-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
"الشروق" تدخل مصنع "جيلي" بمقاطعة شانغ شينغ الصينية

.. هذه أقوى سيّارات الجزائريين في 2024

إيمان كيموش
  • 16864
  • 0
.. هذه أقوى سيّارات الجزائريين في 2024
الشروق

في كل دقيقة يتم إنتاج سيارة، عبر مصنع فائق الذكاء يمتلكه العملاق الصيني “جيلي”، المجموعة الثامنة في مجال إنتاج السيارات في العالم، مستخدما أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي وشبكة الجيل الخامس فائق السرعة للأنترنت.
هناك بمصنع شانغ شينغ شمال غرب الصين، تصنع سيارات “إيمغراند” التي ينتظرها 6 آلاف جزائري بشغف، يرتقب أن تصلهم بين شهري جوان وجويلية.
يتعلق الأمر بأصحاب الطلبات المودعة لدى أزيد من 30 وكيلا معتمدا عبر الوطن، حيث شرعت “جيلي الجزائر” في تسويق “إيمغراند” رسميا في الثلاثي الثاني للسنة الجارية.
ويعد هذا المصنع بالصين واحدا من ضمن 14 خط إنتاج، منتشرا عبر التراب الصيني، تديره مجموعة “جيلي”، فكل وحدة إنتاجية مسؤولة عن تخريج صنف أو صنفين من المركبات، تضاف إلى 4 مصانع أخرى في الخارج، في انتظار مشروع مصنع العلامة الجديد بالجزائر، والذي سيشرع في الإنتاج سنة 2026.


“الشروق” زارت خط إنتاج “جيلي” بمقاطعة تشانغ شينغ بمساحة مليون متر مربع، منها 549 ألف متر مغطاة بالألواح الشمسية للحفاظ على البيئة، والذي ينتج اليوم إضافة إلى صنف “إيمغراند”، “بينراي كول” المنتظر الشروع في تسويقها بالجزائر في حصة السيارات لعلامة جيلي الخاصة بسنة 2024، حيث تتواجد نماذجها الأولى اليوم بالجزائر، كما سيشرع المصنع في إنتاج مركبات “سمارت” وهي سيارات كهربائية وذكية ستكون موجهة بالدرجة الأولى للسوق الأوروبية.
وتمت هناك بالمصنع معاينة المركبات التي ستدخل السوق الجزائرية قريبا، وكيف تصنع بسواعد “الروبوت” أي الذكاء الاصطناعي، أين يكتفي العنصر البشري بالإشراف والمراقبة والمتابعة وإتمام الروتوشات الأخيرة، بحثا عن الإتقان والجودة.

ضمانات كبرى لتصنيع “إيمغراند”

يقع مصنع جيلي بشانغ شينغ، بالقرب من بحيرة تاهو بالمنطقة الاقتصادية والتكنولوجية، حيث تم تزويد هذا الأخير بآخر تكنولوجيات التجميع والتلحيم والتوزيع والدهن واللصق، لينتج سيارات تنافسية بطاقة إنتاجية تصل 300 ألف مركبة سنويا، مع إمكانية تخريج سيارة من المصنع كل 60 ثانية أي كل دقيقة.
ويثبت هذا المصنع، حسب المهندسين الذين قدموا الشروحات، تحكم جيلي في الرقمنة والذكاء الاصطناعي لتحقيق الجودة العالية.
ويتم إنتاج على مستوى المصنع سيارات إيمغراند من الجيل الرابع، مع تصدير 15 بالمائة من هذا المنتج للخارج، مع العلم أن المصنع يعتزم تصنيع خلال سنة 2024 ما يصل إلى 490 ألف سيارة.
وتم ربط هذا المصنع كليا بوسائل الاتصال الحديثة، وهي أنترنت الجيل الخامس، والخدمات السحابية المستعملة لمراقبة مستويات المخزون وحالة الإنتاج، إذ يتم تحديث إدخالات البيانات عبر الإنترنت بالمعلومات الحية.
وتقوم الروبوتات في المصنع بإنجاز معظم الأشغال، ويمكن لهذه الأخيرة تسليم ما يصل إلى 7000 قطعة إلى محطات مختلفة في يوم واحد.
كما تجري جيلي أيضا عبر مصنعها اختبار المطر الثلاثي لمعرفة مدى إمكانية صمود السيارات أمام مستويات مختلفة من المياه.
وطبق الشروحات التي تلقتها “الشروق” خلال زيارة المصنع، فإن نفس المركبة المسوقة لدول الخليج أو أوروبا هي المصدرة للجزائر من حيث الجودة والنوعية، حيث تركز العلامة بشكل كبير على مسألة الأمن والجودة.
ويغطي قسم اللحام بالمصنع، وهو أحد أهم الأقسام هناك، مساحة كبرى منه، بصفته مسؤولا عن تجميع وتعديل الأبواب الأربعة والغطاءين للمركبة، كما يتم القيام هناك بمهام اللحام واللصق، وتستغرق المركبة وقتا طويلا قبل مرورها للأقسام الأخرى.

