هل تكون أفغانستان مقبرة اوباما
اكثر من 80% من افغانستان اصبحت الان تحت اشراف حكومة طالبان ولم يتبق الا بعض المدن التي اصبحت محاصرة تنظر قدرها وصواريخ الطالبان على مواقع عسكر حلف الناتو وقوات الحكومة التي بدات في التسرب من ثكناتها وقائد قوات الناتو يحذر من نقص الامدادات بالجنود والمعدات ويناشد اعضاء الحلف بتدارك الوضع في افغانستان .
-
لم يجد الافغان استخلاص الحرير وحياكته في ابهة ثياب وأجملها على الاطلاق فقط بل أجادوا كذلك قبر أحلام الطامعين ببلادهم وجعلهم عبرة في التاريخ هكذا كان شأنهم مع الانجليز والسوفييت ..ويبدو أن أوباما يريد أن يجرب حظه وحظ أمريكا العاثر على أرض أفغانستان.
الرئيس الافغاني المعين من قبل أمريكا حامد قرضاي يعرف جيدا انه في ورطه وأبدى استعداده أن يضحي بحياته اذا وافق الملا عمر على الحوار معه الا ان موقف حكومة طالبان جاء سريعا بان لاحوار مع حكومة كابول الابعد الانسحاب الصليبي من البلاد.
الرئيس الامريكي المنتخب حديثا باراك اوباما عبر عن موقف الناس في امريكا ورغباتهم بان تنسحب القوات الامريكية من العراق الا انه سقط سقطة قاتلة عندما اعلن عن نيته توجيه قواته الى افغانستان..ويبدو انه سيدخل ورطة أخرى امريكا في غنى عنها ولعلها تكون القاضية لهيبة امريكا ولتوحدها..مناقشة الرئيس الامريكي الجديد غير مجدية اذ انه يريد تسجيل انتصار ما له ولكنه يكون مخطئا على كل المعايير ان هو ظن ان بالامكان القضاء على الشعب الافغاني ومقاومته..الامر الذي يعني انه سيفتح حربا تستنزفه وترهق موازناته.
لقد كان العراق مقبرة جورج دبليو بوش السياسية وهاهو يخرج علينا من حين لاخر يعبر عن حسرته وخطأه وخيبة أمله وعن عدم جدوى ما فعل وان كل مافعله لم يكن له اساس بعد ان تم فضح اكذوبة وجود سلاح دمار شامل بالعراق ، وكانت حرب العراق كذلك سببا كبيرا في اضطراب الوضع الاقتصادي الامريكي وتدمير مؤسسات اقتصادية عملاقة مصرفية وصناعية الى درجة انهيار مؤسسات اعلامية عريقة واعلانها الافلاس في مشهد لم يتكرر من قبل.
فهل تكون افغانستان مقبرة احلام الديمقراطيين والسيد اوباما..اذ لم يعد من المعقول ان يظل الخطاب الامريكي اهوجا ارعنا بعد كل هذه الكوارث التي قد تودي باتحاد الولايات المتحدة..لم يعد منطقيا ان تظل العنجهية الامريكية مسيطرة على الخطاب الامريكي..صحيح اننا سنتاذى من التعنت الامريكي لكنه بلاشك سيعجل في انهيار امبراطورية الشر.