رياضة
أطراف تدافع عن أندية وتتجاهل أخرى

هل التحكيم ضحية أم مساهم في مأساة البطولة الوطنية؟!

صالح سعودي
  • 290
  • 0
أرشيف

لا يزال ملف التحكيم ينصع الحدث هذه الأيام في بطولة القسم الأول، وهذا بعد الانتقادات الحادة الموجهة له من طرف رؤساء أندية ومسيرين وعددي المتتبعين، خاصة بعد الأخطاء المؤثرة التي ارتكبها في عدة مباريات وتسببت في قلب موازين النتائج الفنية لمصلحة فرق على حساب أخرى، لكن الملاحظ بحسب بعض المتتبعين هو وجود ازدواجية الخطاب، من خلال دفاع أطراف على أندية معينة وتجاهل فرق أخرى.
أصبح ملف التحكيم يسيل الكثير من الحبر هذه الأيام، وهذا بسبب الجدل الذي صنعه العديد من حاملي التبان الأصفر والأسود في عدة مباريات أصبحت محل نقاش الجماهير والمحليين في الاستوديوهات التحليلية، على غرار ما حدث في مباراة نادي بارادو أمام شبيبة القبائل، حين خرج مسيرون الشبيبة عن صمتهم وحملوا التحكيم مسؤولية خسارة أبناء جرجرة بقرارات مؤثرة على النتيجة النهائية، مثلما ذهب إليه رئيس الفريق ياريشان والمناجير بلقايد، والكلام نفسه ينطبق على مباريات بعضها نالت حقها من الإسهاب في التحليل والتشريح، وأخرى مرت مرور الكرام لأسباب أثارت الكثير من التساؤلات، وهو الأمر الذي جعل بعض الأطراف تتساءل عن أسباب وخلفيات ازدواجية الخطاب والكيل بمكيلين في بعض التحاليل المقدمة، بحكم أن فرقا مثل شبيبة القبائل ومولودية الجزائر أخذت حقها من التحليل والتشريح على أنها مظلومة تحكيميا، في الوقت الذي تم تجاهل أندية أخرى رغم التصريحات العديدة لمسيريها من تأثيرات وظلم التحكيم، على غرار ما ذهب إليه القائمون على اتحاد بسكرة في عدة مناسبات، آخرها خلال المباراة المنصرمة في ملعب العالية أمام الرائد شباب بلوزداد، حين أعلن الحكم عن ركلة جزاء أجمع أبناء الزيبان على عدم شرعيتها ووصفوها بالخيالية، لكن من الناحية التحليلية والإعلامية لم تأخذ بحسبهم حقها من المتابعة، ونفس الكلام يقال على مباريات أخرى كان فيها التحكيم طرفا مؤثرا وسلبيا، وهو الأمر الذي يتطلب بحسبهم ضرورة التحلي بالعدل في تشريح مثل هذه الحالات لتفادي التفرقة بين الأندية، وعدم الانحياز لفرق على حساب أخرى.
وبعيدا عن واقع التحكيم في بطولة القسم الأول الذي لا يزال يثير الكثير من الجدل خلال الجولات المتبقية من عمر البطولة، وهذا رغم الإمكانات المسخرة وحضور كاميرات التلفزيون، إلا أن المتاعب الحقيقية للتحكيم توجد في الأقسام السفلى التي تجرى بعيدا عن الأضواء، آخرها تداول فيديو يتعلق بمباراة بني ولبان التي سجل فيها هدف بتوقيع من مناصر دخل أرضية الميدان خلال تنفيذ كرة ثابتة، ما أرغم الحكم على احتسابه تحت الضغط وغياب الشروط الأمنية لإجراء مباراة في كرة القدم، وهو الأمر الذي يعيد إلى الواجهة حالات مماثلة حدثت حتى في حظيرة الكبار، على غرار ما وقع للحكم الدولي السابق سليم أوساسي في ملعب عين مليلة بين الجمعية المحلية ومولودية الجزائر، حين أعلن عن ركلة جزاء ثم تراجع عنها تحت الضغط والتهديد، وهو ما يؤكد أن سلك التحكيم بقدر ما هو في حاجة إلى مراقبة وتعامل بحزم وفق ما تقوم به لجنة التحكيم بقيادة حيمودي فهو أيضا بحاجة إلى حماية أمنية من جهة وحماية أيضا من الضغوط المباشرة وغير المباشرة، في ظل طغيان مختلف أشكال الإغراءات التي يمارسها بعض المسيرين والوسطاء الذين كرسوا خلال السنوات الأخيرة منطق بيع وشراء المباريات على المكشوف والناس “تسمع وتشوف”.

مقالات ذات صلة