اقتصاد
السيارات المستعملة وأسعار النفط ستكون لها كلمة الحسم

هذه العوامل ستتحكم في مستوى صرف الدوفيز

حسان حويشة
  • 13142
  • 13
ح.م

تعيش السوق الموازية لصرف العملة الصعبة في الجزائر عدم استقرار وتذبذب منذ أشهر، ما تسبب في تراجع لافت سعر صرف الدوفيز مقابل العملة الوطنية في السوق السوداء وارتفاعه في السوق الرسمية، ويتوقع متابعون أن تكون لعدة عوامل كلمة الحسم في تحديد مستوى صرف الدينار مقابل العملات الأجنبية في الفترة القادمة.

ويبرز عامل العودة إلى استيراد السيارات المستعملة على رأس الأسباب التي ستكون لها كلمة الحسم في مستقبل صرف العملة الوطنية مقابل الدوفيز في السوق الموازية، حيث لاحت بوادر ادراج العملية في قانون المالية لسنة 2019 بحسب تصريحات وزير التجارة سعيد جلاب، والتي ستكون سيارات أقل من 5 سنوات ومن مختلف الدول الأوربية.

وكان وقع هذا الملف مباشرا على مستوى صرف الدينار مقابل العملات الأجنبية في السوق الموازية، ولو أن الأثر كان محدودا إلا أن تصريحات جلاب أعقبها زيادة في صرف ورقة مائة أورو مثلا بنحو 400 دينار لترتفع من 19 الف دينار في عيد الأضحى الى 19 الف و400 دينار امس السبت.

ويرى متابعون أن ورود ملف العودة لاستيراد السيارات المستعملة في قانون المالية سيكون له مفعول قوي جدا على مستوى صرف الدينار مقابل العملات الأجنبية حيث سيزيد الطلب بشكل كبير على الدوفيز ويرتفع مستوى صرفه مقابل الدينار في السوق السوداء، وسط توقعات بتخطي حاجز 22 ألف دينار لورقة 100 أورو.

ومن الأسباب التي ستتحكم أيضا في سعر صرف العملة الوطنية مقابل الدوفيز في السوق السوداء هو المنحى الذي ستتخذه اسعار النفط في السوق الدولية في ظل التخوفات من حرب تجارية عالمية بين الولايات المتحدة الأمريكية من جهة والصين والاتحاد الأوروبي وبقية الدول من جهة أخرى.

وكما هو معروف فإن حكومة ما عرف ب العصابة باشرت منذ 2014 تعويما غير معلن للدينار مقابل العملات الأجنبية بعد الهزة النفطية التي ما زالت تداعياتها مستمرة في خطوة كان هدفها رفع الايرادات بالعملة الوطنية وعوض الحصول على 8 آلاف مليار سنتيم مقابل 1 مليار دولار صارت الحكومة تحصل على ما يقرب 12 ألف مليار سنتيم لكل 1 مليار دولار.

واللافت أنه في ظل التراجع في الفترة الأخيرة لأسعار صرف الدوفيز مقابل الدينار في السوق الموازية سجلت السوق الرسمية (البنوك) وتحديدا الدولار الأمريكي، مستويات قياسية جديدة الاسبوع الماضي مقابل الدينار قاربت 120 دينار لكل واحد دولار.

كما يرى مراقبون أن استمرار مستويات الواردات بهذه الوتيرة وتأثيرها على احتياطات الصرف بالعملة الصعبة سيكون له تأثير مباشر على مستوى تحويل الدينار مقابل العملات الاجنبية خصوصا أن الاحتياطات اقتربت من مستوى 50 مليار دولار نزولا من 194 مليار دولار في جوان 2014، خصوصا ان اقتصاد البلاد ما زال يعتمد بنسبة كبيرة على الاستيراد من الخارج.

مقالات ذات صلة