جواهر

هكذا تحب المرأة وهكذا يحب الرجل؟!

نادية شريف
  • 15245
  • 45
ح.م

إن العلاقة بين الزوجين قائمة على أساس المودة والرحمة، وقد بينها المولى سبحانه وتعالى في قوله: وجعل بينكم مودة ورحمة”.. وهذا يعني حصول الاتحاد والتوافق بين قلبين وجسدين يجمع بينهما بيت واحد..

وبما أن الارتباط العاطفي هو ركن الزواج الأول، لما له من كبير أثر في استمرار واستقرار العلاقة الزوجية، فضلا عن الاستمتاع بتلك العلاقة الطاهرة وتحقيق نصيب من السعادة فيها، كان لزاما على كل واحد أن يتساءل كيف يحب الرجل وكيف تحب المرأة حتى يتعلم كيف يدير سفينة حياته صوب بر الأمان مع مراعاة حقيقة هامة مفادها أن الذكر غير الأنثى كما بين طلك الحق جل وعلا: “وليس الذكر كالأنثى”..

هناك من يشبه بعض الجوانب النفسية للمرأة بأمواج البحر حيث تترواح عواطفها ومشاعرها بالارتفاع الشديد عندما تكون مسرورة مبتهجة، لتعود بالانخفاض عندما تنزعج وتضعف ثقتها بنفسها، وما تلبث مشاعرها ان ترتفع من جديد، وهكذا كأمواج البحر المتقلبة..

عندما ترتفع مشاعر المرأة وتعظم ثقتها بنفسها فإنها تكون مصدرا لا ينضب للحب والتضحية والعطف والحنان للآخرين وخاصة زوجها، ولكن عندما تنخفض أمواجها وتشعر ببعض الاكتئاب فإنها تحس بفراغ كبير في داخلها، وبأنها تحتاج إلى الحب والرعاية من قبل الآخرين وخاصة زوجها..

وهناك من يشبه انخفاض مشاعر المرأة وعواطفها وكأنها تنزل في بئر أو جب عميق مظلم وما تلبث بعد أن تصل إلى قاعه وخاصة إن شعرت ان هناك من يحبها ويقلق بشأنها أن تبدأ رحلة الصعود للخروج من هذا البئر وتعود كما كانت نبعا معطاء من الحب والرعاية لمن حولها وخاصة زوجها.. وبناء على ما سبق حري بنا أن نتساءل كيف يتكيف الرجل مع تقلب أمواج المرأة؟

إن الحياة الزوجية مليئة بالمتغيرات ويجب أن يفهم الرجل أن تبدل مشاعر المرأة على هذا النحو من الارتفاع والانخفاض، ونزولها إلى البئر وصعودها منه، ليس من تصرفاتها، بل هو سجية وخلقة خلقها الله عليها، ويجب ان يتعامل معها كما هي، وعليه فمن الخطأ أن يمنع زوجته من تقلبات المشاعر والمزاج، أو أن يحاول إخراجها من ذاك البئر العميق، لأنها عندما تنزل لا تحتاج إلى من يخرجها، وإنما تحتاج أن تشعر بأن زوجها بجانبها يحبها ويرعاها، وتنتظر أن تسمع منه كلمات العطف لتشعر بدفء الحب ولطف المعاملة..

إذا النزول إلى قاع البئر هو أمر طبيعي كتبدل حالة الطقس والموج، وهي فرصة للرجل كي يقف بجوار امرأته ويظهر لها الدعم والتأييد والمحبة والمشاعر الفياضة..

من جهة أخرى فإن الصفات النفسية للرجل تحتم عليه عندما ينزعج أن لا يتكلم أبدا عما يشغل باله وبدلا من أن يدخل أحدا في مشكلاته يلتزم الصمت ويعتزل الناس في الكهف ليفكر، وبمجرد أن يجد الحل فإنه يخرج من عزلته ومن الكهف وهو أكثر سعادة وبهجة أما غن عجز عن الوصول إلى الحلول المناسبة فإنه يحاول أن يقوم ببعض الأعمال التي يمكن أن تنسيه مؤقتا هذه المشكلات، كقراءة الصحيفة أو اللعب أو غير ذلك..

وعلى المرأة أن تفهم أن أي ابتعاد للرجل عنها ليس دليلا على عدم الحب والرعاية، بل يمكن أن يكون تصرفا طبيعيا للغاية وكما ذكرنا أن المرأة في الحب والعاطفة كموج البحر، كذلك فإن الرجل في علاقته مع المرأة أمر آخر، فهو يقترب جدا منها ثم يبتعد بلا سبب، ثم يقترب مرة أخرى..

وقد تفاجأ المرأة عادة عندما تلاحظ أن زوجها يبتعد قليلا رغم قناعتها بمحبته وتقديره لها، والذي يجب أن تعلمه أن الرجل لا يقرر ذلك عمدا وعن تخطيط وإنما هي صفة تلازمه وجبلة خلقه الله عليها.

وخلاصة القول علينا جميعا أن نتذكر أن حب الرجل كالقمر يذهب ويأتي وأن حب المرأة كموج البحر يصعد وينزل، وان المرأة حينما تخيب آمالها تنزل إلى البئر وأن الرجل حينما تصادفه مشاكل يدخل إلى الكهف، وان هذه أمور خلق الله الذكر والأنثى عليها ولا سبيل إلى تغييرها بل لا بد من التعامل معها كما هي.

مقالات ذات صلة