الجزائر
"الشروق" تزور منتزه الصابلات

نفايات متراكمة.. تسرب مياه قذرة وتدهور المساحات الخضراء

إيمان بوخليف
  • 1633
  • 11
ح.م

بعد أكثر من ثلاث سنوات من افتتاح منتزه الصابلات أمام الجمهور بالعاصمة، الذي كان حينها يضم مساحات خضراء وأشجارا يافعة ومرافق جديدة للترفيه والتسلية لطالما بحثت عنها العائلات من أجل الراحة والاستجمام، أضحى اليوم يعاني من إهمال وتدهور كبير.

”نفايات متراكمة ومنتشرة في كل مكان”، ”قنوات الصرف الصحي متصدعة”، ”مياه متراكمة”، ”اصفرار العشب” ونقائص بالجملة، فبالرغم من المداخيل المعتبرة التي تجنيها إدارة مؤسسة ديوان التسلية لولاية الجزائر ”أوبلا” من خلال حظيرة السيارات التي تقصدها ملايين المركبات يوميا، إلا أن الزائر إلى منتزه الصابلات يلاحظ العديد من النقائص وكذا سوء التسيير بداية من المدخل الرئيسي إلى غاية داخل المنتزه.

يصطف أصحاب المركبات بالمدخل الرئيسي للمنتزه من أجل الظفر بمكان لركن سياراتهم، حيث يصل الطابور في العديد من المرات، خاصة في عطلة نهاية الأسبوع إلى غاية مشروع جامع الجزائر قبل الظفر بمكان في الحظيرة التي يدفع فيها المواطن مبلغا يصل إلى 100 دج مقابل ركن سيارته، فضلا عن غياب التوجيه أو ترقيم التذكرة وكذا بطء عملية خروج السيارات والفوضى التي تطبع المكان.

انتشار النفايات يفقد المكان سمعته

بالرغم من السمعة الحسنة التي اكتسبها منتزه الصابلات خلال الفترة الأخيرة، وبالرغم من توافد المواطنين على المكان، إلا أن ذلك لم يشفع لزواره أن يتمتعوا به، وبالرغم من حملة النظافة والتعليمات التي أطلقتها وزارة البيئة والطاقات المتجددة الموجهة إلى ولاة الجمهورية ومسؤولي كافة القطاعات القاضية بضرورة إيلاء عناية خاصة لنظافة المحيط، إلا أن “بيت الصابلات على حاله” بل ازداد وضعه سوءا.

من جهة أخرى، استبدلت صناديق النفايات بأخرى قديمة ومتسخة، الأمر الذي زاد الوضع سوءا، حيث يضطر المواطن إلى عدم الاقتراب من الصناديق المتسخة ويقوم برمي النفايات على الأرض أو ترك نفاياته في العشب أو تحت الأشجار التي تم إتلافها بصفة كلية.

ومن بين النقائص التي يعاني منها المنتزه قلة المراحيض العمومية التي تعد مشكلا حقيقيا للوافدين، فإن وجدت فحالاتها حدث ولا حرج، حيث يضطرون إلى الانتظار في طوابير طويلة أمام 4 مراحيض ثلاثة منها مغلقة، بسبب انسدادها، فيما بقي مرحاض واحد للنساء وسط انبعاث الروائح الكريهة نتيجة المياه المتسربة خارجها، وكذا انتشار حفاظات الأطفال في كل مكان، وبالرغم من لجوء ديوان تسيير حظائر الترفية والتسلية لولاية الجزائر إلى الاستعانة ببعض الشباب لتنظيم الأمور، وفرض سعر 20 دج للشخص لاستغلال المراحيض، غير أن ذلك لم يحل المشكل بل ازداد الوضع سوءا.

وأثناء حديثنا مع بعض النسوة هناك أكدت إحدى الزائرات أنه كان من الواجب على ولاية الجزائر إسناد مهمة تسيير المراحيض إلى مؤسسة خاصة مكلفة بذلك وهذا من أجل ضمان خدمات تليق بالمكان، وتجعله نظيفا على الدوام.

غياب المساحات الخضراء واصفرار العشب.. النقطة السوداء

فقد العشب والأشجار التي تزين فضاءات منتزه الصابلات اخضرارها وجمالها بعدما اتخذت العائلات من العشب مكانا للجلوس، وهذا بسبب قلة الطاولات التي تعد على أصابع اليد، وقالت إحدى السيدات التي قصدت المتنزه لقضاء بعض الوقت: ”نضطر إلى الجلوس هنا على الأرض بعد أن اصفر العشب”، الذي أرجعه البعض إلى نقص الاهتمام والاعتناء به، فضلا عن عدم سقيه، وما زاد الطين بلة هو الانتشار الرهيب للباعة الفوضويين، حيث استغلوا الفرصة لبيع الألعاب وبعض المأكولات في ظل نقص المطاعم، والمحلات التجارية وإن وجدت فهي لا تقدم خدمات سوى بيع قارورات المياه وتغلق أبوابها عند الساعة الخامسة مساء.

مدير أوبلا لـ”الشروق”: “أعددنا برنامجا لاستدراك النقائص في أقرب الآجال”

أكد إلياس قمقاني، مدير ديوان حظائر الترفيه والتسلية لولاية الجزائر، أن مصالحه قامت بإعداد برنامج لاستدراك النقائص التي تم تسجيلها مؤخرا في منتزه الصابلات. وأضاف قمقاني في اتصال مع ”الشروق”، أمس، أنه سيتم بعث نفس جديد في المنتزه الذي يشهد بعض النقائص، وقال إنه لا يمكننا أن ننكر أن الصابلات لا تزال ورشة مفتوحة وقرار فتح جزء منها هو قرار صائب، ووعد المواطنين باسترجاع الوجه الحقيقي لمنتزه الصابلات في الأشهر القليلة المقبلة.

وبخصوص الوضعية الكارثية للمراحيض، أكد مدير “أوبلا” أن تلك المراحيض نصبت بطريقة مستعجلة في وقت سابق، مشيرا إلى تخصيص مراحيض جديدة تتوفر على كل المقاييس سيتم تركيبها في القريب العاجل، كما دعا محدثنا الوافدين على المنتزه إلى الحفاظ على هذا الفضاء الطبيعي من خلال عدم ترك النفايات وراءهم، وقال: ”يجب علينا إشراك الموطنين في ضمان نظافة المكان لأن المسؤولية مشتركة بين الإدارة والمواطن”.

وأضاف مدير “أوبلا” أن منتزه الصابلات أحصى خلال 3 الأشهر الماضية 200 ألف زائر، معتبرا هذا الرقم مهما جدا.

مقالات ذات صلة