الجزائر
جرائم قتل.. معارك جماعية.. مخدرات ودعارة

نصف مليون ساكن في علي منجلي بقسنطينة رهينة الجرائم

الشروق أونلاين
  • 6549
  • 7
ح.م

رغم ارتقائها إلى ولاية منتدبة منذ الـ23 من شهر سبتمبر الماضي، إلا أن المدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، ما عادت تنام وتصحو سوى على الجرائم البشعة التي حوّلت العيش فيها إلى كابوس، بدليل أن قرابة 50 بالمائة من السكنات الموجودة فيها مغلقة، حسب إحدى أعضاء بلدية الخروب التي كانت تشرف على هذه المدينة الجديدة التي فشل المسؤولون ومنهم الرئيس السابق الذي زارها 13 مرة في ترقيتها إلى مدينة نموذجية أو حتى عادية تشبه بقية المدن، لتتحول مع مرور الوقت إلى مجرد مرقد كبير وصل تعداد سكانه إلى قرابة نصف المليون نسمة.

الجمعيات التي ظهرت في المدينة الجديدة أعربت عن فشلها، وقال أفراد من مؤسسيها للشروق اليومي إنهم يحسون أنفسهم، مجرد مختصين في الأمن بصدد تفكيك قنابل أخلاقية وأمنية، قابلة للتفجير بين الحين والآخر في غياب القوة الرادعة والدولة بكل أطيافها، كما أن المدينة الجديدة شهدت منذ بداية السنة الحالية سبع جرائم قتل بشعة، وقعت جميعها في الوحدات الجوارية التي تضم السكنات الاجتماعية التي رحّل قاطنوها من السكنات الهشة والأكواخ القصديرية، وتحدث سكان من المدينة الجديدة عن تحوّل المئات ليس العشرات من السكنات المغلقة إلى بيوت مواعيد تمارس فيها الرذيلة في قلب الأحياء السكنية، أما عن المخدرات فقد نافست في كميتها وحامليها الخبز، حسب أحد رؤساء الجمعيات الذي بلغ به الحد أنه رفض ذكر اسمه ولا اسم جمعيته لأنه يخاف على نفسه من مافيا المهلوسات والمخدرات التي تباع جهارا خاصة في الساعات المسائية على قارعة الطرقات وفي مداخل عمارات الوحدات الجوارية.

ورغم وجود أكبر المساحات التجارية في الولاية في المدينة الجديدة علي منجلي، التي اعترف والي الولاية الحالي بأن 95 بالمائة من مشاريع الولاية متركزة فيها وهي جميعا لها علاقة بالسكن وبالمؤسسات التربوية، إلا أن المدينة التي تجمع السكان القادمين من 48 ولاية تنتشر فيها التجارة الفوضوية بشكل لا يوجد في أي مكان في العالم مثيل له. مصالح الحماية المدنية وجدت في بعض الوحدات الجوارية صعوبة في نقل الجرحى عندما تندلع الشجارات الجماعية، بسبب الوضع الأمني المتردّي فيها، كما أن العائلات المحافظة صارت تتحرّج بسبب الانتشار المريع لبائعات الهوى القادمات من كل مكان وتمارسن أقدم مهنة أمام الملأ، من دون حرج.

وبعد مرور عشرين يوما من تعيين السيد احسن خالدي واليا منتدبا للمدينة الجديدة علي منجلي وتعيين رئيس لمديرية الأمن للولاية المنتدبة إلا أن السكان ينتظرون الثورة التي وُعدوا بها منذ سنوات، وبالضبط منذ 19 سنة تاريخ أول دفعة من السكان وصلت المنطقة في عهد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، حتى لا تلتصق بها بعض التسميات مثل تكساس وميدلين ومومباي.
ب. ع

مقالات ذات صلة