هل أعطى الرئيس تبون الضوء الأخضر للمضي في مشروع مصفاة أوغستا بإيطاليا؟

تضمنت خطة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون للإنعاش الاقتصادي والاجتماعي، ما يشبه الضوء الأخضر للمضي قدما في مشروع مصفاة “أوغوستا” بصقلية الإيطالية، التي استحوذت عليها سوناطراك نهاية عام 2018، بعد أن أمرت خارطة طريق الرئيس الاقتصادية، بوقف كلي لواردات الوقود بحلول الثلاثي الأول من السنة المقبلة.

وفي السياق، ورد في نص بيان مجلس الوزراء المنعقد الأحد الماضي، أوامر من الرئيس عبد المجيد تبون بوقف كلي لواردات الوقود بأنواعه بحلول الثلاثي الأول من السنة المقبلة، في إطار الحد من نزيف العملة الصعبة وترشيد النفقات.

ويفهم من هذا الإجراء أن القدرات الوطنية للتكرير عبر المصافي النفطية، ستكون قادرة على تلبية الطلب الوطني من الوقود (المازوت والبنزين)، الذي يقارب 20 مليون طن سنويا، عبر مصافي كل من العاصمة وسكيكدة وأرزيو وحاسي مسعود وأدرار، خصوصا بعد عودة الإنتاج بمصفاة الجزائر بسيدي رزين، إضافة لمصفاة أوغوستا بإيطاليا، التي تبلغ طاقتها الإنتاجية السنوية 10 ملايين طن من المواد المكررة.

ومن توجيهات خطة الإنعاش الاقتصادي والاجتماعي للرئيس تبون يفهم أن السلطات تعول كذلك على إنتاج مصفاة أوغوستا بصقلية الايطالية ولو جزئيا، علما أنها تخضع حاليا لعمليات إعادة تهيئة وتأهيل وتكييف، من منطلق أن الجزائر وسوناطراك أنفقتا أموالا على هذه المنشأة ومن الصعب التفريط فيها، فضلا عن كون إعادة بيعها أو تفكيكها تعتبر عملية أكثر تعقيدا برأي المراقبين.

وأمام سوناطراك والسلطات حلين بهذه المنشأة لتصبح في حالة نشاط، الأولى وهي مواصلة عمليات تكرير الخام السعودي الذي يتناسب مع المعدات التي تتوفر عليها المصفاة، والذي كانت شركة “إكسون موبيل” الأمريكية، المالكة السابقة للمنشأة، تشتريه من شركة أرامكو السعودية، وهنا ستكون سوناطراك بصدد إجراء عملية تجارية بحتة، وهذا الخيار يتطلب تجسيده أقل وقت، ويمكن أن يكون مصدر دخل إضافي لـ”سوناطراك” باستغلال شبكة التوزيع والزبائن السابقين لـ”أكسون موبيل”.

أما الحل الثاني فيتمثل في تكرير الخام الجزائري الخفيف “صحارى بلند” في هذه المنشأة، لكن العملية تتطلب وقتا ومالا، على اعتبار أن المصفاة تتوفر على تجهيزات صالحة لتكرير خام غير الخام الجزائري ولذلك وجب استبدالها قبل أن تكون متوافقة مع عمليات تكرير النفط الجزائري الخام.