-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

نهاية العالم.. بين العلم والإيمان (الحلقة الأولى)

سلطان بركاني
  • 3840
  • 0
نهاية العالم.. بين العلم والإيمان (الحلقة الأولى)

في دراسة حديثة تناقلتها عديد المواقع في الأيام القليلة الماضية، أكد فريق من الباحثين في مجال إنتاج الطاقة في الكون، بقيادة الباحث في المركز الدولي لبحوث علم الفلك الراديوي في غرب أستراليا الأستاذ “سيمون درايفر”، أنّ الكون الذي نعرفه بوضعه الحالي يفنى ببطء، وأنّ عمره آيل إلى الانتهاء.

وجاءت هذه النتيجة بعد دراسةٍ معمّقة شملت أكثر من 200 ألف مجرة، اعتمادا على البيانات التي وفّرتها 7 تلسكوبات، تابعة لوكالة “ناسا” والمرصد الجنوبي الأوروبي ومراصد عالمية أخرى، تأكّد من خلالها أن هذه المجرات لا تنتج حاليا سوى نصف كمية الطاقة التي كانت تنتجها منذ ملياري سنة.

هذا ما افترضته الدّراسات العلمية في تسعينيات القرن الماضي، وأكّدته الآن آخر الأبحاث الكونية، وصار حقيقة علمية، يتّفق مؤدّاها مع عقيدة راسخة لدينا نحن المسلمين، مفادها أنّ هذه الحياة ستنتهي يوما ما، وتعود كما بدأت أوّل مرّة، لكنّنا نحن المسلمين نؤمن أنّ هذه النّهاية لا تكون بالضّرورة وفق هذه المعطيات التي تفترض الحاجة إلى ملايين وربّما ملايير السّنين الأخرى لينتهي العالم، لأنّه قد يحدث في هذا الكون ما يؤدّي إلى تسريع نفاد الطّاقة، وقد ينتهي بسبب طارئ ما، والأهمّ من هذا أنّ النّهاية ربّما تكون وفق سنن علمية واضحة، وربّما لا تكون كذلك.

كما أنّنا نحن المسلمين نؤمن أنّ نهاية العالم لن تكون حتى تقوم السّاعة، والسّاعة لن تقوم حتى تجتمع الأمّة تحت سلطان خلافة إسلامية على منهاج النبوّة، تكون أرض الشام عاصمة لها؛ تبدأ إرهاصاتها بفتنة تحدث في أرض الحجاز بعد وفاة أمير من الأمراء، فيخرج رجل اسمه محمد (أو أحمد) بن عبد الله، من نسل الحسن بن علي رضي الله عنهما، من مدينة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فارّا بدينه إلى مكّة المكرّمة، فيجتمع النّاس حوله ويبايعونه بالخلافة وهو لا يدري أنّه سيكون المهديّ، ثمّ يأتيه جيش من الشام لقتاله، فيخسف الله بذلك الجيش، فيعلم الناس أنّه المهدي المبشَّر به، فيجتمعون حوله، فيفتح جزيرة العرب ثمّ بلاد فارس ثمّ القسطنطينية، ثمّ تكون الملحمة الكبرى بين المسلمين والنصارى، ثمّ تفتح روما، ويغزو المسلمون بلاد الهند، ويعمّ الأمن والرخاء، ويقوم العدل، ثمّ يظهر المسيح الدجال من جهة المشرق ويتبعه 70 ألفا من يهود أصفهان ويمرّ بمدينة الكوت في العراق متجها إلى المدينة المنوّرة، فيُمنع دخولَها، فيرجع ليفتن الناس شرقا وغربا، ويبقى كذلك حتى ينزل مسيح الهدى عليه السلام، فيقاتل الدجال فيقتله ويقضي على اليهود، ثمّ يخرج يأجوج ومأجوج، فيفسدون في الأرض فسادا ما بعده فساد، ثمّ يرسل الله عليهم جنديا من جنوده هو الدود الذي يعلق في أنوف الغنم فيهلكهم عن آخرهم، ثمّ تستقرّ الأمور لنبيّ الله عيسى عليه السلام فيحكم بشريعة الإسلام وينتشر الأمن وتظهر البركات مرّة أخرى، ثمّ تقضي سنة الله في الموت على هذا النبي الكريم فيموت الميتة التي كتبها الله على كلّ حي، وبعد موته تعود البشرية إلى جاهليتها فيرفع القرآن، ولا يبقى إلا نزر قليل من الناس لا يعرفون إلا لا إله إلا الله، ثمّ تطلع الشمس من مغربها في يوم الجمعة، وفي الليلة التي قبله يطول الليل ويتضاعف، فلا يتنبّه إليه إلا الذين يصلّون صلاة الفجر لوقتها، والراكعون الساجدون الذين يقومون الليل، كما جاء في الحديث أنّ أحدهم يقوم من الليل فيقرأ حزبه ثمّ ينام، ثمّ يقوم فيقرأ حزبه ثمّ ينام، فبينما هم كذلك، صاح النّاس بعضهم في بعض فقالوا: ما هذا؟ فيفزعون إلى المساجد فينتظرون طلوع الشمس من مشرقها فإذا هم بها قد طلعت من مغربها، ويومها يؤمن كلّ الناس ويتوبون جميعا، وحينئذ لا ينفع نفسا إيمانها، لأنّ باب التّوبة سيغلق.

ثمّ تعود الشمس إلى حالها فتشرق كما كانت تشرق. ثمّ تظهر العلامة الأخرى، دابة تخرج من الأرض تكلم النّاس: ((وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآَيَاتِنَا لَا يُوقِنُون)) (النّمل 82 )؛ دابة لا كالدواب، دابة كثيرة الشعر لا يعرف مقدّمُها من مؤخّرها، تُخرَج من الأرض إخراجا كناقة صالح عليه السّلام، تكلم النّاس وتختم على أنوفهم علامات؛ المؤمن تختم عليه بعلامة الإيمان والكافر تختم عليه بعلامة الكفر.

ثمّ تذهب هذه الدابة لتأتي علامة أخرى من علامات الساعة، ويرسل الله ريحا لينة طيبة تبدأ من بلاد الشام ومنها إلى اليمن ومن اليمن تنتشر في الأرض كلّها. ريح ألين من الحرير تدخل كلّ بيت وما تترك موضعا إلا بلغته، لا تدع أحدا في قلبه مثقال ذرة من إيمان إلا قبضته، فيموت المؤمنون جميعا ولا يبقى إلا الكفار، وينقطع ذكر الله في الأرض، لا صلاة ولا صيام ولا صدقة، وتنتشر الفواحش والمنكرات علنا ويصبح البشر كالحمير، وتعبد الأصنام مرّة أخرى، وتهدم الكعبة.. وعلى هؤلاء تقوم الساعة كما قال النبيّ عليه الصّلاة والسّلام: (تقوم الساعة على شرار الخلق).

ثمّ تظهر آخر علامة من علامات الساعة، تخرج نار من حضرموت في اليمن تسوق النّاس إلى الشام؛ تسوقهم بين ماش وراكب، يتناوب الاثنان على البعير والثلاثة على البعير، فإذا اشتدّ التعب يتناوب العشرة على البعير، وهكذا حتى يُجمع النّاس في مكان واحد على أرض الشام. وفي يوم من أيام الجمعة يأتي الأمر من الربّ جلّ وعلا إلى إسرافيل الذي جهّز نفسه للنفخ في الصّور منذ قرون وقرون، لينفخ النّفخة الأولى…

يتبع بإذن الله.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!