جواهر
الحامدات قليلات

هل المتزوجات أسعد أم العازبات؟!

نادية شريف
  • 9592
  • 32
ح.م

يفوتها قطار الزواج فتدخل في كهف مظلم وتعيش أتعس سنوات حياتها، تنظر بعين الحقد لقريناتها وتندب حظها العاثر الذي تركها تعانق وسادة الألم كل ليلة، وما تلبث أن تتزوج حتى تبدأ فصلا آخر من التذمر والشكوى.. فصلا فيه تعداد لمساوئ الشريك وسلبياته وتغير حالها من الراحة للتعب، أما إن أنجبت فحدث ولا حرج عن يومياتها التي تقضيها في اللعن واللطم وكأن هذه المخلوقة لا يعجبها العجب ولا الصيام في رجب..

وإن جئنا للتساؤل أي النساء أسعد المتزوجات أم العازبات نجد الحامدات منهن قليلات، فتصالح المرأة مع ذاتها والرضا عن وضعها ينبع من إيمان قوي بالرسالة التي تحملها بين جنبيها، حسب سليمة التي ترى بأن كل مؤمنة سعيدة بما كتبه الله لها وراضية بما قدره عليها، وإن سخطت فلها السخط..

هذا وتقول آسيا أن المتزوجة تكون سعيدة إن كان زوجها رائعا ومتفهما وفيه من الصفات ما يجعلها تبتسم طوال اليوم حبا ورضا، أما العازبة وخاصة تلك التي وصلت إلى سن حرج فلا أعتقد بأنها تشعر بشيء من الفرح لأن هناك شيئا ناقصا في حياتها، حتى إن تظاهرت بالعكس، ثم إن الأطفال هم زينة الحياة الدنيا ولا أظن أن امرأة قد تسعد بلا أمومة..

من جهتها تؤكد سهيلة أنها العازبة الوحيدة بين صديقاتها المتزوجات، وأنها في كل مرة تشتاق للبس الثوب الأبيض أو تحن للحظة رومانسية أو تقنط من تأخر نصيبها إلا وتقوم إحدى المقربات منها بقطع شهيتها للزواج والإنجاب بسرد مشاكلها الشخصية سواء مع الزوج أو عائلته أو تعب الأطفال، وعليه تبعد فكرة الزواج عن رأسها وتحمد خالقها أنها تنام هانئة البال، لا زوج يحسب حركاتها وسكناتها ولا حماة تنغص حياتها ولا واجبات ومسؤوليات تنتظرها!!

وعن تجربتها تقول نبيلة أنها حين تزوجت عرفت قيمة النعمة التي كانت تعيشها في أحضان والدتها.. كانت تجد الأكل جاهزا والقهوة تأتيها لفراشها وتنام لمنتصف النهار، أما حين ارتبطت أصبحت كالخادمة تنهض باكرا وتقضي يومها في الأشغال المنزلية لإرضاء رجل لا يرضى فطلبت الطلاق وعادت لنعيمها المهجور على حد تعبيرها..

ومهما اختلفت الآراء وتعددت وجهات النظر، تبقى التجارب الشخصية هي الفيصل، ولا أبلغ في هذا المقام من قول الفيلسوف أرسطو: ” بالنسبة للزواج أو للعزوبية، دعوا الإنسان يقرر الطريقة التي سوف يندم عليها.”

مقالات ذات صلة