الجزائر
في مقدمتها تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية

هذه هي أمنيات وآمال الجزائريين في 2020

آمال عيساوي
  • 3620
  • 11
ح.م

طويت صفحة سنة 2019 بحسناتها وسيئاتها، وبدأ الحلم الكبير يعتصر الجزائريين لسنة جديدة، تتحقق فيها الكثير من الأماني والأحلام المؤجلة، على كل الأصعدة، في مقدمتها تحسن الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للجزائريين، وتلبية مطالب الشعب في دولة تقوم على أساس العدالة والتقدم تكون فيها الكلمة الأولى والأخيرة للشعب…

ولأن الجزائريين يطلبون الصحة والعافية في أدعيتهم لأنفسهم ولعائلاتهم، فإن أملهم يصب في تحسن الهيئات الصحية والقضاء على الأوبئة والأمراض القاتلة والمعدية، التي حولت حياتهم إلى جحيم، إذ لا تمر ساعات من النهار حتى تطل مختلف وسائل الإعلام بفضائح صحية وبيئية، كان آخرها ما حدث في ولاية الجلفة عندما تناولت عائلة ببراءتها وبساطتها طبقا من كبد الدجاج، فكانت نهايتها، ويتمنى الجزائريون أن تسلم حقيبة الصحة لطبيب من الكفاءات الموجودة داخل أو خارج الوطن، حتى نتفادى مهازل حدثت في الوزارات السابقة، كما كانت الحال مع عبد المالك بوضياف، الذي كان يقول بأن ما تمتلكه الجزائر من معدات طبية لا تمتلكه فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، ويبقى حلم وأمل الصحة السليمة العقلية والبدنية أكبر أحلام الجزائريين.

القضاء على أزمة السكن.. أول الأولويات

يعد ملف السكن من بين أهم المشاكل التي يعاني منها الجزائريون بشدة، فرغم أن أزمة السكن خفت حدتها ولم تبق على ما كانت عليه في السابق، إلا أنها مازالت قائمة، والأمر نفسه بالنسبة إلى البيوت الهشة والقصديرية التي لم تتخلص منها الجزائر بعد، رغم تخصيصها برامج إسكانية ضخمة خلال السنوات الأخيرة. وحسب مركز البحث العلمي في ورقة بحث أطلقها خلال سنة 2019، فإن عددا من المناطق الجزائرية تشهد وجود أزمة سكن حقيقية، لهذا خصص الجزائريون ضمن الآمال التي يحلمون بتحقيقها أو حتى تحقيق جزء كبير منها خلال سنة 2020، القضاء على أزمة السكن، فلا تزال الكثير من العائلات تعاني من هذا الأمر، وطالبوا من الحكومة التفكير في عدد أفراد الأسرة، حتى يتمكنوا من حل الأزمة وليس التفكير في البيوت القصديرية فقط، التي رغم خفتها إلا أنها مازالت موجودة.

إصلاح المنظومة التربوية وإنقاذ مستقبل الأجيال

إصلاحات المنظومة التربوية بما فيها تخفيف محفظة التلميذ، كانت من بين أهم الأمنيات التي كتبها الجزائريون بالبند العريض وتمنوا البدء في تنفيذها خلال السنة الدراسية الجارية وليس الانتظار حتى السنة المقبلة، وخاصة بعد التصريحات التي ألقاها مؤخرا، رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، حين قال إنه سيعيد النظر في المنظومة التربوية، بما فيها محفظة التلميذ التي أثقلت كاهل الأولياء والتلاميذ على حد سواء، وأيضا من ناحية تخصيص وقت كاف للتسلية واللعب للتلميذ.

 كما يأمل الأولياء الأحسن لأبنائهم، والأمر نفسه بالنسبة إلى الأساتذة ونقابات التربية التي وضعت هي الأخرى الكثير من الأماني عبر حساباتها الخاصة في الفايسبوك على أمل أن يتم إصلاح المنظومة التربوية وتصحيحها من جميع الاختلالات التي عانت منها إلى درجة كبيرة، خاصة خلال السنوات الأخيرة، وحتى جمعية أولياء التلاميذ، عبرت هي الأخرى عما تأمل في تحقيقه خلال سنة 2020، خاصة بعد خطاب رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الذي وضع المنظومة التربوية تحت إشرافه ومراقبته، كما كتب في سياق ذي صلة بعض المغردين أنهم يتمنون ألا تبقى المدرسة رهينة بين أسوار وزارة التربية والتعليم الوطنية فقط، كما راح الأولياء يذكرون بعض الأمور التي أثقلت كاهلهم مثل الدروس الخصوصية التي أصبحت أمرا حتميا ومفروضا على التلاميذ، وطلبوا في هذا الشأن من الرئيس ضرورة إيجاد حلا لهذا الأمر بالذات، متمنين بذلك الرجوع إلى العهد السابق، الذي كان فيه التلاميذ يدرسون من دون دروس خصوصية لأولادهم.

