جواهر
وجهات نظر

هروب القاصرات.. لماذا وإلى أين؟

نادية شريف
  • 4809
  • 12

تفاقمت في الآونة الأخيرة ظاهرة هروب القاصرات من البيوت، ولئن كان وقع الصدمة كبيرا على أهاليهن الذين يبكون دما بدل الدموع بعد وقوع الكارثة، إلا أنهم في واقع الأمر سبب هذا التمرد غير المعلن بغفلتهم عن تربية بناتهم بالشكل الصحيح وتركهم حبل الحرية مرخيا لهن، في العمر الذي ينبغي السهر على احتياجاتهن النفسية والعاطفية قبل المادية..
أغلب فتيات اليوم يحملن أغلى الهواتف الذكية ويتواصلن مع الغرباء في كل وقت، بل ويسهرن لساعة متأخرة في مواقع التواصل الاجتماعي يدردشن في مختلف المواضيع بما فيها الحساسة، بل ويتابعن قنوات اليوتيوب الهابطة والمواقع الإباحية، وإذا ما سألت إحداهن عن رأي والدتها في الموضوع تقول بأن لها الحرية المطلقة ولا أحد يملك حق منعها من فعل ما تريد مادام كل شيء افتراضيا!!!
ولعل كارثة الكوارث التي تحل في لحظة غفلة من الأهل، وقوع الفتاة فريسة سهلة للذئاب البشرية الذين صاروا يتربصون بالساذجات في الواقع والمواقع، فتتبعهم كالشاة العمياء نحو حتفها بعدما تكون قد يئست من إصلاح الذي كان.. تجدها قد استنفذت جميع الحلول الممكنة بعقلها القاصر ولم تجد بدا من النفاذ بجلدها قبل أن يكتشف والدها وأخوها أمرها!!
البداية تكون دوما بإرسال الصور، ثم الابتزاز، ثم التمادي فالتمادي، إلى أن تجد نفسها خارج البيت هربا من فضيحة قريبة، وإن إختلف السيناريو قليلا فقد تتوهم الحب وتحاول اللحاق بحبيب القلب الذي يكبرها بضعف عمرها، هذا إن لم تقع بين مخالب ذئب يفترس أحلامها ويرميها كالقمامة في إحدى الطرق المقطوعة أو البيوت المهجورة أو الغابات المعزولة..
أسباب هروب القاصرات من البيوت كثيرة والعلاقات المشبوهة إحداها، فمنهن من لديها حبيب وهي بعمر العاشرة، ومنهن من تكتب على مواقع التواصل أشياء أكبر من عمرها، ومنهن من تعيش في عائلة مشتتة فتحكي للغرباء مشاكلها وهمومها ومن ثم يتم استغلالها واستدراجها للخطيئة ومنها إلى الهروب نحو المجهول..
من الفتيات أيضا من تم تهريبهن الى الخارج لاستغلالهن في الدعارة، ومنهن من رحن ضحية تنظيمات مشبوهة وشبكات إجرامية محترفة، كل هذا والأهل غافلون لا يراقبون تصرفات بناتهم ولا قائمة أصدقائهن ومعارفهن، ولا يحددون وقت استعمالهن للهواتف الذكية ولا الخيارات المتاحة لهن، لتكون العواقب وخيمة ولا طاقة لوالد أو والدة على احتمالها.

مقالات ذات صلة