الجزائر
مأتم في عائلتهما.. والسكان يدعون الله أن لا يلقيا مصير توأم تبسة:

هروب شقيقين من عائلتهما يثير الرعب بعين فكرون

الشروق أونلاين
  • 33735
  • 83
ح.م
الشقيقان ياسين على اليمين وسيف الدين على يسار الصورة

بعد فاجعة بلدية مرسط بولاية تبسة التي هلك فيها التوأم هاني ورمزي بعد مغادرتهما مسكنهما العائلي، تعيش والدة تقطن ببلدية عين فكرون بولاية أم البواقي حالة من الانتظار بعد أن قرر ابناها ياسين وسيف الدين مغادرة البيت دون رجعة إلى وجهة مجهولة، رغم أن آخر مكالمة وصلتها منهما تعود إلى الجمعة قبل الماضي، واتضح أن مصدرها هو ولاية وادي سوف، وبالضبط منطقة سيدي خليفة، حيث لا يملكان هناك أي صديق أو قريب.

والدة الشقيقين التي تحدثت للشروق اليومي بحرقة عن فلذتي كبدها، روت لنا تفاصيل خروجهما المؤلم ذات أحد في أواخر العطلة الربيعية السابقة، حيث خرجا كعادتهما إلى مقر الكشافة الاسلامية بعين فكرون بولاية أم البواقي، لممارسة نشاطات طفولية ورياضية وترفيهية بسبب انتسابهما للكشافة، ولكنهما اختفيا سويا بعد ذلك وبحثت عنهما الوالدة وابنها الأكبر في كل مكان، فاتضح أنهما لم يذهبا إلى عائلة والديها بمدينة الشريعة بولاية تبسة، ولا إلى بيت شقيقتها بباتنة ولا حتى إلى والدهما الذي يشتغل في حاسي مسعود، إلى أن بلغتها مكالمة من إبنها سيف الدين الذي يبلغ من العمر 13 سنة يخبرها بأنه هو وشقيقه باشرا العمل في الجنوب الشرقي، رغم ان القوانين تمنع تشغيل الأطفال، خاصة الذين يقطنون بعيدا عن أولياهم، ثم هاتفها يوم الجمعة قبل الماضية إبنها ياسين، وقال لها أنه لن يعود، وقد يرسل لها شقيقه ياسين، ثم قطع المكالمة واختفيا عن الأنظار والأسماع نهائيا، وتبكي الأم بحرقة وهي سيدة في السابعة والثلاثين من العمر، وتروي لنا كيف خرجا بلباس ربيعي ودون أن يكون معهما دينار واحد ولا أكل ولا لباس.

ولكن مركّب النقص الذي عاشه الأخوان هو الذي جعلهما يقومان بين الحين والآخر، حيث يدرسان في الابتدائي مع تلاميذ أصغر منهما سنا بمغادرة البيت، ولكنهما هذه المرة أطالا الغياب وصار توقفهما عن الدراسة نهائيا وارد رغم أن الصغير سيف الدين وهو من مواليد 14 اكتوبر 1998 حقق نتائج جيدة في الثلاثي الثاني وهو على مشارف امتحان السنة الخامسة للانتقال إلى الإكمالي، حيث قارب معدله العام ثمانية من عشرة، بينما لا يريد ياسين العودة إلى المدرسة، لأن سنه قارب 16، فهو من مواليد 11 ديسمبر 1996 ومازال يدرس في السنة الرابعة ابتدائي، كما نفى زوج الأم أن يكون الصغيران غضبا منه، وقال للشروق اليومي أنه عندما تزوج من أمهما بذل جهودا من أجل أن يعيش ابناؤها الأربعة معهما، خاصة ان والدهما الأصلي كما تقول الأم غير مبال. وظروفه الاجتماعية صعبة.

معلمو مدرسة 24 فيفري بعين فكرون أجمعوا على أن الشقيقين بذلا في المدة الأخيرة جهودا، ولكن مركب نقص أصابهما من سنهما المتقدم جعلهما يلتزمان الوحدة، ثم يختفيان نهائيا، اما الوالدة وهي في حالة من الهستيريا، قالت انها تتمنى هبّة من المواطنين للبحث عن إبنيها، لأنها تخشى مصيرا مشابها لمصير التوأم هاني ورمزي.

مقالات ذات صلة