هذه خصائص المركبات المدرجة في حصة 2024


وكانت الزيارة إلى الصين فرصة أيضا لتجريب سيارات جيلي هناك، لاسيما النماذج التي ستدخل السوق الجزائرية قريبا، حيث تم التعرف عليها عن كثب، أين تم معاينة طيلة 4 ساعات على مستوى المصنع 4 أنواع من المركبات، وهي ستاراي المتواجدة حاليا كمركبات نموذجية في الجزائر، وبريفايس التي ستدخل التسويق في حصة 2024 و”إي 8″ و”أل 7″.
كما استفاد الوفد الإعلامي الذي زار المصنع من فرصة اختبار القيادة لمركبة ستاراي التي شرع المتعامل في تسويقها في الجزائر قبل أسابيع، وذلك في مضمار سريع وطرق وعرة مملوءة بالممهلات، حيث أثبتت هذه المركبة فعالية بارزة في التوقف السريع والتوازن المحكم والخفة في القيادة.
كما تم تجريب السيارات الكهربائية والهجينة الجديدة لجيلي والتي كانت حاضرة بقوة في معرض السيارات الدولي في بكين على غرار “إي 8″ و”أل 7” إذ تتسم هذه الأخيرة، بالتكنولوجيا العالية وميزة الراحة للراكب والقائد.
وتم أيضا تجريب سيارة “إيمغراند” التي تصنع هناك، وتحظى بطلب عال من طرف الجزائريين، إذ تتسم هذه الأخيرة بالخفة والجودة العالية للسياقة والدوران، والتوازن في الطريق.


وتعد سيارة بريفاس، المنتظر تسويقها في الجزائر ضمن برنامج السيارات لعام 2024، الأكثر طلبا لدى مجموعة جيلي العالمية، حيث تلقت “الشروق” توضيحات خلال زيارتها للمصنع بأن الطلب على هذه المركبة وصل 380 ألف مركبة سنة 2023، في حين تحقق هذه الأخيرة مبيعات لا تقل عن 10 آلاف سيارة شهريا، أما سيارة بينراي كول على سبيل المثال، فقد حققت مبيعات منذ شهر مارس الماضي بلغت 10 آلاف مركبة، وهي السيارة التي يتوقع أن تكون مطلوبة بقوة في أوساط الجزائريين، حيث سيتم إدراجها أيضا ضمن مجموعة 2024.
وضمن الشروحات المقدمة، فإنه بفضل القوة الجديدة لنظام الطاقة Leishen، يمكن لسيارة “بينيراي كول” أن تتسارع بشكل كبير في الطريق، كما أن استهلاك الوقود منخفض بهذه المركبة يصل إلى 5.9 لتر لكل 100 كيلومتر، إذ تستهدف جيلي من خلال هذه السيارة مجموعات المستهلكين الشباب وفق تصميم خاص، لقيادة سيارة رياضية ذات علامة صينية.

