-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

نلتقي لنرتقي

نلتقي لنرتقي

تحت هذا العنوان الجميل “نلتقي لنرتقي” نظمت “الجمعية الثقافية نشء البشير الإبراهيمي” في مدينة أولاد ابراهم من ولاية برج بوعريريج، نظمت في يوم السبت 25/5/2024 ندوة وطنية للحديث عن الإمام محمد البشير الإبراهيمي، فكرا متنوعا، وجهادا متعدد الجبهات، وبيانا عزّ نظيره في هذا العصر، ما جعل الشيخ أبو يعلى الزواوي يصف الإمام الإبراهيمي بأنه “الزمخشري ذانا، وصفة، وفصاحة، ولغة”، (جريدة البصائر، 27 نوفمبر 1936). وجعل العالم المغربي المناضل محمد إبراهيم الكتاني يجمع تلك الصفات وغيرها ويطلق وصف “آية الله” على هذا الرجل (جريدة العلم في 2-3 أكتوبر من عام 1951).
لقد امتلأت ساحة منزل آل الإبراهيمي بالحضور، يتقدم الجميع السيد كمال نويصر، والي ولاية البرج، والسيد رئيس المجلس الشعبي الولائي، وإطارات الولاية من النواب في المستوى الوطني والمحلي ومسئولو القطاعات الأمنية، وحفيدا الإمام البشير وسعد الدين اللذان نابا عن والدهما الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي الذي منعه الكبر عن الحضور.
وقد أقيم على الجزء الأكبر من هذه الساحة بناية جميلة لتكون “مركزا ثقافيا” يشيع فكرا وثقافة على أبناء تلك المنطقة، كما احتفظ بالبيت الذي عرف نشاط الإمام في فجر حياته كما كان، تذكيرا للأجيال الحاضرة على ما عاناه أسلافها في الأجيال الغابرة من معيشة ضنك تحت أسوإ وأبشع ما يمكن لإنسان أن يتخيله من “أنظمة”، أعني عهد الاحتلال الفرنسي الصليبي.
وقد نشط هذه الندوة الأساتذة عبد المجيد بيرم رئيس جمعية العلماء، ونائبه عبد الحليم قابة، ومحمد الهادي الحسني، وأدارها الأستاذ سميز زريري، عضو المكتب الوطني للجمعية.
لقد أكد المشاركون في هذه الندوة على ما وهبه الله – عز وجل- لهذا العالم من مواهب لم يستخدمها لمصالحه الشخصية أو العائلية، ولكنه سخّرها كلها واستخدمها كلها لخدمة دينه، ولسانه العربي، ووطنه، وقومه، وأمته، لم يعجزه برهان، ولم يخنه بيان.
وقد أثبت المشاركون في هذه الندوة النوعية بنصوص الإمام، وبشهادات الخصوم قبل الأصدقاء أن هذا الإمام كان “ذا حكمة وحنكة” كما وصفه أخوه الإمام ابن باديس..
أما الذين يغمزون الإمام الإبراهيمي مما يعدهم بعض الجاهلين من “الأخيار” فقد أثبتوا جهلهم بما يعرفه أبسط الناس، وأكدوا حقدهم وحسدهم للإمام على ما آتاه الله من فضله وعلى أنه – على “بداوته” غبّر في وجوههم بمواقفه الرجولية الشجاعة، وبأفكاره السديدة، وآرائه القيمة، وبترفعه عما لهثوا وراءه، وأراقوا من أجله “ماء وجوههم”. لقد كان في مكنة الإمام الإبراهيمي أن ينال النصيب الأوفر من حظوظ الدنيا، لا يعجزه عن ذلك لا قصور ولا تقصير، ولكنه آثر الآجلة، ووذر العاجلة، وكان سعيه من أجل إرضاء ربه، ثم شعبه، وقومه، وكان جزاؤه في الدنيا أن أحبّه الصالحون، ونرجو الله – عز وجل – أن يرضي عنه ويرضيه، وأن يكون ممن “رضي عنهم، ورضوا عنه”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!