رياضة
من الحكم كوفي كوجيا إلى المدرب رابح سعدان

هذه تفاصيل مقابلة مصر – الجزائر في أنغولا 2010

الشروق الرياضي
  • 7455
  • 7
ح.م

في 28 جانفي من السنة القادمة، ستمر تسع سنوات بالتمام والكمال على المباراة التي أسالت بحارا من اللعاب والحبر، في وقتها بسبب الظروف الخاصة التي لعبت فيها، وتسيل حاليا بحارا أخرى من اللعاب والحبر بعد تصريحات رابح سعدان، المباراة الشهيرة جرت ضمن الدور نصف النهائي من كأس أمم إفريقيا بين المنتخبين الجزائري والمصري، وانتهت بنتيجة تاريخية لم يسبق أن وصل فيها الفارق بين المنتخبين إلى أربعة أهداف، لصالح الفراعنة من دون أن يتمكن الجزائريون من تسجيل هدف واحد، وتاريخية بسبب لجوء حكم المباراة إلى إخراج بطاقة الطرد الحمراء لثلاثة لاعبين جزائريين.

المباراة الشهيرة جرت بعد شهرين فقط من ملحمة أم درمان التي ألهبت الشارعين الجزائري والمصري وحتى العربي، واحتضنها ملعب داجراشا ببنغيلا في أونغولا، وحضرها 30 ألف متفرج من بينهم أربعة آلاف بين مصريين وجزائريين، تم نقلهم إلى أونغولا ليلة المباراة عبر طائرات خاصة.

حديث رابح سعدان عن المباراة يعني كل اللاعبين الذين شاركوا فيها وهم الحارس فوزي شاوشي والمدافعون نذير بلحاج ورفيق حليش ومجيد بوقرة وعنتر يحيى ولاعبو الوسط يزيد منصوري وحسن يبدة ومراد مغني وكريم زياني والمهاجمان كريم مطمور وعبد القادر غزال وطبعا اللاعبون الذين تم إقحامهم احتياطيين وهم جمال عبدون وعبد القادر العيفاوي والحارس الثاني محمد الأمين زماموش.

سارت المواجهة في بدايتها بسيطرة خفيفة لرفقاء مراد مغني الذين استفادوا من ركنيتين ومخالفتين قريبتين من مرمى الحارس عصام الحضري، كما أنقذ شاوشي شباك الجزائر من هدف مؤكد، وفي إحدى الركنيات التي استفاد منها الخضر في الدقيقة الثلاثين، تلقى رفيق حليش بطاقة صفراء، وجهها إليه الحكم البينيني كوفي كوجيا، وسارت المباراة بضغط خفيف لرفقاء زياني المتعبين بعد مباراة كبيرة أمام كوت ديفوار انتهت لصالحهم بعد الوقت الإضافي، إلى أن حانت الدقيقة 32 حيث عرقل رفيق حليش المهاجم عماد متعب داخل منطقة العمليات، فأعلن الحكم عن ضربة جزاء شرعية، ترجمها محسن عبد ربه إلى هدف مصري أول، وبعدها استدرك الحكم البينيني وطرد حليش ببطاقة صفراء ثانية، وأنذر شاوشي الذي احتج على طريقة تنفيذ ركلة الجزاء بطريقة عنيفة، وانتهى الشوط الأول لصالح المصريين بهدف نظيف، مع احتفاظ الجزائريين بأمل العودة في النتيجة في الشوط الثاني.

سيطر الجزائريون مع بداية الشوط الثاني بالرغم من نقصهم العددي، وكادوا أن يدركوا التعادل، إلى أن قضى على آمالهم محمد زيدان بهدف من خارج منطقة 18 مترا، في حدود الدقيقة 65، وفلتت أعصاب نذير بلحاج وقام بردّ فعل عنيف تجاه المدافع المصري أحمد المحمدي، فكان مصيره بطاقة حمراء في حدود الدقيقة 70، فقضى نهائيا على إمكانية حدوث المعجزة، وصال وجال المصريون أمام فريق منقوص العدد والمعنويات، فأضافوا هدفا ثالثا في الدقيقة 80 من محمد عبد الشافي، ليفقد الحارس شاوشي أعصابه ويتلقى بطاقة حمراء أخرى في حدود الدقيقة 87، وفي الدقيقة الرابعة بعد الوقت الضائع، أضاف ناجي جدو الهدف الرابع، في سيناريو غير منتظر من المصريين قبل الجزائريين الذين بكوا، ولكنهم جميعا اتفقوا على أن الحكم كوفي كوجيا هو من لعب إلى جنب المصريين من أجل تحقيق هذه النتيجة التاريخية التي كانت وستبقى نقطة سوداء في مسار المدرب الكبير والأكثر تحقيقا للإنجازات في تاريخ الجزائر، الشيخ رابح سعدان، ومع ذلك سنكون شوفينيين فوق اللزوم، لو اعتبرنا حكم المباراة هو سبب الهزيمة، لأن المنتخب الوطني كان خارج الإطار وزادت نرفزته طين المباراة بلّة.

المصريون وصلوا إلى النهائي وتوجوا لثالث مرة على التوالي بالتاج الإفريقي، ولكن فرحتهم بقيت منقوصة لأنهم لم يشاركوا في كأس العالم في جنوب إفريقيا 2010، والجزائريون استعدوا لمونديال القارة السمراء ولكن الخسارة القاسية في نصف نهائي الكان أمام مصر بقيت تحرق قلوبهم، حيث بقي مدرب الفراعنة شحاتة يتحدث عن مباراة أم درمان بحزن دفين، وبقي سعدان يتحدث عن خسارة أونغولا بالرغم من أنها مباراة عابرة، من المفروض نسيانها نهائيا.

ب. ع

مقالات ذات صلة