الجزائر
عساكر العدو غادروا وهم يطلقون الرصاص فرحا بالجريمة

هكذا عُذّب 32 شهيدا لمدة شهر ثم أُعدموا بالديناميت في بريكة بباتنة

صالح سعودي
  • 2942
  • 8
ح.م

دعا سكان ومجاهدو منطقة بريكة إلى رد الاعتبار لـ 32 شهيدا سقطوا في مجزرة “كاف المصياف” الجماعية التي وقعت في وادي بيطام التابع حاليا إلى بلدية سقانة بباتنة، واصفين ما حدث بأنه جريمة أخرى تعكس فظاعة ممارسات الاستعمار الفرنسي، داعين في الوقت نفسه إلى رد الاعتبار، من خلال وضع معلم يذكر الجميع بتاريخ استشهادهم المصادف ليوم 16 جوان 1959، وهذا بعد شهر كامل من التعذيب.

يؤكد الأستاذ سليمان قراوي أن المذبحة الجماعية لـ 32 شهيدا التي وقعت في “كاف المصياف” بجانب وادي بيطام التابع إلى إقليم سقانة بباتنة، تعود خيوطها الأولى إلى يوم 15 ماي 1959، حين تم اعتقالهم من طرف الاستدمار الفرنسي في نواحي بريكة، وهذا بعد وشاية من بعض الخونة، حيث مورست عليهم شتى أنواع العذاب الوحشي المحرم دوليا، لمدة شهر كامل، قبل أن يتم اقتيادهم إلى “كاف المصياف”، في وادي بيطام (تراب سقانة حاليا)، وأيديهم مكبلة بالأسلاك من الخلف، وفي يوم 16 جوان 1959، وضع عساكر الاستعمار الفرنسي في الكهف لغما بديناميت شديدة الانفجار، وبكل برودة تم تفجير الكهف ما تسبب في استشهاد 32 مدنيا، بعدما تناثرت أشلاؤهم في كل مكان.
ويضيف الأستاذ سليمان قراوي أنه حسب شهود عيان تابعوا المشهد المأساوي من بعيد، ذهب عساكر العدو بعد العملية لركوب شاحناتهم وهم يطلقون الرصاص فرحين بجريمتهم الشنيعة.

وقد كان أول من التحق بمكان الجريمة هم أبناء وزوجة المجاهد لخضر بن مقران، والمجاهد زيرق لقشيشي مسؤول القرية أثناء ثورة التحرير وإخباري القسمة الرابعة الناحية الثانية، إضافة إلى أعضاء اللجنة المحلية لدوار سقانة لجمع أشلاء الشهداء المتناثرة ودفنوها في نفس المكان، حيث كان عددهم 32 شهيدا حسب رواية المجاهد لقشيشي، وقد أظهرت رفاتهم وأعيد دفنها بعد توقيف القتال، وذلك يوم 29 ماي 1962 بمقبرة الشهداء ببلدية سقانة.

وأوضح الأستاذ سليمان قراوي لـ”الشروق” أن ما حدث في كاف “المصياف” يعد جريمة شنيعة ارتكبها الاستعمار الفرنسي منذ 59 سنة في حق خيرة أبناء بريكة، حيث عذب وقتل الأب مع ولديه، كما هي حال الشهيد علاوة بن دريس وولديه، والأب وابنه، مثل حال نقال محمد (حمّة) وابنه خلاف، ومثل حال الأخوين هيمة المولدي وعون، مضيفا أن الذي آلمه، أنه منذ الاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية، لم تقم لهم ذكرى، ولم يشيد معلم خصيصا لهم، مضيفا أنه راسل جميع المعنيين على مدار 15 سنة من أجل وضع معلم تاريخي يخلد تضحيات هؤلاء الشهداء ويكشف جرائم الاستدمار المتمثلة في التعذيب والقتل، لكن طلباته لم تجد من يجسدها ميدانيا، ما جعله يطرق أبواب “الشروق” لدعوة وزير المجاهدين وجميع الهيئات المعنية إلى رد الاعتبار لـ 32 شهيدا وجميع من ضحى من أجل الوطن.

مقالات ذات صلة