طوابير وبكاء وشجار في آخر يوم من مهلة إيداع ملفات التسجيل

نصف مليون مترشح يتنافسون على 7000 مقعد ماجستير

الشروق أونلاين

2009/10/05
19113
118

نصف مليون مترشح يتنافسون على 7000 مقعد ماجستير

اختتمت، أمس، الكليات والمعاهد الجامعية أبواب التسجيل في مسابقات الماجستير وسط احتجاجات وفوضى عارمة ميزها الإرتفاع غير مسبوق في عدد المترشحين، حيث وصل الأمر في كلية الإعلام والعلوم السياسية بالعاصمة إلى توزيع أرقام انتظار وزعت على الساعة الثامنة والنصف صباحا فلم يستطع أصحابها التسجيل إلى غاية الساعة الثانية بعد الزوال، فيما خرج الكثيرون ممن لم يتمكنوا من إيداع ملفاتهم على وقع الصراخ والبكاء.

شهدت الجامعات أمس حالة من الغليان لدى الطلبة ممن لم يتمكنوا من إيداع ملفات تسجيلهم بسبب كثرة الطوابير خاصة لدى كل من جامعة العلوم الإقتصادية وعلوم التسيير على مستوى فرع كلية العلوم الإسلامية بالخروبة إلى جانب كلية الإعلام والعلوم السياسية، حيث اختتمت أمس، فترة إيداع ملفات التسجيل وطالب المترشحون ممن التقت بهم “الشروق” ضرورة تمديد فترة التسجيل، وفي هذا الصدد أجاب أحد المترشحين لمسابقة الماجستير تخصص صحافة قائلا: “جئت بالأمس على تمام الساعة التاسعة صباحا فسلموني رقم تسجيل يحمل رقم 209 وبقيت في الإنتظار إلى غاية الساعة الثانية بعد الزوال..”.
كما شهدت كلية الإعلام والعلوم السياسية أمس حالة من الفوضى بسبب عدم فتح الكلية لعدد كاف من الموظفين الساهرين على إيداع الملفات مما تسبب في نشوب شجارات حول من يودع ملفه أولا، كما اضطر كثيرون إلى التنازل عن حق المشاركة بسبب مشكل عدم التنظيم، ونفس الشيء بالنسبة لكلية العلوم الإقتصادية والتسيير حيث وجدت إحدى المترشحات عناء في إيداع ملف تسجيلها بعد الإنتظار في طابور التسجيل غير المنظم إلى غاية الساعة الثانية والنصف بعد الزوال.
أما بالنسبة للأرقام المسجلة إلى غاية أمس، فسجلت كلية العلوم السياسية والإعلام لهذه الدورة أزيد من 4200 طالب مترشح لشهادة الماجستير من بينهم 3500 طالب ترشح فقط لقسم الصحافة، وفي هذا الصدد كشف أحد مسؤولي الإدارة أن كل من تخصص الإستراتيجية والإدارة البيئية سجل أعلى مستوى في الترشح بالإضافة إلى السمعي البصري، فيما حددت إدارة الكلية عدد المقاعد المفتوحة للمسابقة بـ 51 مقعدا بيداغوجيا لما بعد التخرج، فيما قدر عدد الطلبة المترشحين لكلية العلوم السياسية بـ 1700 طالب، فيما سجل أكبر عدد للطلبة المترشحين لشهادة الماجستير في كلية علوم التسيير والعلوم التجارية بأكثر من 5000 طالب مترشح منهم أكثر من 1500 طالب ترشح في تخصص المالية والبنوك، فيما ترشح ما يقارب 1000 طالب في كل من تخصصات الإدارة البيئية والسياحية، إدارة وتسويق الخدمات، التسيير العمومي، وإدارة العمليات التجارية وكلها تخصصات جديدة تفتح لأول مرة وما يقارب 800 طالب في كل من تخصصات الإقتصاد التحليلي، والكمي وما بين 800 و900 طالب في قسم التسويق.
فيما أشارت أرقام التسجيل في كلية العلوم الإجتماعية والإنسانية ببوزريعة إلى ما يقارب 4000 مترشح سجل في مختلف التخصصات الإنسانية وفي مقدمتها تخصص الفلسفة، اللغات، دون أن ننسى الجامعة المركزية للغة والآداب والتي سجلت بدورها ترشح ما يقارب 3000 طالب مترشح للمسابقة.
الطلبة يتهمون الأساتذة بفبركة قوائم الناجحين والنقابات تطالب بدور الإدارة في الرقابة
وبعيدا عن لغة الأرقام للطلبة حسابات أخرى في كيفية ضبط قوائم الناجحين، حيث يرى الكثير من هؤلاء أن لشهادة الماجستير مقاييس ظل تحسب بها الشهادة، إذ أن الحصول على “الماجستير” لا يستدعي التحضير الجيد بقدر ما يستدعي نفوذا قويا للفوز بها. وفي هذا الصدد، كشف عميد إحدى الجامعات خارج الجزائر العاصمة تحفظ عن ذكر اسمه، أن بعض أصحاب النفوذ لا يخجلون في عرض مبالغ مالية مقابل الشهادة لأبنائهم أو لأنفسهم شخصيا، في الموضوع يرى منسق نقابة مجلس أساتذة التعليم العالي والبحث العلمي عبد المالك رحماني أنه لا يوجد دليل يدين الأساتذة في التلاعب بقوائم الناجحين غير أن المتحدث طالب بتدخل أكثر من قبل الإدارة في عملية المراقبة على شهادة الماجستير، من أجل تحصينها من التزوير.
لكن للطلبة موقف آخر، حيث يرى أمين عام الإتحاد الطلابي الحر اسماعين مجاهد أن تحديد وتقليص عدد المناصب المفتوحة في كل تخصص ما بين 10 مناصب و15 منصبا يفتح باب المتاجرة بها مؤكدا أن شهادة الماجستير لا يوجد دليل مؤكد حول التلاعب بقوائمها.
بينما يرى ممثلو كل من التنظيمات الطلابية الأخرى على غرار الرابطة الوطنية للطلبة الجزائريين، التحالف الطلابي، المنظمة الوطنية للطلبة الجزائريين، أن وجود كم كبير من الطلبة المترشحين للشهادة وعدد المناصب المقدر بـ 7013 منصب، ضئيل جدا بالنظر إلى تسجيل سنويا ما يقارب نصف مليون طالب مترشح بينهم 140 ألف طالب متخرج جديد يعتبر عاملا في تقليص الحظوظ واللعب على “تزوير” القوائم.
من جهة أخرى، تشير الأرقام المتحصل عليها تسجيل 49 ألف طالب فيما بعد التدرج، فيما يقدر عدد الطلبة في التدرج بأزيد من مليون و164 ألف طالب، وأغلب الذين تخرجوا من الجامعة ترشحوا لهذه الدورة، حيث تخرج لموسم 2007 / 2008، 141 ألف طالب.

