رياضة
نجوميته لم تؤثر على تواضعه ووالده توفي وعمره 15 سنة

هذه أسرار نجاح الفتى الخجول محرز الذي يسير بـ “الخضر” نحو اللقب الإفريقي

صالح سعودي
  • 2806
  • 2
ح.م

يعد القلب النابض للمنتخب الوطني رياض محرز من أبرز اللاعبين الدين خطفوا الأضواء في نهائيات كأس أمم إفريقيا الجارية في الملاعب المصرية، وعلاوة على إمكاناته الفنية التي برهن عليها في ملاعب القارة السمراء وهو المبدع في الميادين الأوربية، فقد كان قائدا فعالا وموجها رزينا لزملائه، وفوق كل هذا فقد كان عنصرا حاسما في تشكيلة المدرب بلماضي، ليبقى الهدف الذي وقعه في مرمى نيجيريا هو الأبرز في “الكان” سواء من حيث جماليته أو أهميته التي سمحت بمرور “الخضر” إلى الدور النهائي.

يبقى اللعب رياض محرز من اللاعبين الذين يملكون مكانة كبيرة في قلوب الجماهير الكروية، سواء في الجزائر أو خارج الوطن، وهذا بناء على المسيرة الاحترافية المميزة التي أداها لحد الآن مع أندية كبيرة، وخاصة في الدوري الانجليزي من بوابة نادي ليستر سيتي الذي حقق معه لقب الدوري الانجليزي في إنجاز يعد الأول من نوعه لهذا النادي، لينتقل بعد ذلك إلى مانشستر سيتي الذي حققه معه الرباعية خلال الموسم المنقضي، والأكثر من هذا فقد كان في مستوى تطلعات مدربه غوارديولا، قبل أن يترك الانطباع نفسه مع المنتخب الوطني خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا الجارية بمصر، وهو الذي يعد من أبرز مفاتيح وحلول المدرب جمال بلماضي.

محرز الفتى الخجول الذي أبهر المدربين والجماهير

كثيرا ما تلتصق باللعب محرز صفة الفتى الخجول، وهذا بناء على تميزه بالهدوء فوق الميدان وخارجه، وكذا طريقة تعامله العفوية مع الجماهير الجزائرية ومع نواديه في مختلف محطاته الأوروبية، كما انه يعد من اللاعبين الذين ليس لديهم مشاكل واضحة أو مباشرة مع الصحافة، وهو الأمر الذي جعله يكسب قلوب محبيه ومختلف الجماهير المتعطشة للكرة الجميلة، وقد تجلى ذلك في نهائيات “الكان” الجارية حاليا بمصر، حيث كان في مستوى طموحات الجماهير الجزائرية بإمكاناته الفنية وطريقة تواصله مع زملائه وحتى مع الجماهير في المدرجات، طريقة سهلت مهمة النجم محرز الذي لم تؤثر النجومية في تواضعه، وهو الذي يحرص على طابع البساطة في التعامل والتواصل، ما جعله حسب البعض من العوامل التي ساهمت في نجاحه في مسيرته الاحترافية، وبروز اسمه في سماء الكرة الانجليزية خلال السنوات الأخيرة، وهو الذي ترك بصمته مع نادي ليستر سيتي الذي حوله من فريق عادي إلى نادي خطف البطولة الانجليزية، قبل تحوله إلى نادي مانشستر الذي ساهم في صنع أفراحه بأهداف حاسمة تفاعل معها مدربه غوارديولا قبل جمهور مانشستر.

من شبل لا يصلح للكرة إلى نجم يصنع الحدث في الملاعب الأوربية

ومن الجوانب التي يجهلها الكثير عن حياة ومسار قائد “الخضر” رياض محرز، هو أن البعض حكم عليه بالفشل قبل ألوان، بحكم أنه لا يصلح لممارسة كرة القدم، مثلما تم الحكم على لاعبين بارزين آخرين، وفي مقدمة ذلك النجم الأرجنتيني ميسي، حيث تشير تقارير صحفية أن مدربوه في مراحل صنف الأشبال أكدوا أن بنية محرز لا تناسب لاعبي كرة القدم، بحجة أنه نحيف وغير قادرة على مداعبة الكرة، حيث قال في تصريحات سابقة: “لقد قالوا أنني نحيفًا للغاية وسيدفعني الجميع ويوقعونني أرضًا بعيدًا عن الكرة، لذا فقد طورت من أسلوبي ومهاراتي، لكن بدنيًا لم أكن قويًا وسريعًا، لكنني عملت بِجِد”، ما جعله يحرص على الصمود وعدم الاستسلام فوق الميدان، مع تحمل مسؤولياته بكثير من الشجاعة وتوظيف إمكاناته الفنية، فكانت النتيجة انه تحول إلى نجم يصنع الحدث في الملاعب الأوروبية والانجليزية على الخصوص.

إحراز اللقب الإفريقي سيكون أحلى هدية لوالده المتوفى وعمره 15 سنة

وإذا كان رياض محرز قد حقق لحد الآن مسيرة احترافية ثرية مع أندية أوروبية كبيرة، فإن طموحه هذه الأيام ننصب على المساهمة في التتويج مع المنتخب الوطني باللقب الإفريقي، وهذا بعد مسيرة مميزة على جميع الأصعدة، وهو الطموح الذي يريد تجسيده حتى يكون أحلى هدية للجزائر والجزائريين، ولوده الذي توفي عن عمر يناهز 54 سنة، حين كان سن محرز لا يتجاوز 15 سنة، حيث صرح محرز في وقت سابق أن والده رافقه في مختلف خطواته في عالم الكرة، لكن حسب قوله فوفاته كانت بداية انطلاقته الحقيقة، فبدلًا من الحزن والاستسلام فقد راهن على محاربة النجاح ومحاربة الأحزان، حيث قال محرز عن والده في تصريحات سابقة: “لقد كان معي دائمًا ومرافقا لي في المباريات، والدي لعب لبعض الأندية في الجزائر وفرنسا ولديه خبرات في مجال الكرة، وفاته كانت الانطلاقة فقد بدأت أن أكون أكثر جِدّية”.. لتبقى ميزة محرز أنه يحرص على مصاحبة والدته في مختلف المحافل المصاحبة لانجازات الأندية التي لعب لها، وتعد من أقرب المقربين له بعد زوجته، وعليه من غير المستبعد أن تكون في ملعب القاهرة خلال مباراة النهائي أمام المنتخب السنغالي.

مقالات ذات صلة