن شهر جوان تميز دائما بالانتصارات الكروية التاريخية من فوز الخضر في زمن ماجر وبلومي على ألمانيا في 16 جوان 1982 إلى فوز رفقاء زياني على المنتخب المصري بثلاثية في التاسع من جوان 2009 وأيضا الفوز على المنتخب الزامبي أواخر جوان في عقر داره.. وعاد قراء »الشروق اليومي« نهار أمس الأحد إلى أجواء ذكرتنا بما حدث بعد الخروج من المونديال أمام الولايات المتحدة حيث وصلنا طوفان من المكالمات خاصة من الجنس اللطيف إذ تهاطلت علينا اقتراحات بحل المنتخب الوطني وحتى البطولة وتحويل الأموال التي تصرفها الاتحادية إلى العجزة والبطالين..
- الجميل الذي ميّز غضب الجمهور الجزائري بمباراة كرة نهار أول أمس هو أن الجميع ظل يذكر المنتخب المغربي واعترفوا بأحقية فوزهم رغم أن التصفير على النشيد الوطني لن يُغتفر.