جواهر

هل أنت زوجة أم محققة شرطة؟

نادية شريف
  • 15258
  • 24
ح/م

غيرة المرأة إذا زادت عن حدها أصبحت خيانة زوجها لها هاجسا يلاحقها في اليقظة والمنام فتتعذب وتعذبه معها بأسئلتها الكثيرة التي تنزل .بها على رأسه كلما دخل أو خرج أو اعتنى بمظهره

إن تصرف النساء على هذا النحو ليس خطأ فقط بل حماقة كبرى ترتكبنها لأنهن يفتحن أعين أزواجهن على الملذات الموجودة خارجا وكأن الواحدة منهن تقول لزوجها بطريقة غير مباشرة “أنظر من حولك لترى الكاسيات العاريات…أنظر لترى الفتن…أيعقل أن نفسك لا تأمرك بشيء؟…أيعقل أنك طاهر ونزيه؟” وبإصرارها على أن هناك أمرا ما يحدث من ورائها وبإمطاره يوميا بوابل أو سيل جارف من الأسئلة والتلميحات من شاكلة أين كنت؟ لماذا تأخرت؟ لماذا ستخرج الآن؟ مع من التقيت اليوم؟ لماذا كان هاتفك مشغولا على الساعة كذا؟ ولماذا أغلقته على الساعة كذا؟ تحيل حياته إلى جحيم فيدفعه الغضب إلى الانتقام منها بخيانتها فعلا، وربما لا شعوريا يجد نفسه يبحث عن امرأة تحبه وتدلّله وتسهر على راحته دون أن تشعره بأنها تشتغل لحساب مديرية أمن ما، لأن أسئلة مثل تلك من اختصاص المفتشين والمحققين، فاختاري أيتها المرأة بين أن تكوني زوجة أو محققة شرطة؟

إن الزوجة الذكية هي التي تجعل زوجها يعترف لها بما فعل دون أن تسأل وهي التي تختار كلماتها وتهذب ألفاظها بحيث لا ترفع عليه صوتا ولا تشعره بأنه ليس أهلا للثقة، لأنه بكل بساطة زوجها وحبيبها وينبغي أن تكون له سكنا حتى إذا ما دخل بيته دخل فرحا مسرورا مشتاقا للقائها وليس متأهبا كالمجرم للإجابة على أسئلتها المعتادة والمملة، يكفيها أن تستقبله بالأحضان وبقبلة أو حتى ابتسامة رقيقة صادقة تنسيه تعب اليوم، وثقتها فيه ورغبتها في إسعاده ستجعله حتما يخجل من نفسه إن هو فكر في خيانتها…

سيدتي الكريمة:

إنه زوجك، نصفك الثاني وشريك حياتك وليس شخصا مجهولا أنت في بداية التعرف عليه، فحافظي على زواجك ولا تحطمي سعادة بيتك بالشك القاتل أو الغيرة العمياء.

تفكير مختلف وفهم ناقص

أيتها الزوجة، اعلمي أن تفكير الرجل والمرأة على درجة كبيرة من الاختلاف، لذلك لا تظني بأن زوجك قطعة منك، يفهم ما تفهمين، ويشعر بما تشعرين، ويبحث عما تبحثين، ومعرفتك لهذا تحتم عليك التنازل والتفهم والتعايش بموضوعية، بل تحتم على كليكما الخضوع لمتطلبات الآخر وما يستحقه قدر الإمكان دون الفهم الناقص الذي يستولي على تفكير أزواج كثر فشلوا في إكمال المشوار سويا نظرا لاختلاف التفكير والميول والرغبات وإلا ما يوجد شيء مختلف بين اثنين من نفس الجنس فما بالك بين جنسين مختلفين، يكمل كل منهما الآخر، ويسد ثغراته ويخفي عيوبه ونقائصه لأن الله خلق وفرق وإليك بعض الأمثلة التوضيحية:

ـ عندما تسألين زوجك أين كنت؟ لماذا تأخرت؟ وما إلى ذلك من الأسئلة الروتينية قد تكون نيتك صافية وما تصرفك بهذا النحو إلا بدافع الغيرة أو الخوف من فقدانه، أو الخوف من أن يكون مكروها قد أصابه أما هو فيعتبر الأمر نقصا في الثقة أو انعداما تاما لها أو محاولة منك لفرض سيطرتك عليه لتحديد خطواته بالثانية وهنا تبدأ المشاكل بينكما، فلا هو يستطيع أن يجيبك على جميع أسئلتك ولا أنت تستطيعين كبت فضولك، وكنتيجة حتمية لهذا يتسلل الشك اللعين إلى عشكما الزوجي، وقد تتحطم علاقتكما لسوء تفاهم بسيط كان بإمكانكما تداركه بالمفاهمة والمصارحة والتنازل.

ـ عندما يعتني زوجك بمظهره ويبذل قصارى جهده ليبدو أنيقا قد تفهمين الأمر على أنه محاولة منه  لإغراء امرأة أخرى أما هو فقد يتعمد ذلك إما لظروف عمله ومكانته أو ربما لإثارتك أنت، ففي الواقع عينات كثيرة لأزواج ينافسون زوجاتهم في التأنق والنظافة وهذا شيء إيجابي وممتاز عليك تشجيعه لا التذكر منه فالنفس بطبيعتها تحب الجمال وتنفر من القبح.

ـ عندما تتزينين وتتجملين يكون في نيتك أن تظهري لزوجك أنك مازلت جذابة وأن عليه الالتفات إليك قليلا ومدحك أما هو فيهم ذلك أنك فعلت ذلك لإثارته ودفعه للمعاشرة.

مقالات ذات صلة