رياضة
الانتشار الأخير للظاهرة أرغم هيئة زطشي على التدخل بلسان التهديد

هل تحولت الإضرابات والاستعانة بالرديف إلى آلية لترتيب المباريات؟!

صالح سعودي
  • 810
  • 3
أرشيف
خير الدين زطشي

دق الكثير من المتتبعين لشؤون الكرة الجزائرية ناقوس الخطر، بعد الانتشار اللافت لظاهرة اللجوء إلى لاعبي الفريق الرديف في المباريات الرسمية، بسبب لجوء لاعبيها إلى خيار الإضرابات احتجاجا على التأخر في تسوية المستحقات، على غرار ما حدث في بعض مباريات الرباطة الثانية، وإضراب لاعبين عن التدريبات في أندية تنشط ضمن حظيرة الكبار، ما يطرح الكثير من التساؤلات حول مستقبل النزاهة في بطولة عشش فيها منطق “الشكارة” وترتيب المباريات على مرور السنوات الماضية.

أرغم رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم خير الدين زطشي على التدخل من أجل وضع حد لظاهرة الإضرابات التي يشنها اللاعبون في الكثير من الأندية الناشطة في الرابطة الأولى والثانية، بدليل أن “الفاف” أصدرت بيانا تهدد بمعاقبة كل لاعب يلجأ إلى الإضراب أو يغيب عن مباريات فريقه الرسمية دون مبرر. وإذا كان هذا التدخل أمرا إيجابيا حسب البعض، مادامت الجهة الوصية والمخولة لفرض منطق الانضباط ووضع الصورة لدى الجميع، إلا أن البعض الآخر لم يخف تخوفه من مثل هذه التصرفات التي وصفها الكثير بالسلبية، خصوصا أن ظاهرة الإضرابات التي عرفتها عديد الأندية الناشطة في الرابطة الأولى والثانية قد صنعت الحدث خلال الأسبوعين الأخيرين، على غرار ما حدث لجمعية عين مليلة التي أضرب لاعبوها عن التدريبات وهددوا بعدم التنقل إلى الساورة، كما جددوا التهديد قبل أيام عن مباراة الكأس التي لعبت الخميس المنصرم أمام أهلي البرج، وبدورهم، فإن لاعبي أهلي البرج هددوا بإضراب لذات السبب، ما حتم على إدارة النادي التدخل لإقناعهم في آخر لحظة بتفادي هذا الخيار.

وفي السياق ذاته، فقد سار لاعبون في أندية أخرى على نفس الخطى لكن بطريقة أخطر، وهو ما وقفنا عليه في الرابطة الثانية، حين تنقل الرائد أولمبي المدية إلى بجاية بلاعبين أغلبهم من الشبان والفريق الرديف، ما تسبب في خسارته أمام “الموب”. وفي سيناريو مماثل، واجهت جمعية وهران خلال الجولة الماضية شبيبة بجاية بالفريق الرديف، ما تسبب في خسارة لازمو في عقر الديار بطريقة تثير الكثير من علامات الاستفهام، ما جعل البعض يذهب إلى القول بأن ظاهرة الإضرابات والمزايدات وكذا اللجوء إلى الفريق الرديف أصبحت آلية من آليات ترتيب المباريات بطريقة غير مباشرة، خاصة أن قطبي بجاية كانا في حاجة ماسة إلى النقاط الثلاث للابتعاد تدريجيا من منطقة الخطر، وهو الأمر الذي تسبب في توجيه انتقادات حادة لأسرة أولمبي المدية وجمعية وهران على التوالي. ودائما مع الإضرابات، فقد وجدت إدارة اتحاد عنابة صعوبات كبيرة لإقناع لاعبيها بالتنقل إلى بلعباس، خلال مباراة الكأس التي جرت يوم الخميس المنصرم، ما يعكس المشاكل المالية التي يعاني منها أبناء بونة على غرار عديد الأندية، ولو أن ظاهرة الإضرابات والمزايدات أصبح لها تأثير على سمعة الأندية وأخلاقيات المنافسة على الخصوص.

والواضح في نظر الكثير من المتتبعين، أن الأندية مطالبة بإيجاد الحلول التي تضمن الانضباط في أنديتها، من خلال إرغام اللاعبين على تفادي مثل هذه الإضرابات، خاصة في المباريات الرسمية، وهو ما ذهب إليه مدرب اتحاد الحراش سليماني الذي وصف خرجات اللاعبين في بعض الأندية بغير المبررة، خاصة أن لديهم حسب قوله عقودا تحمي حقوقهم، ما يتطلب منهم التفكير والتركيز على أداء واجبهم في التدريبات والمباريات الرسمية، في الوقت الذي شددت “الفاف” من لجهتها، مهددة بعقوبات في حال إضراب اللاعبين في الرابطة الأولى والثانية. يحدث هذا في عز مرحلة العودة المعروفة بممارساتها الخفية والمكشوفة، على وقع منطق الشكارة وترتيب المباريات، بعضها على المكشوف والناس تسمع وتشوف.

مقالات ذات صلة