هذا الثلاثاء.. آخر أجل لتلقيح مناصري الخضر

وجه القائمون على بيع التذاكر المدعمة للسفر إلى الكاميرون، على مستوى وكالات السياحة والأسفار “تورينغ كلوب”، نداء عاجلا للأنصار، عبر “الشروق”، بأن هذا الثلاثاء هو آخر أجل للتلقيح ضد الحمى الصفراء، لمرافقة الخضر في مباراة السد بملعب جابوما، مؤكدين أن شروط السفر تلزم المشجعين بأخذ التطعيم 10 أيام قبل الرحلة، وأن أي خلل بهذا الإجراء سيحرم صاحبه من السفر.

مشجعون استعانوا بمدخرات “الشحيحة” وآخرون باعوا هواتفهم

وكان أول إجراء قامت به وكالات “تورينغ كلوب” منذ شروعها في بيع التذاكر الأحد الماضي، هو توجيه المناصرين إلى التلقيح في معهد باستور، خاصة أن شهادة التلقيح ضد الحمى الصفراء وكورونا تعتبر من الوثائق الضرورية للسماح للمشجعين بدخول مطار دوالا الكاميرونية.
وأكد المشرفون على هذه العملية أن بيع التذاكر بداية من الأربعاء لن يكون سوى للذين تلقوا التطعيم قبل هذا اليوم، علما أن صلاحية هذا التلقيح تستمر لعشر سنوات، وهناك الكثير من الجزائريين تلقوا التطعيم ضد الحمى الصفراء أثناء سفرهم للكاميرون لمناصرة الفريق الوطني في كأس إفريقيا الأخيرة، أو قبلها للدول الإفريقية التي تشترط هذا النوع من اللقاح.
وعن آخر يوم للتسجيلات وبيع التذاكر، أكدت مصادرنا أن الأمر يتعلق بطلب الفيزا من السفارة الكاميرونية والتي تستغرق أربعة أيام، مع إمكانية تقليص المدة عند الضرورة إلى يومين بطلب من السلطات الجزائرية، وهذا ما يجعل عملية بيع التذاكر تتوقف قبل يومين أو ثلاثة أيام من تاريخ السفرية المقررة يوم 24 مارس ليلا.
وقد وقفت “الشروق” على التوافد الكبير للأنصار على المقر المركزي لنادي السياحة والأسفار “تورينغ كلوب” بالعاصمة، لمرافقة الخضر للعب مباراة السد ضمن تصفيات كأس العالم في الكاميرون، وكان أغلب المقبلين على شراء التذاكر شبابا متحمسين لرفع راية الانتصار في ملعب جابوما الذي شهد تعثر الخضر في تصفيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة.

مستعدون لتحمل مشقة السفر من أجل المونديال

وتحدثت “الشروق” مع العديد من الأنصار القادمين من مختلف مناطق الوطن، والذين أكدوا أنهم مستعدون لتحمل مشاق الرحلة لمناصرة الفريق الوطني، خاصة بعد تلقيهم برنامج السفر، والذي سيكون عبارة عن رحلة مباشرة إلى ملعب جابوما بداية من ليلة لعب المباراة المقررة يوم 25 مارس الجاري، وبعد نهاية المقابلة سيعودون مباشرة إلى أرض الوطن، في سفرية متعبة ستستمر لأربع وعشرين ساعة، لا مكان لهم فيها للسياحة سوى مناصرة رفقاء محرز والعودة بنتيجة إيجابية.
وكان الكثير من المقبلين على شراء التذاكر المدعمة التي تم تخفيض ثمنها أمس إلى 50 ألف دج، شبابا من متوسطي الدخل، بعضهم اقترض المال من أجل السفر، وآخرون قرروا الاستعانة بـ”تحويشة العمر” وكسر “الشحيحة” من أجل مناصرة أشبال بلماضي في مقابلة هامّة للتأهل لمونديال قطر 2022.
وأكد لـ”الشروق” شاب قادم من ولاية بيجاية رفقة صديقه أنه طالب جامعي من عشاق الخضر، وكان بصدد ادخار المال لشراء دراجة نارية، ومع سماعه بهذه الرحلة قرر تسخير هذا المال للسفر رفقة صديقه لمناصرة محاربي الصحراء على أمل تحقيق نتيجة إيجابية، تسمح لهم بخوض لقاء العودة بملعب البليدة بأريحية لتحقيق الهدف المنشود في بلوغ “المونديال”.
مشجع آخر من ولاية بومرداس، أكد لنا أنه باع بعض الممتلكات التي كان يدخرها، ليتمكن من السفر رفقة بعض أصدقائه لمناصرة الفريق الوطني، وهناك الكثير من الحالات المماثلة لجزائريين استعانوا بأموال كانت مخصصة للزواج أو ترميم البيت للسفر إلى الكاميرون، وهو ما أكده لنا العديد من القائمين على بيع التذاكر.
وشرع الأنصار في التوافد على وكالات “تورينغ كلوب” منذ الساعات الأولى من الصباح، ولم ينقطع المشجعون الراغبون في دعم رفقاء محرز طلية نهار الاثنين، وهذا ما يدل عشق الجزائريين الكبير للفريق الوطني وتحقيق حلم التأهل للمونديال.