هاربات من البيت يطلبن الصفح والغفران من آبائهن بعد الفضيحة

…كثيران هن اللواتي أصبحت تعج بهن مراكز الدولة.. نساء حوامل وفتيات قصر دون الثامنة عشرة من العمر، هربن من بيوتهن بعد الفضيحة، يحملن في بطونهن أجنة مجهولة النسب… بعضهن وقع فريسة سهلة للشارع ومخالبه وأخريات ينتظرن في مراكز الحكومة لوضع أجنتهن، وأخريات ندمن وفتحن قلوبهن لـ “الشروق”… فهل يصفح الوالد على مضض بعد رؤية عيون الندم على الفضيحة؟

كنت كغيري من الفتيات أسمع عن حكايات الهاربات من البيت لكنه ولا مرة اعتقدت أن الظاهرة موجودة بذلك الشكل الرهيب. 

مكنتني مهنتي، كوني صحفية، للاقتراب منهن سواء عبر لقاءاتي بهن في الشوارع أم عبر مراكز الحكومة. 

البداية كانت من مركز النساء المعنفات الواقع ببوسماعيل التابعة لولاية تيبازة. مركز يضم بين أجنحته فتيات ونساء هربن من بيوتهن، بعضهن اقتربن مني وكثيرات أخفين وجوههن خوفا من الكاميرا… 

ليندة، قصة فتاة تنحدر من إحدى الولايات الداخلية أخطأت في علاقتها مع ابن الجيران سنة وراء سنة.. توطدت العلاقة إلى حمل غير شرعي أدى إلى انسحاب من كانت تعتقد أنه سيكون لها زوجا وسندا ليجيبها حسب قولها بجملة قاسية جدا: “لن أتزوج بك فمن يدري إن كان من في بطنك هو ابني أنا…” كلمات كانت كافية لتهرب من البيت. عندما التقيت بها وافقت على التصوير معي شرط أن لا تكشف ملامح وجهها وراحت تسرد قائلة: صحيح أني أخطأت في حياتي لكني ندمت. أنا الآن حامل في شهري السادس وأعرف أن مكوثي في هذا المركز لن يزيد على سنة وسيأخذون ابني بعد ولادتي إلى مراكز الطفولة المسعفة… وأعرف أني لن أعود إلى بيت والدي بعد الفضيحة.. كل ما أريد أن أخبر به الفتيات مثلي أن لا يثقن في أي كان وألا يخرجن عن طاعة الوالد…”

حنان… قسوة والدها جعلتها تسقط فريسة سهلة لابن الجيران

في واحدة من أجمل الاعترافات التي ستشاهدونها مساء هذا الأحد في برنامج خط أحمر قصة فتاة تنحدر من إحدى ولايات الشرق الجزائري و هربت من بيتها بعد الفضيحة، تحكي قائلة إن والدها اضطر إلى توقيفها عن الدراسة وهي في السنة الثالثة ابتدائي، لتقوم بأعمال شاقة في الفلاحة بما فيها رعي الأغنام والماشية وظلت على هذه الحال إلى أن بلغت سن 18 من عمرها، حيث تعرفت على أحد أقاربها الذي استغل سذاجتها وراح يعدها ويواعدها بالكلام المعسول إلى أن سقطت في شباكه ووقعت في الخطيئة، وأصبحت حاملا منه، وأمام رفضه الزواج منها والاعتراف بابنه وخوفها من بطش والدها وأخواتها الذكور قررت الهروب من البيت، لتركب أول حافلة باتجاه العاصمة، تقول حنان… ليلتها تبت إلى الله وصليت الفجر وكنت مدركة أني أتجه إلى عالم مجهول وأني أخطأت في حق أمي وأبي.. حملت معي المصحف الشريف ومعي مبلغ مالي يقدر بـ 6000 دينار.

وصلت العاصمة، لأول مرة في حياتي تطأ أقدامي شوارعها، بقيت في إحدى الزوايا في محطة الحافلات بالخروبة، أبكي وأنتظر ماذا سيحدث بي وإذ بي أسمع آثار أقدام تتجه نحوي… كان رجلا محترما سألني قائلا: هل أنت جائعة… تريدين شيئا؟

جمال…  قصة رجل شهم ستر فتاة من الفضيحة وتزوجها بعد طلب زوجته وأبنائه

ذلك الرجل الذي التقى بحنان في محطة الحافلات بالخروبة لم يكن سوى جمال.. هذا الرجل الذي كان في نيته الاقتراب من فتاة وجدها تبكي في إحدى زوايا محطة الحافلات. اقترب منها ليسألها إن كانت جائعة… لكن صمتها جعله يستنجد بزوجته التي اقتربت منها وراحت تسألها لتعرف منها بأنها هربت من بيتها بعد الفضيحة. معرفة العائلة بوضع العاصمة الصعب والليل الموحش جعلهم يطلبون من الفتاة مرافقتهم إلى البيت بإحدى بلديات بومرداس وكانت رغبتهم البحث عن والدها لإرجاعها إلى كنف الأسرة.

راح جمال يقطع مسافات طويلة إلى غاية  شرق الوطن حيث عثر على إخوة حنان وقص عليهم القصة، طالبا منهم مسامحتها وعدم تركها وهي في هذا الوضع المزري، لكن إخوتها الذكور حملوه رسالة من والدها مفادها أن ما فعلته من فضيحة يستحق القتل لا أكثر…

خوف الرجل على الفتاة جعله يعود إلى البيت ليخبرها بأن والدها لن يصفح عنها وعن فعلتها. مرت ثلاث سنوات على حنان وهي متواجدة بمقر العائلة التي انتشلتها من الضياع..

امرأة صالحة تزوج زوجها بفتاة وفي بطنها ولد لتسترها من الفضيحة

مع الوقت اعتادت الزوجة وزوجها وأبناؤهما الثمانية على حنان.. إلى أن فاجأت الزوجة زوجها ذات يوم وهي تخبره قائلة: لماذا لا تتزوج هذه الفتاة وتسترها من الفضيحة؟ إنها فتاة طيبة وقد اعتدنا على وجودها بيننا وربما إذا سترتها سيعفو عنها والدها؟

يقول جمال إن طلب زوجته الزواج من حنان جعله لا يصدق طلب زوجته، لا سيما وأنها تعلم جيدا ماضي حنان وأنها هربت من البيت ولديها ابن غير شرعي… قبل أن يفاجئه أبناؤه (أحدهم يبلغ من العمر 23 والآخر 20 عاما) طالبين من والدهم الزواج بالفتاة وإنقاذ مستقبلها..

وأمام رغبة الزوجة والأبناء وافق جمال على الزواج من البنت وأقيم حفل زواج بحضور عدد من الأئمة الذين رأوا في حياة الرجل عبرة…

تفاصيل هذه الحكايات تشاهدونها سهرة اليوم في برنامج خط أحمر على التاسعة والنصف ليلا.