-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ها.. حًي على الفلاًح!

عمار يزلي
  • 3201
  • 0
ها.. حًي على الفلاًح!

عندما يتحدث سلال عن منطق بداية الدخول وتأسيس الجمهورية الثانية، فهو بالتأكيد لا ينطلق من فراغ.. قاتل، بل من باب “قتل الفراغ”، لأن الجمهورية الثانية ستقام أحب من أحب وأبى من أبى بحكم التطور التاريخي وبحكم انقضاء مدة عهدة جيلين من جيل الثورة! فبحدود 2030، سنكون على أهبة الدخول في حقبة تاريخية أخرى لا نعلم هل هي جمهورية ثانية أم مجرد جمهورية لا ثانية ولا ثالثة ولا حتى إمارة! لأن التاريخ وما سيأتي يخفي لنا كثيرا من المفاجآت لا يعلمها لا سلال ولا الشاب بلال! الأهم، هو أن التغير قادم هو من يضمن التحول بهذا الاتجاه أو ذاك، وليس الدستور المعدل هو من يدخل البلاد في الجمهورية الثانية!

كما أن حديثه عن الفلاحة وتطويرها “والثورة الزراعية”، بقدر ما يفرح، يضحك! لأنه يعلم علم اليقين أن الاستثمار في الفلاحة هو الضامن الأكبر لاستقرار البلاد أمنيا وغذائيا، وأن الفلاحة هي بوابة الصناعة! وليس العكس كما فعلنا مع “مخطط ديبرنيس” التنموي في السبعينات، الذي بدأ بالعمل على تطوير الصناعات الثقيلة، من أجل الاستثمار فيما بعد في الزراعة، فوجدنا أنفسنا بلا صناعة ولا زراعة! حديثه للفلاحين في الجنوب، مهم ويمكن أن ينجح وأن يكون عملا “مفلحا”  لكن ليس فقط من خلال خطاب وحبر على ورق! فنحن نعلم علم اليقين أنه، وإلى اليوم، لايزال الفلاح يعاني حتى من  شراء ونقل شكارة سماد! لأنه يعد مخططا لعمل إرهابي! واليوم، يفضل الفلاح أن ينقل الزطلة على أن ينقل السماد لأرضه! وكأننا نعمل على تدمير الفلاحة بدعوى الظروف الأمنية!

نمت على هذا القلق لأجد نفسي مديرا سابقا للفلاحة في ولايتي لمدة 20 سنة، ثم تركت المنصب الذي ورثه ابني، فيما صرت أنا من أرباب العمل، متخصصا في استيراد البطاطا والحبوب! خلال 20 سنة، لم يبق من الأراضي الفلاحية ولا قطعة واحدة: الكل أكلها البناء والنهب الاقتصادي بلا اقتصاد! وأنا ومن معي كنا وراء هذا الزحف على الأراضي الفلاحية! لأن انعدام الفلاحة، يعني في المحصلة تطور “الاستوراد”! وما يهني أنا، من فلاح يحرث أرضه ويجني عشاء يوميه؟ ما يهمني هو أن تدفع الندرة إلى الاستيراد! هكذا قضينا على الإنتاج الفلاحي المحلي بغية “الاستوراد” وعممنا هذه التجربة في عدة ولايات بالتعاون مع الولاة المتعددين الذي مروا على الديار وتعاونوا معي على “البر والتقوى” في شكل إثم وعدوان! تعاملت مع كثير ممن في يدهم الأمن والأمان! مع بعض الدركيين والمواطير لمنع كل شكارة سماد تهرب في سيارة نفعية أو فلاحية أو سياحية! باراجات ومطاردت للفلاحين الذين أصروا على البقاء فلاحين، يفلحون قطعا هامشية في الرابي والزوابي! والتهمة كانت جاهزة: مساندة الإرهاب!!

تمكنت بفضل السياسة الأمنية من تطوير ترسانتي المالية على حساب الفلاحة المحلية ومازال ابني على خطى أبيه، فابن البط.. عوام! بعد أن بات يشرف على كل الولايات الجهوية لتطوير الفلاحة باتهام الفلاح بالتآمر والتعاون مع الإرهاب! حتى المؤذنين منعناهم من الآذان في ولايتنا بدعوى أنهم يبكون وينوحون على الفلاح، خاصة لما خرج علينا يوما مؤذن فلاح راح يؤذن ويقول مشددا على آلام الفلاح: ها..ااحي على الفلاّح!!.. هذا دخلناه للتخشيبة ثم.. إنه اليوم من بين المفقودين الـ10 آلاف!

وأفيق والآذان يقول: لا إله إلا الله!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • بدون اسم

    السلام عليكم

    اضحكتني بعد ما غميتني......اشكرك على تواصلك معنا ليفهمك الناس وتفهمهم بان يفهمو ا.....قبل ان........كملها انت ..

  • جزائري مغترب

    Bravo ياسي عمار والله قتلتني بالضحك ، فشكرا جزيلا على تهكمك الهادف المضحك والمبكي في نفس الوقت . ستصبح مقالاتك هذه في يوم من الايام تراثا جزائريا أصيلا. فحفظك الله ورعاك من كل مكروه.

  • YA DOUNYA GHORRI GHAYRI

    أقول لك اءتّقي الله و لا تستهزئ بشعائر الاءسلام........و تحسبونه هيناً و هو عند الله عظيم........اءذا أردت التندر و الحكايات المضحكة و الهادفة في نفس الوقت فافعل كما فعل من كتب كتاب كليلة و دمنة و هذا مجال واسع فلماذا تربط دائماً حكاياتك المنامية بشعائر الاءسلام .........يا اسي عمّار يزلي.....البحر مملوء بالسمك.
    La mer est pleinne de poissons-comme dit le proverbe français-pour trouver matière à tes histoires .
    BIEN CORDIALEMENT.