رياضة
تعتبر سادس قوة كروية في أمريكا الجنوبية

هذه هي كولومبيا التي ستواجه الجزائر في ليل الفرنسية

الشروق الرياضي
  • 6588
  • 4
ح.م

مواجهة أشبال جمال بلماضي لمنتخب كولومبيا، هي مقابلة غريبة ونادرة، وقد لا تتكرر لعدة عقود وربما قرون، حيث لا يوجد ما يجمع المنتخبين إلا في حالة التواجد معا في كأس العالم في ذات المجموعة، وما دون ذلك فالكرتين بعيدتين ليس جغرافيا فقط، وإنما لعدم وجود أسباب للقاء، فمنتخب الجزائر لا يمكنه التنقل إلى كولومبيا بنجومه المحترفين في الخارج، في قلب القارة اللاتينية والعكس صحيح، وباستثناء النجمين المحبوبين في الجزائر خاميس رودريغيز وفالكاو، فإن حبل الوصل بين الجزائريين وكولومبيا انقطع من عهد الثلاثي الخالد فالديراما وأسبيريا والحارس الأسطورة هيغيتا الذي خطف قلوب الجزائريين، كحارس هداف كان اختصاصيا في ركلات الجزاء والمخالفات، وخاص في حركاته البهلوانية، وخطف تعاطف الجزائريين في مونديال إيطاليا سنة 1990 عندما حاول في الدور الثمن النهائي من المونديال مراوغة أسطورة الكاميرون روجي ميلا، فخطف الثعلب الإفريقي الكرة منه وسجل هدفا سمح للكاميرون من بلوغ الدور الربع النهائي، وخرجت كولومبيا من دورة كانت مرشحة فيها لبلوغ الربع وربما نصف نهائي المونديال لأول مرة في تاريخها بالنظر للتشكيلة الثرية التي كانت تمتلكها.

تعتبر كولومبيا القوة الكروية السادسة في أمريكا اللاتينية، فهي دون البرازيل والأرجنتين والأورغواي المنتخبات الثلاث الوحيدة في القارة من فازت بكأس العالم، حيث فازت البرازيل في خمس مناسبات وتوّجت الأرجنتين في مناسبتين وحصدت اللقب العالمي الأورغواي في مناسبتين أيضا، كما أن هذه الدول نظمت المونديال، مرتين بالنسبة للبرازيل ومرة للأرجنتينيين ومرة بالنسبة للأورغواي، ويضاف إلى هذا الثلاثي، منتخب شيلي الذي يعد تاريخيا أقوى من كولومبيا، وسبق لبلاد شيلي أن احتضنت مونديال 1962، وأيضا بيرو الشعب الذي يقدّس كرة القدم، ويقال بأنه لا يوجد في العالم بأسره، شعب يعشق لعبة كرة القم مثل البيروفيين، ومن بعدهم يحل منتخب كولومبيا رفقة منتخب باراغواي.

يتقمص منتخب كولمبيا نفس ألوان العلم بين الأصفر والأحمر والأزرق، وتأسس الإتحاد الكروي الكولومبي قبل انطلاق منافسة كأس العالم في سنة 1924 أي بحوالي 40 سنة قبل تأسيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم.
وغياب فالكاو مؤثر فعلا عن مباراة الجزائر، لأن نجم موناكو السابق الذي أصبح زميلا لفيغولي في نادي غلاتاساراي هو الهداف التاريخي لمنتخب كولومبيا بـ 34 هدفا، والغريب أن خاميس رودريغاز، هو ثالث هدافي كولومبيا تاريخيا بـ 22 هدفا.

شاركت كولومبيا لأول مرة في تاريخها في كأس العالم في دورة شيلي في سنة 1962، ولكنها خرجت من الدور الأول، ولم تعد سوى في سنة 1990 عندما بلغت الثمن النهائي في دورة روما، أي أن الجزائر عندما تواجدت للمرة الثانية في مونديال المكسيك سنة 1986 كانت قد تفوقت عل كولومبيا في عدد المشاركات، وفي دورة أمريكا 1994 خرجت من الدور الثاني أمام البلد المنظم في الحادثة الشهيرة التي قُتل بعدها المدافع أسكوبار الذي اتهمه مشجع كولومبي مجرم بالتسجيل في مرماه أمام أمريكا، رماه بالرصاص، وأعاد الكرّة منتخب كولومبيا في مونديال فرنسا، لتختفي كولومبيا، وتعود مع الجيل الحالي في مونديال البرازيل 2014 وروسيا 2018 حيث خطفت تعاطف الملايين الذين أحبوا بالخصوص خاميس رودريغيز، مما يعني أن كولومبيا لم نشارك في كأس العالم سوى في ست مناسبات، أي أنها غير بعيدة عن الجزائر التي شاركت في أربع مناسبات.

لا تعتبر كولومبيا من الأمم الكروية الكبيرة، فحتى النجوم في هذا البلد لا يظهرون باستمرار، وعلى مدار تاريخ كولومبيا كان جيل تسعينات القرن الماضي والجيل الحالي هما الأحسن، حيث لعب نجوم الفريق مع أندية كبيرة مثل ريال مدريد وجوفنتوس في صورة غواردادو أهم نجم يواجه الخضر في مدينة ليل الفرنسية.

تمتلك كولومبيا قائمة من النجوم الكبار، لكن غالبيتهم تجاوز الثلاثين مثل حارس أرسنال أوسبينا ولاعب الميلان زاباتا، وحتى كوادرادو تجاوز الواحدة والثلاثين، وباكا لاعب فياريال، أما البقية فيلعبون في الدوري المحلي وفي الأرجنتين والمكسيك والصين، وفوز الخضر على منتخب كولومبيا لا يعتبر مفاجأة حتى ولو شارك الثنائي رودريغاز وفالكاو، لأن المستوى بين المنتخبين من خلال الفرديات الموجودة لديهما غير بعيد، وكل شيء محتمل عندما يلتقيان، ولا يمكن لمنتخب السيطرة على الآخر بالأداء والنتيجة.
ب.ع

مقالات ذات صلة