نائب رئيس مجموعة جيلي للسيارات مايكل سونغ لـ”الشروق”:
“لدينا 38 ألف طلب من الجزائر وسنفاجئ الزبائن بخدمات ما بعد البيع”
– السوق الجزائرية تطلب سنويا نحو 300 ألف مركبة

يكشف نائب رئيس مجموعة جيلي العالمية للسيارات مايكل سونغ عن تلقي 38 ألف طلب على مركبات جيلي من الجزائر إلى غاية شهر أفريل الجاري، منذ إطلاق العلامة نهاية السنة الماضية، حيث تشتغل المصانع بالصين لتلبية هذه الطلبات وفق جودة عالية، مع ضمان خدمات ما بعد البيع، مؤكدا أن “أولوية جيلي اليوم هي ضمان الجودة وإرضاء الزبائن الذين اختاروا علامتنا، وتوفير خدمة ما بعد البيع”.
وتتوجه أنظار مجموعة جيلي العالمية نحو السوق الجزائرية، وهي سوق جديدة، فتحت شهيتها على الأعمال و”البزنس”، يقول الرجل الثاني في المجموعة الصينية، مؤكدا: “جيلي التي أطلقت علامتها بالجزائر نهاية سنة 2023، تسعى اليوم إلى كسب رضا الزبون الجزائري وثقته في سياراتها التي تمكنت من ولوج مختلف أسواق العالم”.
وبالمقابل، اعتبر مايكل سونغ كمسؤول بارز بالمجموعة، أن مشروع مصنع جيلي بالجزائر يخضع لدراسة دقيقة ويتم التعاطي معه بعمق.
ويؤكد نائب رئيس مجموعة جيلي للسيارات، والذي يشغل أيضا منصب المدير العام لشركة جيلي الدولية للسيارات، الذي التقته “الشروق” بفندق الشيراطون، بمنطقة بحيرة تاهو بالصين، أن الجزائر من بين أهم الأسواق الإفريقية التي اقتحمها المتعامل جيلي مؤخرا.
ورغم أن الجزائر لا تعد الأولى في هذه الأسواق المقتحمة، إلا أنه وصفها بالمميزة للغاية، قائلا: “أعتقد أنه على المدى القصير، تبين لنا أن هذه السوق كبيرة جدًا وذات إمكانات عالية، لذلك أطلقنا علامة جيلي التجارية في الجزائر نهاية العام الماضي، كما دخلت العديد من منتجاتنا تحت هذه العلامة إلى الجزائر الواحدة تلو الأخرى”.
ويؤكد المتحدث أنه في غضون شهرين تلقت جيلي العالمية طلبات لعشرات الآلاف من السيارات من طرف الجزائريين وإلى غاية شهر أفريل بلغت هذه الأخيرة ما مجموعه 38 ألف وحدة.
ويردف المتحدث: “هنا أنوه إلى أن حجم الطلب في السوق الجزائرية يبلغ اليوم نحو 300 ألف مركبة سنويا، لذلك يمكننا كمتعاملين تقديم أداء أفضل في المستقبل”.
واعتبر مسؤول مجموعة جيلي أن التعاون بين الصين والجزائر يسير في منحى ممتاز، وهو ما يحفز لتحقيق التكامل الصناعي في المستقبل بشكل قوي أكثر مما هو متوقع، لذلك، فإن شركة جيلي للسيارات متفائلة بشأن هذه السوق، وستقوم بتنمية التعاون مع الطرف الجزائري بشكل مطرد على المدى الطويل.
وأردف المتحدث قائلا: “السؤال الذي أطرحه أكثر على فريق العمل الجزائري هو كيف يمكننا تقديم ضمان خدمة ما بعد البيع في فترة زمنية قصيرة، لدينا حتى الآن أكثر من 30 وكيلا معتمدا، لذلك في المستقبل قد ننفق المزيد من الإمكانيات لضمان حصول الدفعة الأولى من منتجاتنا على ضمانات خدمة أفضل وتكوين سمعة طيبة”.
