رياضة
بلماضي مطالب بمراجعة حساباته قبل فاصلة المونديال

هذه السلبيات التي رافقت إخفاق “محاربي الصحراء” في “الكان”

توفيق عمارة
  • 4729
  • 3

خرج المنتخب الوطني من الدور الأول لكأس أمم إفريقيا بالكاميرون بطريقة مخيبة جدّا، عقب خسارته، الخميس، في لقاء الجولة الأخيرة من الدور الأول أمام منتخب كوت ديفوار بثلاثة أهداف لهدف، ليتذيل بذلك مجموعته الخامسة برصيد نقطة واحدة فقط، ويخسر معها معركة الدفاع عن لقبه مبكرا ويترك الانطباع بأنه لم يعد ذلك المنتخب المرعب الذي بسط سيطرته على إفريقيا لأزيد من 3 سنوات.

ولم يكن بطل إفريقيا السابق في المستوى المطلوب خلال كأس إفريقيا للأمم، ورافقت مشاركته بها العديد من النقاط السلبية، ولعل أبرزها هي فشل المنتخب الوطني في الدفاع عن لقبه في كأس أمم إفريقيا للمرة الثانية في التاريخ، فبعد أن كان توج بلقب نسخة 1990 التي جرت بالجزائر، خسر “محاربو الصحراء” لقبهم في النسخة الموالية عام 1992 في السنغال، بعد خسارة ثقيلة أمام كوت ديفوار بثلاثية نظيفة وتعادل مخيّب مع الكونغو، قبل أن يتكرر المشهد في نسخة الكاميرون عام 2022، حيث عجز أشبال بلماضي عن الاحتفاظ باللقب الذي توجوا به عام 2019 بمصر، وبنتائج ومستويات مخيّبة.

وكانت خسارة “الخضر” خلال كأس أمم إفريقيا بالكاميرون مزدوجة، فبالإضافة إلى تضييعهم اللقب، خسر زملاء القائد رياض محرز سلسلة اللا هزيمة التاريخية التي استمرت لأزيد من 3 سنوات وامتدت لـ35 مباراة على التوالي، قبل أن يكسرها منتخب غينيا الاستوائية في لقاء الجولة الثانية من “كان الكاميرون”، حارما المنتخب الجزائري من فرصة كسر الرقم القياسي العالمي المتواجد بحوزة إيطاليا بـ37 مباراة على التوالي، كما تعرض “الخضر” أيضا لثاني هزيمة على التوالي أمام كوت ديفوار، وهو الأمر الذي لم يحدث منذ فترة طويلة، كما ضيع لاعبو المنتخب الجزائري ثقتهم في أنفسهم وإمكاناتهم الفنية بدليل المستويات الباهتة للعديد من اللاعبين، في صورة بغداد بونجاح وإسلام سليماني وسفيان فيغولي وحتى رياض محرز، ما أفقد المنتخب الجزائري الثقة في نفسه كواحد من أقوى المنتخبات الإفريقية في القارة السمراء خلال الثلاث سنوات الماضية، وهي الصورة التي استغلتها منتخبات المجموعة الخامسة من أجل فرض منطقها على بطل إفريقيا في النسخة الماضية.

من جهة أخرى، كان دفاع المنتخب الجزائري من أبرز النقاط السلبية في كأس إفريقيا بالكاميرون، بعد أن كان إلى وقت قريب أحد أهم نقاط قوته، بدليل أنه تلقى أهدافا سهلة ومن أخطاء غير مفهومة، في وقت كان فيه خط الهجوم عقيما، رغم تواجد العديد من الأسماء على غرار بونجاح وسليماني ومحرز وبن رحمة وبلايلي، لكن كل هذه الأسماء فشلت في ترجمة الكثير من الفرص السهلة التي أتيحت لهم خلال هذه البطولة، في وقت تمسك فيه جمال بلماضي بتلك الأسماء خلال المباريات الثلاث، دون ضخ منح فرص لبعض الأسماء، مثل محمد الأمين عمورة، كما ترك الإخفاق الجزائري في كأس أمم إفريقيا بالكاميرون شكوكا قوية لدى الجماهير الجزائرية وحتى في نفسية اللاعبين قبل خوض فاصلة كأس العالم 2022، المقررة شهر مارس المقبل، في قدرة المنتخب الجزائري على التأهل إلى مونديال قطر، بالنظر للمردود المهزوز لزملاء مبولحي وافتقادهم لشخصية المنتخب القوي الذي لا يقهر، والظهور في صورة المنتخب الذي لا يتوفر على الحلول، وهي كلها معطيات تعطي الثقة والأمل للمنتخب الذي ستضعه القرعة في مواجهة “محاربي الصحراء”.

مقالات ذات صلة