الجزائر
فاجعة وفاة الرضع بمستشفى الوادي تفتح ملف منظومة الصحة

نقابات الصحة تستنكر وضعية المستشفيات

إلهام بوثلجي
  • 2247
  • 11
أرشيف

اعتبر ممثلو نقابات الصحة ما حصل في مستشفى الوادي، الثلاثاء، كارثة ومأساة حقيقية وهي صورة مصغرة عن الوضع المتدهور للمستشفيات الجزائرية التي لم تعد آمنة على حياة المرضى ولا على  ممارسي الصحة وحتى العاملين بها، مطالبين بفتح تحقيق في ملابسات الحادثة وتحديد المسؤوليات الحقيقية.

تأسف رئيس نقابة ممارسي الصحة العمومية إلياس مرابط، في تصريح لـ”الشروق” لما تعرض له رضع أبرياء جراء حريق في مستشفى الأمومة والطفل، معزيا عائلات الضحايا، وقال “نحن تحت الصدمة كمهنيين”، وأردف “علينا التوقف عن لوم الطواقم الطبية، لأنهم كانوا معرضين للموت في هذا الحريق سواء الطبيب أو شبه الطبي أو حتى العامل”، وأضاف “علينا أن نبحث في الأسباب الحقيقية وراء الحادث، وكيف لمستشفى بني  حديثا وكانت السلطات تتباهى به يتعرض لحادثي حريق متتاليين”، وتابع كلامه “العام الماضي خلف الحريق خسائر مادية، لكن هذه السنة الكارثة أعظم”.

وطالب مرابط بتسليط أقصى العقوبة في حق المتسببين في الكارثة، وأكد أن نقابة ممارسي الصحة لطالما نددت بوسائل العمل المنعدمة في المستشفيات والهياكل المتهرئة وغياب مخارج النجدة ومنبهات مخاطر الحريق أو الغازات رغم الملايير التي تصرف على القطاع، وبخصوص تحديد المسؤوليات، قال المتحدث أن التحقيقات هي التي ستكشف ذلك.

إلى ذلك، أكد ممثل الأطباء المقيمين أن كارثة الوادي تكشف الوضعية الكارثية للقطاع والتي دفعت المقيمين للاحتجاج لعدة أشهر دون أن تلتفت الحكومة لمطالبهم والتي كانت تصب في مجملها في توفير ظروف وإمكانيات العمل وخاصة في الجنوب لتوفير الرعاية المطلوبة، ولفت المتحدث إلى أن المستشفيات الجزائرية كلها قديمة يعود بناؤها في الغالب للعهد الاستعماري، كما أنها غير مزودة بوسائل وآليات للتنبيه بالحرائق أو حتى الكوارث الأخرى، متسائلا، كيف بإمكان مريض عاجز  في الليل أن يهرب من الحريق في غياب مخارج نجدة أو حتى للإنذار والإطفائيات التي وإن وجدت قد تكون بعيدة أو منتهية الصلاحية، وحتى الطبيب وشبه الطبي والعامل ماذا يمكنه أن يفعل بدون وجود جهاز إطفاء الحريق، فضلا عن عدم وجود تدريبات وسياسة لمجابهة الكوارث، حيث يتدرب الأطباء والعاملون على طرق إجلاء المرضى والتنبؤ بالكوارث قبل وقوعها، كما لفت المعني إلى مشكل نقص طاقم شبه الطبي، خاصة أن أغلبهم هاجر للعمل في الخارج.

واعتبر رئيس نقابة الأطباء الأخصائيين يوسفي محمد ما حصل في مستشفى الوادي هو نتيجة سنوات وعقود من الفوضى وسوء التسيير في قطاع الصحة بالإضافة إلى عدم وجود سياسة وطنية للصحة، وأردف “المسؤولية لا يتحملها الوزير وحده، لأننا منذ عشرين سنة ونحن نطالب ونقوم بإضرابات لتحسين ظروف المستشفيات”، وتابع “للأسف، سياسة الهروب للأمام هي السائدة في قطاع الصحة مثل باقي القطاعات”.

مقالات ذات صلة