شارك المقال

محمد

2009/10/06 - 21:24

بسم الله الرحمن الرحيم
أحبابي القراء و خاصة الطلبة منهم ، أسألكم سؤالا و أجيبوني عنه .
هل فعلا رأيتم الفوضى إلا عندما ذهبتم للتسجيل لمسابقة الماجستير ؟ أفلا تتذكرون السنوات التي درستموها بالجامعة و كيف رأيتم المحاباة و المحسوبية و العشائرية بأم أعينكم ؟ أرأيتم كيف تعطى العلامات لأصحاب المعالي و الفخامة دون بذل مجهود و كيف يحرم منها المجد المثابر ؟
و أنا هنا أضيف لكم حادثة وقعت أمامي بالضبط بجامعة قسنطينة بكلية العلوم الإقتصادية ، حيث تقدمت طالبة للاستاذ و لمت له مذكرتها التي اشتركت فيها طالب و طالبة ، فما كان من الأستاذ المحترم إلا أن أخبرها بأنه قد منح العلامات و انتهى ، و أخبرها بأنها تحصلت على 14 من عشرين و زميليها على 15 من عشرين . فاستغربت الطالبة و قالت له كيف تمنح العلامات و أنت لم تتسلم المذكرة إلا الآن من يدي ؟ فعلى أي أساس وضعت العلامة يا أستاذ ؟ فما كان من الأستاذ إلا أن قال لها بأن هذا الأمر يخصه و لا أحد يمكن أن يعترض عليه .
هل يا أحبابي الطلبة بقي لوم على ما نشاهده و نراه ؟
أنا أطلب منكم ألا تصدموا فالأمر أكبر مما تتصورون ، فالجزائر تعيش أسوء وضعها منذ الإستقلال إلى يومنا هذا ، و أنتم الذين تحصلتم على نصيب من العلم مدعوون لتغيير هذا الوضع الكارثي لا يخدم لا البشر و الشجر و الحجر ، أنظروا إلى القطاعات الأخرى ، فهي لم تسلم من هذا الإنهيار الذي أصاب قطاع التربية بصفة عامة .
إن أمامنا عمل شاق و كبير ، فلا نبقى نجتر الآلام و نلعن الوضع الذي نحن فيه فهذا لا يغير في الأمر شيئا ، إنما الذي يغير هو الوعي بخطورة الوضع و العمل على تغييره نحو الأفضل بالثبات على الحق و عدم الإنسياق وراء الإغراءات الدنيوية من جاه و سلطان على حساب كرامتنا و أخلاقنا .