-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هل تغيّر شيء بعد العدوان على غزة؟

الشروق أونلاين
  • 3037
  • 0
هل تغيّر شيء بعد العدوان على غزة؟

لطالما طرح سؤال الوحدة العربية نفسه على مدى عشرات السنين الماضية، ولطالما بقيت الإجابة على هذا السؤال القلق مستعصية، تماما مثلما يستعصي المرض العضال على طواقم الأطباء والمسعفين..

  • وبعد كلّ التضحيات التي قدّمها العرب فرادى ومجتمعين من أجل تلك الوحدة المنشودة، لم يحقّقوا على هذا الصعيد سوى السّراب الذي يحسبه الظمآن ماء..، وكاد السؤال يذهب سدى ومعه كلّ محاولات إعمال الفكر، وبذل الجهد لتوحيد العرب تحت خيمة واحدة. والطريف في موضوع الوحدة العربية، هو أنّ العرب تحوّلوا بعد عشريات من النضال الوحدويّ، إلى كيان لا يشعر بفقدانه لخاصية هذا “الضمير الجمعي”، المؤجل إلى إشعار آخر، إلاّ تحت سياط الصدمات والأزمات والكدمات والعواصف، ولعلّ الذي حدث لغزة ليس عنّا ببعيد، يوم حاولنا لملمة الشّمل، فاستعصى “الخرق على الراقع”، وانقسم العرب إلى فسطاطين، إن لم نقل أكثر، والأدهى من ذلك، أن الأزمة انتهت بحمد اللّه، رغم أنّ التضحيات كانت جسيمة من أرواح الفلسطينيين، وأملاكهم، وأمنهم..، ومع ذلك لم يفكّر العرب بعد أكثر من شهر على انتهاء العدوان، في إعادة بناء اللّحمة، ولم تكشف الأنظمة السياسية العربية عن أية بادرة لرأب التّصدعات، أو حتى التفكير، مجرد التفكير، في كيفية مواجهة تحديات المستقبل..، وكأنّه صدق في العرب ما كان يقال فيهم على مرّ الزمان “العرب لا يقرأون ، وإذا قرأوا لا يفهمون..، وإذا فهموا لا يتحرّكون..”.
  • نحن نعدّ أكثر من شهر على العدوان، وأطلال غزة ماتزال شاهدة على الهمجية الصهيونية، ومع ذلك لم يتعلّم العرب من الدروس القاسية، مثلما فاتهم قبل ذلك أن يتعلّموا من عشرات الدروس والهزّات التي عصفت بهم، فلا وحدتهم تحقّقت، ولا هم يحزنون.. أليس هذا الأمر مصيبة المصائب؟
  • ومع ذلك كلّه، ومع الدروس التي نتلقاها من العدو قبل الصديق، لم تتحرك للعرب شعرة في مفرق، ولم يبرحوا سبل الشقاق والفرقة التي باعدت بينهم، ما سهّل على العدو الاستفادة من حالة التشرذم تلك، فأثخن جراحاتهم، وقطّع أوصال جسدهم الواحد، و”الّلي قالتلهم ارقدوا من طرف” مثلما يقال في العامية الجزائرية، أنّ الشعوب العربية التي وقفت مصدومة من موقف الأنظمة العربية في مواجهة العدوان الإسرائيلي، تقف اليوم على أحرّ من الجمر لترى عملية إعادة إعمار غزة، وهي العملية التي يبدو وأنها لاتهمّ الأنظمة مثلما لم تهتمّ للعدوان، والمفروض أن تسارع لإعادة المشرّدين من الفلسطينيين إلى بيوت تحفظ لهم الكرامة.. أليس هذا أقلّ ما يمكن أن نفعله مادمنا أمة واحدة؟                   
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!