رياضة
الجزائريون يطرحون سؤالا ويختلفون في الإجابة

هل بلغ المنتخب الجزائري في عهد بلماضي درجة العالمية؟

الشروق الرياضي
  • 3980
  • 10
ح.م

بلغ الغرور ببعض الشوفينيين من عشاق الخضر أن بدؤوا من الآن في الحلم، بمشوار مونديالي في كأس العالم في قطر في أواخر 2022 خرافي، يصل فيه رفقاء رياض محرز إلى ما بعد الدور ربع النهائي، بل هناك من صار يراهن على أن يكون المنتخب الجزائري، الأول في القارة الإفريقية وفي العالم العربي، من سينافس على كأس العالم وربما التتويج به، وهي مبالغة تجاوزت حدود الأحلام، مبنية على ما حققه رفقاء رايس مبولحي في الأشهر الأخيرة من انتصارات يراها البعض إعجازية ويراها آخرون عادية لمنتخب إفريقي حقق ما حققته الكثير من المنتخبات الإفريقية وربما دونها على مدار عقود.

عندما نتذكر المنتخب المصري الذهبي الذي فاز بكأس أمم إفريقيا في ثلاث دورات متتالية بالأداء والنتيجة في بلدان مختلفة بين مصر وغانا وأنغولا في سنوات 2006 و2008 و2010 في عهد المدرب حسن شحانة ومجموعة من اللاعبين بقيادة الحارس عصام الحضري ووائل جمعة ومحمد بركات وأحمد حسن، وكان يفوز بالثقيل وأحيانا بسهولة أمام رفقاء دروغبا وإيتو، كما فاز على بطل العالم منتخب إيطاليا بالنتيجة والأداء، وقاوم في مباراة تاريخية منتخب البرازيل وخسر أمامه بخطإ تحكيمي برباعية مقابل ثلاثة، عندما نتذكر هذا المنتخب المصري الذي لم يتمكن من التأهل لكأس العالم، ندرك أن ما حققه المنتخب الجزائري إلى حد الآن من نتائج هو أمر عادي لا علاقة له بالإعجاز والخرافية التي رفعت سقف الأحلام إلى المبالغة والغرور.

فالمنتخب الجزائري لم يسيطر على منافسيه الأقوياء في كأس أمم إفريقيا كما يظن البعض، حيث فاز من ركلات الحظ أمام كوت ديفوار وفاز من كرة ثابتة في آخر دقيقة أمام نيجيريا وفي المباراتين اللتين لعبهما أمام السينغال فاز بهدف نظيف، ولم يكن الأحسن فيهما، ولم يواجه منتخبات شمال القارة تونس والمغرب ومصر، كما أن الفوز الساحق أمام كولومبيا بثلاثية تحقق في ظروف لم يلعب فيها الكولومبيون بنجميهم الأوليين فالكاو ورودريغيز، وجرت المباراة أمام 50 ألف مناصر جزائري مغترب وحماسي، ولا يمكن اعتبارها مقياسا لمعرفة مقدرة الخضر على تحقيق نتائج كبيرة، وحتى الفوز أمام بوتسوانا مع منتخب لم يحقق الانتصار منذ أربع سنوات هو تحصيل حاصل في تصفيات فاز خارج الديار فيها وبنتائج كبيرة، كل كبار القارة مثل المغرب وتونس ونيجيريا والسينغال وكوت ديفوار وعلى منافسين أقوى من بوتسوانا، وهذا ما جعل الذين يستصغرون نتائج أشبال بلماضي أو الذين يعتبرونها عادية يطالبون بوضع الأقدام على الأرض لتفادي صدمة عنيفة قد تكون في تصفيات المونديال، فعمر المنتخب الجزائري في عهد بلماضي قصير جدا، ولا يمكن أن تنتقل من الخسارة على أرضك أمام الرأس الأخضر، إلى الإبهار في كأس العالم في رمشة عين، كما أن الخضر لم يتعرفوا بعد على منافسيهم في تصفيات المونديال، ولم يتأهلوا، والبعض بدأ بالحلم بالفوز بكأس العالم.

الحالمون أيضا لهم ما يبررون به سقف أحلامهم المرتفع، فهم يشاهدون تراجع أداء المنتخبات الكبيرة في العالم خاصة في جنوب القارة الأمريكية، فغالبية اللاعبين صاروا يضعون منتخبات بلادهم في الدرجة الثانية بعد أنديتهم، ولا يلعبون بالروح القتالية والتركيز الذي يلعب به أشبال بلماضي، بالرغم من أن المنتخب الحالي للخضر قد يفقد في مونديال قطر، بعض لاعبيه بسبب السن ومنهم عدلان قديورة ورايس مبولحي وهما الأحسن حاليا، وستتجاوز سن محرز وماندي وبلعمري وفيغولي وبونجاح وبلايلي الثلاثين، إلا أنهم يراهنون على لاعبين آخرين موجودين في أوربا قد يلتحقون بكتيبة بلماضي، بعد الضجة الإعلامية والسياسية الكبيرة التي تثار حاليا حول نجم ريال مدريد كريم بن زيمة، كما أن المنتخب الفرنسي بطل العالم يتواجد حاليا في أحسن أحواله في تاريخ الديكة، وهو لا يحتاج إلى لاعبين من أصول جزائرية برزوا في الفترة الأخيرة في صورة حسام عوار وياسين عدلي وآخرين من يُطبخون على نار هادئة.

المنتخب الجزائري سيركن إلى الراحة الدولية إلى غاية شهر مارس من السنة القادمة، وهي فترة طويلة، قادرة على تغيير الكثير من الأمور نحو الإيجاب أو السلب، ليس بالنسبة إلى المنتخب الجزائري وعطاء لاعبيه فقط، وإنما بالنسبة إلى بقية المنتخبات، فإذا كان أداء الأندية معروفا باستقراره، لأنهم يعملون مع بعضهم كل يوم، فإن أحوال المنتخبات في العالم تتغير، وليس بالضرورة من يفوز بكأس العالم أو كأس أوربا من يسيطر على المنافسة، والخضر لن تختلف حالهم عن منتخبات العالم.
ب.ع

مقالات ذات صلة