خفض الأسعار ورفع القدرة الشرائية

يعتبر هاجس انخفاض القدرة الشرائية من أكثر مخاوف الجزائريين الذين يأملون في تبني سياسة اقتصادية تساهم في خفض الأسعار ورفع القدرة الشرائية بتشجيع المنتجات المحلية وتحقيق الاكتفاء الذاتي بالاهتمام أكثر بالقطاع الفلاحي الذي يعاني من التبعية، وهو ما جعل أحد المغردين يكتب بالبنط العريض: أتمنى سنة ناجحة من قمح وفاكهة وأعناب من إنتاج الجزائريين في سنة الخيرات 2020. كما تحدثوا عن ضرورة تحقيق الاكتفاء الذاتي خاصة في ما يتعلق بالقمح، متمنين تحقيق الاكتفاء الذاتي، وتصدير القمح وبالأخص القمح الصلب والشعير بدل استيراده، على اعتبار أن الجزائر استوردت خلال السنوات الأخيرة كميات كبيرة جدا من القمح اللين بلغت أكثر من 7 ملايين طن، باعتراف وزير الفلاحة والتنمية والصيد البحري.. حيث إن التعليقات التي ظهرت على الفايسبوك في ما يتعلق بالقطاع الفلاحي، أثبتت أن حلم الجزائريين يتمركز فقط حول أمنياتهم بسنة تزخر بالمنتج المحلي، نظرا إلى الثروات الطبيعية التي تزخر بها الجزائر، كما طالبوا بالاستثمار في كل ما يصلح لذلك وحتى في قطاع الغابات وطالبوا الوزارة الوصية بإعطاء هذا الجانب أولوية أكبر في هذه السنة.

استغلال أمثل للمناطق السياحية

في ميدان السياحة، ملّ الجزائريون في كل سنة بحثهم عن أماكن يرتاحون فيها بدلا من صرف أموالهم من الدينار ومن العملة الصعبة خارج الوطن، باعتبار السياحة في الخارج صارت تلقى نصيبا أكبر منها داخل الوطن، خاصة أن الوجهة التونسية شهدت حجّ قرابة ثلاثة ملايين نسمة، دون الحديث عن الوجهات الأخرى كتركيا التي صارت تستقطب مئات الجزائريين في كل الفصول، وأخذت السياحية بها عقول الجزائريين بفعل المناظر الخلابة التي تركز عليها في مختلف مسلسلاتها التي يشاهدها الجزائريون بقوة ويدمنون عليها، وحتى دبي الساحرة والمغرب صارا من بين الوجهات المفضلة للجزائريين، وهذا ما أجمع عليه معظم الوكالات السياحية خلال السنة الفارطة، إذ استقطب البلدان المئات من الجزائريين الذين لم يفهموا لماذا البلاد تتمتع بكل هذا الجمال وهذا التراث السياحي والطبيعي والتاريخي، ومع ذلك لا أحد تحرك وتمكن من منح الجزائر مكانة ضمن أكبر البلاد السياحية في البحر الأبيض المتوسط.

القضاء على هاجس الحرائق

كما يحلم الجزائريون أيضا بسنة من دون حرائق، باعتبار أنهم عانوا من هذا الجانب الويلات خاصة خلال سنة 2019 المنصرمة، بعد أن أتت الحرائق على الأخضر واليابس، فأتلفت آلاف الهكتارات من الغابات في صائفة النار والرماد الماضية من سنة 2019، دون الحديث عن احتراق القردة والأغنام والأبقار، لهذا ركز الفايسبوكيون ضمن أمنياتهم التي راحوا يطلقونها عبر الفضاء الأزرق منذ أيام على ضرورة حماية الغابات من الحرائق، كما طالبوا المسؤولين بأخذ الحيطة والحذر والتدابير اللازمة حتى لا يتكرر معهم سيناريو سنة 2019.

إصلاح الجامعة وتوفير مناصب الشغل

من أهم ما تحدث عنه الفايسبوكيون ويدخل ضمن الأمنيات التي راحوا يعلقونها منذ شهر تقريبا من خلال الفضاء الأزرق الذي صار جزءا مهما في حياتهم، فيفرغون فيه كل مكبوتاتهم، على أمل أنها تصل إلى السلطات المعنية ويتم حلها بشكل تدريجي، هو قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، إذ حلقوا بأمنياتهم حول البحث العلمي وتطويره، وكذا إصلاح الجامعة بصفة عامة التي سقطت سقوطا حرا كما ذكروا خلال السنوات الأخيرة وعرفت ركودا كبيرا إلى درجة أنها صارت تُرتب في ذيل قائمة ترتيب الجامعات العالمية، فضلا عن تصحيح اختلال نظام الألمدي، وهناك من رأى أنه من الأحسن التراجع عنه، باعتباره أعاد الجامعة الجزائرية إلى الخلف ولم يقدم للطلبة أي إضافات تذكر، كما أن أهم الأمنيات التي تحدث عنها الطلبة في الفايسبوك كانت حول رفع المنحة الجامعية، حيث قال بعض المغردين: “كل أملنا في 2020 هو رفع المنحة الجامعية”، بالإضافة إلى توفير فرص العمل للجامعيين بعد التخرج وإعادة الاعتبار للشهادة الجامعية في سوق العمل..

مقالات ذات صلة