الشروق العربي
وكالات سياحية تقدم لهم عروضا فارغة

هكذا يتم الإحتيال على المعتمرين

راضية حجاب
  • 4266
  • 5
ح.م

يصطدم الكثير من المعتمرين الجزائريين حينما يهمون بأداء المناسك والوصول إلى البقاع المقدسة بواقع مغاير لما تم الاتفاق معهم مسبقا مع بعض الوكالات المكلفة بالتحضير لرحلة العمر، الأمر الذي يضعهم في حرج كبير من الناحية المادية والفشل في تأمين كافة المتطلبات، خاصة ونقصد هنا أصحاب العمرة “الاقتصادية”.

وفي الموضوع يقول “عمي محمد” 65   سنة: “ظروفي المادية لم تسمح لي بأداء مناسك العمرة خمسة نجوم، وفرحت حينما قرأت إعلانا لدى إحدى الوكالات السياحية بالجزائر العاصمة مفاده أنها تقدم عمرة اقتصادية لا تتجاوز تكلفتها 11 مليون سنتيم، مرفقة بالفطور الصباحي ووجبة العشاء، فقصدتها وأكملت الإجراءات، لأتفاجأ بعد الدفع بالمضيفة تخبرني بأنها أخطأت وأن هذه العمرة لا تقدم أي وجبات، الأمر الذي وضعني في حرج كبير، خاصة وأن عملية الحجز تمت والتسجيل اكتمل، وهنا بدأت رحلة البحث عن قدر إضافي من “الأورو” خاص بتأمين المأكل، ما اضطرني للاستدانة”.

مشكلة الفنادق

ثاني مشكل طرحه المعتمرون لهذا الربيع مشكلة الإقامة، التي تجذب الزبائن بفنادق قريبة من الحرم، بينما هي في الحقيقة بعيدة جدا، وهذا الحال مع سيدة ستينية، قصدت البقاع لأول مرة، أكد لنا ابنها أن الفندق الذي قيل أنه يبعد عن الحرم بـ700 متر، يبعد في الحقيقة كيلومترين ونصف، الأمر الذي فيه مشقة بالنسبة لعجوز مريضة والذي يتطلب مصروفا إضافيا، كاشفا عن ندمه عند التعامل مع الوكالة المعنية والتي صورت لهم أن كل الظروف مواتية لأداء المناسك براحة واطمئنان.

غياب النقل

صرح السيد “ب.فريد” من العاصمة أن الوكالات السياحية كثيرا ما تكذب على زبائنها لتجذبهم، قبل أن يواجهوا مصيرهم بأنفسهم، مستدلا بحالته هو وزوجته حينما اعتمرا قبل ستة أشهر من الآن، بعد أن اتفقا مع الوكالة على أنها ستوفر لهما تذكرتي نقل يوميا، لكنهما تفاجآ بأن العرض كان وهميا واضطرا لتأمين التنقل بنفسيهما هناك بين أماكن المقدسات، حتى حينما أرادا الاعتمار على والديهما المتوفيين، اضطرا لاستئجار سيارة أجرة بمبلغ 60 ريالا سعوديا لتوصلهما إلى مسجد عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها.

غياب المرشدين

اتفق العديد من المعتمرين على ظاهرة اختفاء المرشدين حال الوصول إلى البقاع والتعرف على الغرف واستكمال العمرة في يومها الأول، حيث يختفون تماما ولا يظهرون مجددا إلا يوم العودة لأرض الوطن، ما يضع الكثير من الحجاج لاسيما فئة المسنين الذين لا يحفظون الأدعية والآيات في حرج كبير، وهي المأساة التي تبدأ من مطارنا، حيث يكون المرشد آخر من يصل يوم السفر.

وسجلت الكثير من البعثات بعضا من هذه المشاكل التي يبقى ضحيتها الأولى المعتمرين أنفسهم، الذين حلموا بعمرة مريحة تتماشى مع ميزانيتهم، الأمر الذي يضعهم في حرج أو قد يبقون بدون مصروف إذا مرضوا بعد استهلاك المبلغ الذي اصطحبوه معهم.

مقالات ذات صلة