رياضة

“هروب” غوركوف

ياسين معلومي
  • 9356
  • 0

يبدو أن المدرب الوطني، كريستيان غوركوف، أصابه جنون العظمة، وراح يعلن استقالته من تدريب المنتخب الوطني إلى اللاعبين في الطائرة أثناء عودة المنتخب الوطني من إثيوبيا، دون أن يعلم مسؤوله الأول، الذي جلبه لتدريب “الخضر” وأمضى معه عقدا إلى غاية نهائيات كأس العالم بروسيا، وبأجرة شهرية لم يكن يحلم بها ولم ينلها طيلة مشواره الكروي.

وهو ما أغضب من يدفعون له آخر كل شهر في حسابه البنكي “شهرية محترمة جدا”، تفوق حتى أجرة رئيس الجمهورية وأعضاء حكومته بأضعاف الأضعاف، دون أن يشعر الجمهور الرياضي بأن أداء التشكيلة الوطنية يتحسن من مباراة إلى أخرى، حتى إننا فاجأنا المتتبعين بفوز مذهل أمام الحبشة بالبليدة، وأداء كارثي في مباراة العودة يجعلنا نطرح ألف سؤال عن إمكانية هذا المدرب في تأهيلنا لكأس العالم، رغم أننا نملك أحسن اللاعبين، ولنا من الإمكانات ما يجعلنا نتسيد إفريقيا لسنوات ونتأهل لنهائيات كأس العالم دون إشكال، خاصة أن تشكيلتنا غنية بلاعبين لهم مستوى العالمية، على غرار محرز الذي أصبح اسمه يتردد على لسان الأندية الكبيرة ولاعبين آخرين يبهرون في القارة العجوز، وكم هم عديدون.

لا أدري لم قرر غوركوف المغادرة في هذا الوقت بالذات؟ وهو الذي يملك الورقة البيضاء في اختيار وجلب اللاعبين، وتطبيق الخطط التي يراها مناسبة في مباريات المنتخب، ومنحت له كل الصلاحيات والإمكانات التي لم تمنحها الجزائر ربما لأي مدرب أشرف على العارضة الفنية لـ”الخضر”، فلو يعلم أستاذ الرياضيات معاناة من سبقوه على رأس العارضة الفنية للمنتخب في وقت كانت تعاني فيه اتحاديتنا من نقص في الأموال، فكم من مرة وجد من سبقوه مشاكل عويصة وجمة، فكانوا يبيتون في فنادق عادية ويسافرون سواء في طائرات عسكرية أم في رحلات عادية ويقضون ساعات طويلة في المطارات ويبيتون في فنادق لا تليق بمقام “الخضر”، ورغم ذلك شرفوا كرتنا وأهدوها سمعة وتاريخا لا يستطيع أي كان أن يسطو عليه أو يمحوه من ذاكرتنا الكروية.

لا أريد الحكم على الإمكانيات الفنية للمدرب غوركوف لأني لست أهلا لذلك، لكن أن يترك الفرنسي المنتخب في نصف الطريق، فهذا ليس من شيم وأخلاق المدربين الكبار، فكم من تقني كبير واجه مشاكل في مشواره الكروي وبقي إلى غاية نهاية عقده. فعندما أتذكر ما كان يعيشه خاليلوزيتش من مشاكل سواء مع بعض اللاعبين والمسؤولين وحتى مع رجال الإعلام، لكنه بقي صامدا في منصبه، وأدخل الجزائر التاريخ بتأهل تاريخي للدور الثاني من كأس العالم وببعض اللاعبين المحليين على غرار سليماني وبلكالام وجابو.

لا أظن أن بقاء أو مغادرة التقني الفرنسي العارضة الفنية لـ”الخضر” سيغير من الأمر شيئا، خاصة أن خليفته يحمل حقيبته في يده اليمنى والقلم في يده اليسرى ليمضي على عقده، لأنه سيلعب من أجل التأهل لكأس العالم، المنافسة التي يحلم بها كل مدرب، كما أنه يعرف في قرارة نفسه أن المنتخب الجزائري له لاعبون مميزون، وهو قادر على رفع أسهمه في المستقبل وهو ما يجعل الطلبات تتهاطل في الساعات القادمة على مكتب الفاف لتدريب “الخضر”.

مع احترامي الشديد لغوركوف، الجزائر ليست دمية تلعب بها مثلما تريد، عد إلى البطولة الفرنسية، ربما سيقال يوم ما ديدييه ديشان مدرب المنتخب الفرنسي وستكون خليفة له، وسأقول يومها وبصوت عال إن الجزائر خسرت مدربا كبيرا.

مقالات ذات صلة