الجزائر
نقص فادح في مرافق الاستقبال ومرضى يستغيثون

هكذا يموت المصابون بسرطان الرئة في قاعات الإنتظار

كريمة خلاص
  • 2687
  • 5
أرشيف

يعد سرطان الرئة أوّل أنواع السرطان التي تقتل الجزائريين، ويعرف التكفل بالمصابين به اختلالات عديدة، نظرا إلى تعقيدات العمليات الجراحية وقلّة الإمكانيات في كثير من الأحيان، فالجزائر لا تتوفر إلا على خمس مصالح فقط لجراحة الصدر على المستوى الوطني، “مستشفى مصطفى باشا الجامعي وباب الوادي ووهران وقسنطينة وتيزي وزو”، وآخر مصلحة فتحت، كانت مصلحة مستشفى مايو في 2014.
وتفتقد هذه المصلحة التي انتعش نشاطها في المدة الأخيرة، رغم قلّة الوسائل، مصلحة استشفاء قبلية وبعدية، الأمر الذي انعكس سلبا على التكفل الجيد بالوافدين إليها من ولايات عديدة، حيث ينتظر المريض منذ الساعات الباكرة أمام مدخل المصلحة في سيارته، إلى أن تفتح المصلحة أبوابها صباحا قصد الخضوع لجراحة ثقيلة استدعي لأجلها، لكن للأسف، من بين هؤلاء كثير يعودون أدراجهم خائبين.

مرضى يموتون قبل موعد العملية الجراحية

ووفق ما أدلى به مرضى، فإنّه عادة ما يتم استدعاؤهم من قبل إدارة المصلحة لغرض الجراحة، لكن للأسف ليس كل الحالات يتم التكفل بها لأن الإمكانيات لا تسمح.
ويضيف آخرون: “للأسف، بات الأطباء ينتقون المرضى بين الحالات الخطيرة والأخطر منها وبين الحالات العاجلة والقابلة للانتظار تحت تأثير الدواء”.
وفي نحو 80 بالمائة من حالات الجراحة تتعلق بسرطانات.
وتتوفر المصلحة على 10 أسرّة في مصلحة الإنعاش وغرفتي عمليات، علما أنّ المكوث في المصلحة يستغرق نحو 10 أيام. وبما أنّ العمليات معقّدة، وتتطلب أحيانا كثيرة من ساعتين إلى 10 ساعات في العملية الواحدة يتعذر برمجة أكثر من مريضين.

أطباء يعترفون.. نقص المرافق يقتل المرضى في صمت

ويرى كثير من الأطباء أنّه ليس أخلاقيا أن يعاد المرضى القادمون من بعيد أدراجهم دون الجراحة بعد بث الأمل في نفوسهم، رغم أنه كان بالإمكان تفادي كل ذلك الحرج لو وجدت مصلحة استشفاء.
وحسب هؤلاء فإن الأمر يؤلمهم جدا لكن انعدام مصلحة الاستشفاء أمر يفوقهم.
ورغم أنّ آجال الانتظار للمرضى لا يجب أن تتعدى ثلاثة أسابيع من تقرير خضوع المريض للعملية، غير أنّ الحاصل مخالف لذلك تماما بسبب انعدام أسرّة الاستشفاء ما يجعل الأطباء يلجؤون إلى مسكنات فقط. وفي ظل هذا الوضع، هنالك مرضى يفارقون الحياة ويموتون قبل خضوعهم للعملية، وهو ما يفاجأ العاملين والأطباء في المصلحة لدى اتصالهم بمرضاهم.

نقص المرافق يعصف بإجراءات العلاج

ويتطلب تحضير المريض للعملية، كما هو معمول به في مصالح استشفائية أخرى، دخوله مصلحة الاستشفاء قبل الموعد بيوم كامل لاستقرار حالته النفسية والبدنية، فضلا عن التوتر النفسي الكبير الذي يعيشه بسبب تفكيره في إمكانية عودته دون تكفل، نظرا إلى وجود حالات أولى أو أصعب، فيخيب ظنه..
وخلال الأسبوع الفارط، تم برمجة 3 مرضى، اثنان فقط خضعا للجراحة، وهو ما يدخل المرضى في حالة احتقان واشتباك وتلاسن مع الأطباء والإداريين رغم محدودية صلاحيتهم ومسؤولياتهم.

أطباء يطالبون بتحويل هياكل فارغة إلى قاعات علاج

ويحاذي المصلحة الإدارية هيكل ملحق يمكن تحويله إلى مصلحة استشفاء بتجهيز خفيف بأسرّة وعتاد طبي لا يستهلك ميزانية كبيرة في انتظار إنجاز وحدة استشفائية لأمراض الصدر والقلب، المشروع الذي تم الحديث عنه منذ نحو 10 سنوات ولم ينجز إلى غاية الآن، وبذلك تستوعب المصلحة المرضى قبل خضوعهم للعلاج وحتى في حال تأجيل عملياتهم ليوم أو يومين يمكن مكوثهم في المصلحة وإعادة كافة تحليلاتهم.
الهيكل المجاور غير مستغل حاليا وكان مخصصا لمصلحة المسالك البولية قبل نقلها إلى مكان آخر، ووفق ما استقته “الشروق” من معلومات، فإن طلبات تكون قد وجهت إلى إدارة المستشفى في هذا السياق، لكنها لم تؤخذ بعين الاعتبار إلى غاية الآن.

مقالات ذات صلة