جواهر
عزيزي يا صاحب الظل الطويل:

هكذا تمر أيامي في الحجر الصحي؟

مليكة هاشمي
  • 2104
  • 9
ح.م

تمر أيامي في الحجر المنزلي بين أربعة جدران، صارت غير قادرة على احتضان آمالي، أجدني أعرج كل مرة على المطبخ، و أكاد أشعر أنني تحولت إلى منظفة بدوام كامل، يداي صارت غير قادرة على الصمود أكثر، وبشرتي صارت تستنزف نضارتها يوما بعد يوم..

عزيزي يا صاحب الظل الطويل:

يكاد رأسي ينفجر كلما تذكرت أن والدي لازال يذهب إلى عمله كل صباح ليواجه الموت و يصارع الخوف مع كل خطوة تخطوها أقدامه خارج عتبة المنزل رغم أنه في الخامسة والخمسين من عمره، لم أعد قادرة على كتم مخاوفي و إعدام مشاعري المتطاولة، أفكر كل دقيقة في الاتصال بمقر عمله والتحدث مع مسؤولة المكتب هناك و ألقي بوابل من الكلمات عليها، ربما تقوم بتسريحه ليستريح وتستريح معه هواجسي..

عزيزي يا صاحب الظل الطويل:

لم أعد قادرة على كتابة النصوص اليومية كعادتي، فقدت رغبتي في الحديث مع كل من حولي، حاولت إشغال نفسي بقراءة الكتب ،لكنني أجد معظمها يتحدث عن الموت والفراق ،فأفر من كلماتها هاربة كي لاتستيقظ مرة أخرى مواجعي

عزيزي يا صاحب الظل الطويل:

اشتقت إلى ذلك الروتين اليومي الممل، اشتقت إلى ضجيج تلاميذي رغم أنهم كانوا يتسببون أحيانا في ارتفاع ضغطي

عزيزي يا صاحب الظل الطويل:

أكاد لا أفرق بين الأيام والمواقيت، لذا فأجدني دون انتباه مني أسأل زوجي عن الوقت عشر مرات في اليوم وهو ما يجعله يتذمر مني ومن وجوده محبوسا في منزل لم يعتاد يوما على ارتياده كل هذا الوقت

عزيزي يا صاحب الظل الطويل:

أتمنى أن أراسلك مرة أخرى لأزف لك خبر انحصار هذا الوباء الخانق، في انتظار ردك الذي لن يصلني، فأنا في مدينة البليدة الذي فرض عليها الحجر الصحي.

مقالات ذات صلة