-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عمره 95 سنة لكن ذاكرته تنبض حبا للوطن ووفاء للشهداء

هكذا شيّد عقوني ورفاقه مستشفى النبكة في عز الثورة بباتنة

صالح سعودي
  • 4060
  • 6
هكذا شيّد عقوني ورفاقه مستشفى النبكة في عز الثورة بباتنة
أرشيف

لا يزال المجاهد محمد عقوني (95) يحتفظ بالكثير من أحداث الصمود والكفاح قبل وأثناء الثورة التحريرية، وهو الذي ذاق مرارة اليتم وعمره 5 سنوات، في الوقت الذي كلفته قيادة جيش التحرير الوطني بحفر المستشفى العسكري بالنكبة الواقع في أولاد جحيش التابعة لبلدية بيطام ببريكة (باتنة)، حتى يكون المستشفى المذكور في خدمة المجاهدين، في أجواء كانت تتسم بالحذر والسرية.

عرف المجاهد محمد عقوني محطات صعبة وقاسية في فترة طفولته وشبابه، ورغم ذلك لم يتوان في التضحية من أجل خدمة الثورة التحريرية، حيث فقد والداه وهو طفل لا يتجاوز عمره 5 سنوات، فانتقل إلى خالته في أولاد جحيش ببيطام. عاش يتيما بين رعي الغنم والعمل بين الصحراء والتل إلى غاية اندلاع الثورة، حاول خلالها التجنيد مرارا، إلا أنه تأجل ذلك بحجة انعدام السلاح، فكان له ذلك عام 1956، حيث كلف من طرف قيادة جبهة التحرير، وبالضبط مسؤول المنطقة عبد القادر الوهراني بالشروع في حفر المستشفى العسكري بالنبكة الكائن في صحراء أولاد جحيش ببيطام، وذلك بمعية الحمداني رزيق ويعقوبي الدراجي، مع الحرص على الحفر في جهات أخرى من طرف أناس آخرين لا يمكن لأحد أن يعرف الآخر حسب قوله، وذلك لضرورة السر الثوري، وقد أكمل حفر المستشفى بعد نحو 3 أشهر، ثم انتقل إلى مناطق خباب ثم الفقوسية وبوقصيبة عند الخذران.

ومن خلال استعادة ذكرياته مع الثورة يقول المجاهد محمد عقوني لـ”الشروق”: “عند اندلاع الثورة كنت في منطقة سريانة، كلفوني بجمع السلاح وشرائه، ولما تحسست الأمر وجدت أن المهمة قام بها ناصر عمر ويعقوب عمر وحمة بودراس وآخرون، فأخبرتهم بذلك في رسالة مشفرة هي: القمح لي عندكم راه عندنا…”. وفي منتصف العام 1955 قرّر القعود إلى الجبل بمنطقة المهشم بجبل الحمار، وهو عبارة عن مغارات اتخذها المجاهدون مكانا للتجنيد والتدريب والعلاج أيضا. وكان السلاح حسب قوله قليلا، ليتم اختبارهم بعد ذلك في عملية القنص، فكانت النتيجة حسب محدثنا متعادلة، ليتم إجراء القرعة، فكانت البندقية من نصيب ساعد خليفي الذي استشهد فيما بعد، فطلبوا منه العودة ريثما يتوفر السلاح.. وبعد ستة أشهر تقريبا اتصل به المجاهد يعقوبي الدراجي ليخبره أن المسؤول عبد القادر بوسماحة المدعو الوهراني يحتاجه، فلما اتصل به في النبكة أمره ببداية الحفر، وكان الدراجي الحارس العام للنبكة يمنع الناس والرعاة من الاقتراب بحجة أن المجاهدين يمنعون الرعي هنا… وحسب المجاهد محمد عقوني فقد دامت عملية حفر المستشفى الأول نحو شهر، لينتقل إلى مكان آخر، وهكذا أصبح مكلفا بحفر المستشفيات والكوازم والمطامير المخصصة لتخزين المؤونة في سرية تامة، حيث لا أحد يمكنه أن يعرف غيره ممن حفروا المستشفيات حفاظا على أمن هذه المراكز، ولهذا السبب لم تكتشف حسب قوله هذه المستشفيات التي اشتغل فيها عدة ممرضين مثل يوب وبلقاسم هامل من القنطرة.

وبعيدا عن الجهود التي بذلها خلال فترة الثورة في حفر وتشييد المستشفيات والكازمات، فإن المجاهد محمد عقوني سبق له أن انتقل إلى تبسة للعمل والرعي حين كان عمره 16 سنة، وكان جارا للشيخ العلامة الشهيد العربي التبسي، حيث يقول في هذا الجانب: “كنا نذهب إليه للاستفسار عن الصيام والإفطار، وكان لا يتخذ قرارا حتى يتصل بالشيخ عبد الحميد بن باديس بقسنطينة عن طريق الهاتف الوحيد بالمركز البريدي”، مضيفا أنه عاش في تلك الفترة أيام الحرب العالمية الثانية بين ألمانيا والحلفاء، وكيف نهكت قوى الجيش الألماني عند وصوله الحدود الجزائرية، فأقامت السلطات الفرنسية محتشدا للجنود الألمان بالقرب من يوكوس وعين شبرو بتبسة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • ريحانة

    يبدو ان عمي عقوني كبر فعلا واصبح يهذي، المستشفى المذكور اشرف على تشييده المجاهد الراحل بلخير ادريس، و الاخوان ناصر الداودي ومحمد من قاما بحفره وهما على قيد الحياة، عمل به كممرض بلقاسم هامل، ما قام بتشبيده عمي عقوني ليس بمستشفى وهو ليس تابع للولاية الاولى التاريخية بل السادسة، ربي يشفي عمي عقوني

  • نرجس ناصر

    ماهذا الخرطي، الجميع يعرف ان الاخوان الداودي ناصر ومحمد ناصر من قام بتشييد المستشفى،وبلخير هو من كلفهما بذلك، لم تكن لاحد الشجاعة لقول هذا الكلام يوم كان بلخير ادريس على قيد الحياة، تحققوا من معلوماتكم و كفاكم بهتان و زور

  • محمد☪Mohamed

    المجاهد محمد عقوني اللذي في الصورة نعطيه 69 سنة فقط أي من مواليد 1951 بمعنى 11 سنة في 1962

  • أوراسي حر

    الثورة يخطط لها الاذكياء وينفذها الشجعان ويقطف ثمارها الجبناء.،،،،، ( تشي جيفارا )

  • جزائري حر

    راك تشوف يا سي السعودي المجاهدين الحقيقيين والشهداء الأبرار دفعوا حياتهم ثمن للحرية والحركى أستولوا على الحكم لكي تصبح الجزائر تستورد كل شيئ من الخارج حتى من يمثلهم ويرفع علم الشهداء عاليا في المحافل الدولية.

  • محمد☪Mohamed

    الذي يريد البلاد تتقدم يحبس يحصل فشل حكوماتنا مند 1962 ونحصل في فرنسا .
    نلوم أنفسنا فقط.
    أولاد فرنسا مصتلح خلقته FLN2 ..... غير جزائريين ,لأنهم حكم جزائر حثى ماتو في جزائر .
    وبي عنى أخر كل واحد ولود قبل إستقلال من ولاد فرنسا .