رياضة
الذكرى 11 تتزامن مع التأهل إلى "الكان" و22 مباراة دون خسارة

هذا ما تبقى من ملحمة أم درمان التي أطاح فيها الخضر بالفراعنة

صالح سعودي
  • 2516
  • 2
أرشيف

تمر اليوم الذكرى الـ11 من ملحمة أم درمان في أجواء مميزة، خاصة في ظل النتائج الايجابية التي بات يحققها المنتخب الوطني من مناسبة إلى أخرى، بدليل تزامن ذكرى هذا العام بحسم ورقة التأهل إلى “كان 2022″، وتمديد سلسلة النتائج الايجابية إلى 22 مباراة دون هزيمة، في الوقت الذي لا يزال الكثير من أنصار “الخضر” يستعيدون ذكرى ملحمة ا مدران بكثير من الافتخار، بالنظر إلى المباراة البطولية التي نشطها أبناء سعدان أمام نظيره المصري، والتي عادت فيها الكلمة ل”الخضر” بفضل صاروخية عنتر يحي.

تبقى ملحمة أم درمان التي صنعها المنتخب الوطني في نوفمبر 2009 من الذكريات الجميلة التي لم تفارق أذهان الجماهير الجزائرية، وهذا انطلاقا من عدة عوامل ومعطيات، أولاها الطابع الذي ميز تلك المباراة الفاصلة أمام المنتخب الوطني، وكذا الظروف التي صاحبتها، خاصة بعد الحرب الإعلامية التي شنتها القنوات المصرية على الجزائر، وقبل ذلك تعرض حافلة المنتخب الوطني إلى اعتداءات خطيرة خلال مباراة العودة التي لعبت في القاهرة وغيرها من المخلفات والأحداث التي كادت أن تجعل تلك المواجهة تخرج عن إطارها الطبيعي. وفي الوقت الذي انهزم “الخضر” بثنائية في ملعب القاهرة، في أجواء مشحونة، فإن المباراة الفاصلة التي جرت في ملعب أم درمان بالسودان قد كشفت عن الوجه الحقيقي لكتيبة سعدان التي أعطت دروسا في الواقعية الروح القتالية فوق الميدان، كما صنعت الجمهور الجزائري صورا أخرى من التلاحم والتآزر، بدليل حضوره القياسي في السودان، موازاة مع الأسطول الجوي الذي سخرته السلطات العليا لتسهيل مهمة عشاق الخضر في مساندة أبناء سعدان. فكان الميدان فرصة للبرهنة فوق الميدان والرد على حملات السب والشتم التي شنتها أطراف مصرية عبر الصحف والقنوات، في الوقت الذي تبقى صاروخية عنتر يحي التي سكنت مرمى عصام الحضري على كل لسان، وهو الهدف الذي أعاد المنتخب الوطني إلى واجهة المونديال بعد 24 سنة كاملة من الغياب.

وإذا كانت ملحمة أم درمان قد مر عليها 11 سنة كاملة، إلا أنها لا تزال تحتفظ بالكثير من ذكرياتها التي تبقى في أذهان اللاعبين والجماهير على حد سواء، وسط إشادة بالإرادة التي تحلها بها أبناء المدرب سعدان، بدليل أن الناخب الوطني جمال بلماضي لم يتوان العام الماضي في الإشادة بهذا الجيل الذي صنع حسب قوله أجواء مميزة مكنت الكرة الجزائرية من العودة إلى الواجهة، ما جعل “الخضر” يسجلون حضورهم في دورة جنوب إفريقيا، وسط أداء غير مخيب، خاصة وان الكثير لا يزال يحتفظ الصمود الذي ميز زملاء بوقرة أمام انجلترا، وكذا الخسارة في آخر اللحظات أمام الولايات المتحدة الأمريكية، فيما يذهب البعض إلى التأكيد بأن ملحمة أم درمان فتحت الشهية لضمان التواجد في المونديال للمرة الثانية على التوالي والرابعة في تاريخ الكرة الجزائرية، ما سمح لتشكيلة خاليلوزيتش من المرور إلى الدور الثاني في دورة 2014 بالبرازيل، وهذا في انجاز غير مسبوق، ناهيك عن المقابلة التاريخية أمام بطل العالم ألمانيا التي كادت تخسر كبرياءها بعد أن أرغمها زملاء جابو على تنشيط الشوطين الإضافيين.

والواضح حسب بعض المتتبعين، فإن ملحمة أم درمان يجب أن تكون مرجعا مهما للعناصر الوطنية، خاصة وأنها كانت مهد التألق في الألفية الحالية، وهو ما يتطلب في نظرهم الحرص على استمرارية في التميز، وهو ما تطمح إليه كتيبة المدرب جمال بلماضي التي تألق من مناسبة إلى أخرى، فبعد أن توجت بلقب “كان 2019″، فقد حسمت أول أمس تأشيرة المرور إلى نهائيات “كان 2022″، وهذا قبل جولتين عن انتهاء التصفيات، ناهيك عن تمديد سلسلة النتائج الايجابية إلى 22 مباراة متتالية، وهي مكاسب في حاجة إلى تثمين وتحسين، خاصة في ظل التحدي الكبير الذي ينتظر رفقاء محرز بغية العودة مجددا إلى واجهة المونديال من بوابة دورة قطر، ما يتطلب أخذ الأمور بجدية في التصفيات والتحضير لها فنيا ومعنويا من الآن.

مقالات ذات صلة