الجزائر
يدفعون مرتين حقوق دراسة الملف لموقعين مختلفين

هكذا تضيع أموال جزائريين دون الظفر بتأشيرة “شنغن”!

وهيبة سليماني
  • 11336
  • 23
أرشيف

انتقد الخبير في المعلوماتية، عثمان عبد اللوش، بما اسماه الكارثة التي تتعلق بموقع “في أف أس غلوبل” المركز الخاص باستقبال طلبات الفيزا لفرنسا طويلة المدى، وهو موقع موجود على مستوى الجزائر، فعلاوة على صعوبة الولوج إليه برغم المحاولات الكثيرة والمستمرة، فإن الدخول إلى هذا الموقع، يظهر لطالب التأشيرة من حين إلى آخر، صفحة “خطأ”، مما يحتم عليه إعادة المحاولة للوصول إلى الموقع من جديد، وغالبا ما تكون عملية الولوج إليه بعد منتصف الليل.
والأخطر من هذا، حسب عبد اللوش، فإن الموقع لا يمنع من اختيار نوع جديد من التأشيرة رغم التسجيل في موقع “فيزا فرانس”، مما أدى حسبه إلى استنزاف مبالغ مالية من جزائريين اختاروا خطأ نوعا آخرا من تأشيرات الموقع “في أف أس غلوبل”، وهذا بعد أن دفعوا مبلغ 3750دج.
وأوضح الدكتور عبد اللوش، أن قيام طالب موعد التأشيرة قصيرة المدى “السياحية” من موقع “فيزا فرانس”، وذلك بعد فتح بريد الكتروني وولوج الموقع وبملء استمارة تحوي المعلومات المطلوبة والخاصة به، وبعد الانتهاء مباشرة من العملية والتأكيد على أن المعلومات صحيحة، تمنح له نسخة من الاستمارة المكتوبة من ثلاثة صفحات على شكل “بي دي اف”خاصة بطلبه للفيزا إضافة إلى وصل يؤكد فيه بأنه تم تسجيل طلبه في نظام “فيزا فرنسا” ويحمل الرقم الاستدلالي، مرفوق بـ “كود بار” إضافة إلى معلوماته الشخصية.
كما تجد في أسفل هذا الوصل كل الوثائق اللازم إحضارها يوم الإيداع، ويجب على المعني أيضا أن يسحب وثيقة أخرى من موقع “فيزا فرنسا”، تخص وصل دفع مبلغ 3750 دج إلى رصيد “ش م م في أف أس غلوبل” من خلال القرض الشعبي الجزائري-وهنا حسب خبير المعلوماتية- فإن هذا المبلغ يستنزف بطريقة غامضة، حيث مباشرة بعد الإجراءات الأولى يجد طالب التأشيرة نفسه محتما لفتح رصيد ثان على مستوى “في أف أس غلوبل”، لطلب فيزا إلى فرنسا، وعندما يختار نوعا آخر من التأشيرة غير القصيرة المدى التي اختارها في الموقع الأول، لا يمنعه هذا الموقع الثاني من الاختيار، بل ويوافق عليه ويرسل له تأكيدا على الموافقة ويمنحه الموعد الذي اختاره، مع العلم أن التأكيد المرسل من قبل “في أف أس غلوبل” لا يكون مكتوب عليه نوع التأشيرة الجديدة التي اختارها المسجّل والتي تختلف عن تأشيرة الموقع الأول، بحيث يجد رقما استدلاليا آخر واسم طالب التأشيرة ولقبه ورقم جواز سفره وتاريخ الموعد وتوقيت الموعد وخانة أخيرة مكتوب عليها “غير خالص”.
وتساءل عبد اللوش، عن جدوى إنشاء مكتبين منفصلين لحجز الفيزا في الجزائر، بما يسهل عملية سلب أموال الجزائريين بطريقة رقمية ولكنها غير شرعية ويعاقب عليها القانون، مؤكدا أن معرفته بالمعلوماتيةـ جعله يضع طريقة حجز مواعيد الفيزا من طرف سفارة فرنسا، في ميزان التنقيط، حيث يرى انه كان من اللازم على الفريق العامل على تطوير هذا البرنامج أن يأخذ بعين الاعتبار المعلومات التي أدخلها طالب الفيزا في الموقع الأول أي “فيزا فرنسا”، فلو أخذ بعين الاعتبار هذه المعلومات التي أدخلها الطالب في الموقع الأول لحلت المشكلة، بحيث أن كل طالب للتأشيرة عندما يفتح رصيده في الموقع الثاني “في أف أس غلوبل” ويطلب منه إدخال الرقم الاستدلالي الأول الذي منحه له موقع “فيزا فرنسا”، ليتم تحديد نوع الفيزا الموجودة في الموقع الأول، وهكذا يمنع محاولة التحايل.

مقالات ذات صلة