وبخصوص مشروع التصنيع في الجزائر، يقول سونغ مايكل، إن الإجراءات في الجزائر تفرض الاستثمار محليا، حيث تم القيام بالعديد من الاتصالات المعمقة في هذا الشأن مع الشركاء المعنيين، كما ستجري جيلي انتشارًا استراتيجيًا كمرحلة أولى، يكون متبوعا بالاستثمارات التي ستستغرق وقتًا طويلاً لضمان إمكانية تحقيقها بشكل مطرد ومربح.
وأوضح المتحدث أن التقدم الحالي الذي أحرزته جيلي بخصوص مشروع التصنيع في الجزائر هو أنها قررت الاستثمار محليا، في حين أن التفاصيل الأخرى لا تزال قيد التخطيط، إذ أن هدفها دائما يبقى تقديم منتجات جيلي الممتازة للمستهلكين المحليين.
وطمأن سونغ مايكل بأن سيارات جيلي تحتل المرتبة الأولى في مجال الأمن والسلامة ضمن قائمة السيارات الأخرى المنتشرة في الصين، قائلا: “دون شك مركباتنا الأكثر أمنا”، حيث تعتمد منتجات هذه العلامة الصينية عدة تقنيات وتجهيزات تضمن تأمين المركبة، منها حلول طاقوية إضافة إلى تزويد السيارة بمزايا وخدمات مختلفة يمكن إدراجها في التصميم، تجعلها محاطة بكل الشروط اللازمة لضمان أمن وحماية الركاب وهو عنصر هام تركز عليه جيلي عند الإنتاج.
كما تولي المجموعة أهمية قصوى حاليا لتطوير السيارات الكهربائية والهجينة ومركبات الطاقة النظيفة وهو ما ظهر بشكل جلي في معرض السيارات الدولي في بكين المفتتحة فعالياته بتاريخ 25 أفريل عبر عرض نماذج كهربائية وهجينة، حيث استعرضت الشركة آخر ما توصلت إليه في هذا المجال.
وتركز جيلي العالمية في ابتكاراتها على التصنيع الذكي والقيادة العالية الجودة أكثر من أي وقت مضى، فضلا عن اهتمامها المتواصل بتكوين العمال والمهندسين بشكل مستمر، حيث يشدد المتحدث: “عمليات التكوين لا تتوقف داخل مصانع جيلي”.
وفي هذا الإطار، يؤكد سونغ مايكل أن هدف التكوين هو إرضاء الزبون بمنتجات عالية الجودة قائلا: “تعمل جيلي على إراحة الزبون بسيارات بمحركات مختلفة، لإتاحة عدة خيارات أمام السائقين، وبأسعار مناسبة، من حيث النقل المريح وإدماج كل التكنولوجيات، وجعلها مركبات ذكية أيضا، كما تركز المجموعة بشكل كبير على ضمان الأمن والحماية للركاب في السيارات التي تنتجها، لذلك نولي أهمية قصوى لتكوين مهندسينا” يختم المتحدث.
ومعلوم أن جيلي الجزائر سلمت 10 آلاف سيارة لزبائنها خلال الأشهر الماضية، ويرتقب تسليم بقية المركبات في وقت قريب، حيث انطلقت عدد من البواخر من الصين ستصل تباعا في الأسابيع المقبلة، وفقا لما وقفت عليه “الشروق” في زيارتها، في حين يتم تصنيع العديد من المركبات للسوق الجزائرية على مستوى مختلف خطوط الإنتاج بالصين حاليا.

مبعوثة “الشروق” إلى الصين: إيمان كيموش

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!