رياضة
ضحك وترفيه وصداقة مع اللاعبين

هكذا قاد جمال بلماضي منتخب قطر

الشروق الرياضي
  • 14268
  • 12
ح.م
جمال بلماضي

الوجه العابس والعصبي في كثير من الأحيان، الذي ظهر به المدرب الأربعيني الشاب جمال بلماضي في آخر ندوة صحفية عقدها في سيدي موسى، قبل السفر إلى غامبيا، غريب وغير معتاد، من مدرب كان ينثر الابتسامة أينما حلّ عندما درّب منتخب قطر المسمى العنابي لبضعة شهور.

فقد أسندت إلى جمال بلماضي العارضة الفنية لمنتخب قطر في ربيع 2014 عندما كان المنتخب الجزائري يحضر لمونديال البرازيل مع البوسني خاليلوزيتش، وفاجأ جمال بلماضي عناصر المنتخب القطري في أول تربص لهم، أقيم في نهاية شهر ماي 2014 في إيطاليا، بروحه الخفيفة، وحضّر المنتخب لأول مباراة ودية لعبها العنابي في الثلاثين من شهر ماي 2014 أمام مقدونيا في جو أخوي، إلى درجة أن اقترح فقرة ترفيهية في كل تدريب للمنتخب، كما جعل من لاعبي العنابي أصدقاء له يتجاذب معهم أطراف الحديث بشكل مستمر، بالرغم من مشكلة اللغة التي اشتكت منها حتى الصحافة القطرية التي لم تتردد في إحراج جمال بلماضي على المباشر بمطالبته بتعلم اللغة العربية.

ولم تمر أشهر عديدة حتى حل شهر نوفمبر من سنة 2014، فسافر العنابي إلى المملكة العربية السعودية، وأحدث مفاجأة من العيار الثقيل، وخطف من البلد المنظم كأس الخليج ضمن أكبر إنجازات المنتخب القطري، وإنجازات أيضا جمال بلماضي المدرب، وأثنى الإعلام القطري وتحدث كثيرا عن سر نجاح بلماضي وكيف يحوّل التدريبات القاسية إلى متعة ولعب وضحك، ولكن بمجرد أن فشل العنابي في دورة أمم آسيا التي أقيمت في أستراليا في شهر جانفي من سنة 2015، حتى اتهمت الصحافة القطرية المدرب الجزائري بالعبث في التحضيرات وكيف أخلط بين الجد والهزل، فجاء عمره مع المنتخب القطري قصير جدا، ولم يبلغ سنة واحدة.

عندما حقق جمال بلماضي لقب كأس الخليج، راهن بعض القطريين، على نجاحه وراحوا يسابقون الزمن في أمانيهم وقالوا بأنه المدرب الذي يوصلهم لأول مرة في تاريخهم إلى مونديال 2018 في روسيا، وتمنوا لو يعمّر إلى غاية 2022 عندما تستقبل دولة قطر دورة كأس العالم على أرضها، ولكن بلماضي افتقر إلى أهم عنصر في نجاح منتخب أو فريق لكرة القدم وهو اللاعبون الموهوبون، فكان عمره دون المأمول، فغادر المنتخب القطري وعاد إلى أندية قطر من دون أي تجربة خارج هذا البلد الصغير.

جمال بلماضي، افتقد في مشواره التدريبي سواء مع الأندية أم مع المنتخب القطري، حماس الجماهير، الذي عاشه عندما كان لاعبا في مرسيليا وسليتا فيغو ومانشستر سيتي ومع المنتخب الجزائري، خاصة عندما قاد الخضر في كأس أمم إفريقيا في تونس سنة 2004، فقد تنقل حينها مع الخضر أكثر من عشرين ألف متفرج خاصة في مباراتي مصر في الدور الأول، والمغرب في الدور ربع النهائي في مدينة صفاقس، وهو يعلم بأنه سيجد جمهورا شوفينيا إلى جانبه وقادرا عل الانقلاب عليه، منذ مباراة البينين التي ستجري في ملعب تشاكر بالبليدة.

أولى مباريات جمال بلماضي مع منتخب قطر كانت كلها إيجابية سواء التحضيرية التي لعبها أمام مقدونيا والمغرب، أم الرسمية التي انتهت بالتتويج بكأس الخليج في عرين السعودية وأمام منتخبها القوي، وكل المؤشرات تؤكد أن المنتخب الجزائري مقبل على تقديم مباراة كبيرة في غامبيا، فغالبية اللاعبين في فورمة بدنية رائعة وفورمة معنوية جيدة خاصة الذين مسّهم العقاب في زمن رابح ماجر، إذ توفرت لهم فرصة البرهان أمام منتخب متواضع وقد يهزمونه بنتيجة ثقيلة في وجود رايس مبولحي وسفيان فيغولي وسفير تايدر وكلهم كانوا بعيدين عن قلب المدرب السابق رابح ماجر.

مقالات ذات صلة