العالم
مذكرات "أرض الميعاد"

هذا ما قاله أوباما في كتابه عن الزعماء العرب

الشروق أونلاين
  • 25746
  • 21
تويتر
الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما

أصدر الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، الجزء الأول من مذكراته التي جاءت في كتاب اختار له عنوان “أرض الميعاد”.

وتحدث أوباما في مذكراته عن فترة حكمه التي شهدت أحداثاً عالمية هامة للغاية ومنها ما صار يعرف باسم “الربيع العربي”، كذلك قال الكثير في كتابه عن الزعماء العرب الذين عاصرهم في تلك المرحلة.

وأوباما الذي ينتمي إلى الحزب الديمقراطي هو الرئيس الـ44 للولايات المتحدة، وتولى الرئاسة فترتين متتاليتين من عام 2009 حتى عام 2017.

وغرد أوباما على تويتر، الأربعاء: “تم نشر مذكراتي أرض الميعاد اليوم. أتمنى أن تقرأها.. هدفي هو إعطائك نظرة ثاقبة على الأحداث والأشخاص الذين شكلوني خلال السنوات الأولى من رئاستي”.

وأضاف الرئيس السابق: “الأهم من ذلك كله، آمل أن تلهمك فكرة أن ترى نفسك تلعب دوراً في تشكيل عالم أفضل”.

وفي مذكراته الجديدة، يعرض أوباما صورة قاتمة لكثير من قيادات العالم العربي، وقال إنه ما زال يخشى أن الضغوط التي مارسها خلال “الربيع العربي”، لم تكن دائماً موضوعية.

وكشف أوباما، بعضاً من كواليس الثورة التونسية، نافياً بشكل ضمني ما راج حول تدخل بلاده في الأحداث في تونس، ومؤكداً تفاجئ الإدارة الأمريكية بما حصل في البلاد.

وكتب أوباما، أنه كان حائراً إزاء ما سيقوله حول ما يقع في تونس، خلال خطاب “حالة الاتحاد” الذي ألقاه بتاريخ 25 جانفي 2011، حول ما يحصل في تونس، وقال حينها أوباما: “الليلة أريد أن أقولها بوضوح: الولايات المتحدة الأمريكية تقف إلى جانب الشعب التونسي وتدعم تطلعات جميع الشعوب إلى الديمقراطية”.

ويعيد أوباما التفكير في الانتقادات التي وجهت إليه، وعدته منافقاً، لأنه أقنع رئيس مصر الراحل حسني مبارك بالتنحي في مواجهة احتجاجات عام 2011، بينما تساهل مع البحرين، وهي قاعدة رئيسية للقوات الأمريكية، وهي تقمع تظاهرات الاحتجاجات لديها.

وكتب أوباما: “لم تكن لدي طريقة رائعة لشرح التناقض الواضح، بخلاف الاعتراف بأن العالم كان في حالة فوضى؛ وأنه لدى ممارسة السياسة الخارجية، كان علي أن أواصل الموازنة بين المصالح المتنافسة، ولمجرد أنني لم أتمكن في كل حالة من تقديم أجندة حقوق الإنسان لدينا، على اعتبارات أخرى لا يعني أنني يجب ألا أحاول أن أفعل ما بوسعي، عندما يمكنني ذلك، لتعزيز ما اعتبرته أعلى القيم الأمريكية”.

واعتبر أوباما، أن ما يثير القلق في تلك الفترة هو أن مبارك لم يكن واعياً بحجم الانتفاضة المستمرة، وفي اتصال هاتفي جمعه به قال: “لقد كان ملتزماً ومتجاوباً عندما سعينا لإعادة الإسرائيليين والفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات”. ولكن عندما طرح عليه إمكانية امتداد الاحتجاجات التي بدأت في تونس إلى مصر، أجاب مبارك أن: “مصر ليست تونس”.

وقال أوباما، إنه كان على دراية بالمخاطر عندما دفع مبارك علناً للتنازل عن السلطة، لكنه اعتقد أنه لو كان شاباً مصرياً، لربما كان هناك بين المتظاهرين.

ويتحدث أوباما كيف حذره من الضغط على البحرين، ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان المقرب من السعودية، الذي وصفه أوباما بأنه “ربما يكون أدهى زعيم في الخليج”. وتابع: “لقد أخبرني بن زايد أن التصريحات الأمريكية بشأن مصر يتم متابعتها على نطاق واسع في الخليج وتسبب قلقاً متزايداً.. ماذا لو اندلعت احتجاجات في البحرين، هل ستكون ردة الفعل الأمريكية نفسها”.

وأضاف أن ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز آل سعود أعلمه بأن هناك أربعة أطراف تقف خلف ما يحدث في مصر وهم الإخوان المسلمون وإيران وحزب الله وحماس، لكن أوباما اعتبر أن ذلك غير صحيح.

ضغوط إسرائيلية

وتطرق أوباما في مذكراته إلى الضغوط التي تعرض لها من اللوبيات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي.

ويصور أوباما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أنه سياسي بارع تواصل معه بعد انتخابه عام 2004 لمجلس الشيوخ الأمريكي.

وجمعت أوباما علاقات متوترة مع نتنياهو، خصوصاً في ما يتعلق بالاتفاق النووي الذي توسطت فيه الولايات المتحدة مع إيران، والذي لم يتناوله في الكتاب الذي يغطي الأحداث حتى عام 2011.

ويقول أوباما عن نتنياهو: “لكن رؤيته لنفسه على أنه المدافع الأول عن الشعب اليهودي في وجه المحن، سمحت له بتبرير أي شيء تقريباً من شأنه أن يبقيه في السلطة، كما أن معرفته بعالم السياسة والإعلام في الولايات المتحدة أعطته الثقة، في أنه يستطيع مقاومة أي ضغط يمكن أن تمارسه عليه إدارة ديمقراطية مثل إدارتي”.

وكان أوباما في كتابه صريحاً أيضاً حيال شعوره بالإحباط من اللوبي المؤيد لـ”إسرائيل”، المتمثل في لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك)، قائلاً إنها تحولت إلى اليمين تماشياً مع السياسة الإسرائيلية، وتساءل عما إذا كان قد أُخضع لتدقيق خاص باعتباره أمريكياً من أصل إفريقي.

وحصل أوباما على الأغلبية الساحقة من أصوات اليهود الأمريكيين، وكتب قائلاً، إنه في نظر العديد من أعضاء مجلس إدارة أيباك، ظل موضع شك، ورجلاً منقسم الولاءات.

مقالات ذات صلة