الشروق العربي
في غياب قانون رادع لمحارية الجريمة:

هل تفعيل الإعدام هو الحل؟

صالح عزوز
  • 734
  • 8
ح.م

 أصبح مطلب الإعدام على لسان كل الناس، وهذا لعدة اعتبارات ومعطيات في المجتمع، آخرها الطفلة شيماء، التي اغتصبت وأحرقت، بطريقة لا تحدث إلا في أفلام الرعب، لكنها للأسف حدثت بالقرب منا، ويعرفها الكثير من الناس، كانت ضحيتها هذه البنت التي لم تنه العقد الثاني من عمرها، لهذا السبب ولأحداث سبقتها، تعالت أصوات المنددين بهذه الأعمال الوحشية التي انتشرت في المجتمع بشكل رهيب، في غياب رادع قانوني، يمكن أن يكون عبرة لمن تسول له نفسه، للقيام بهذه الاعتداءات الوحشية، وطلب ضرورة تفعيل الإعدام للقصاص من هؤلاء المجرمين.

 إن خوف الكثير من الناس اليوم، على مصير أولادهم أو بناتهم أو حتى أنفسهم، لم يأت من العدم، لأن الجريمة في مجتمعنا اليوم استفحلت بطريقة لافتة للانتباه، وأصبحت ضمن الحياة اليومية للأفراد، تحدث في كل وقت، وفي كل مكان، على مرأى من الناس في غياب الأمن، وأصبح العديد من الأفراد، ليسوا في مأمن حتى وهم في أحيائهم أو بيوتهم، فالكثير من الاعتداءات حصلت في الأحياء وبالقرب من بيوت أهلها، فيد الإجرام أصبحت طويلة إن صح القول، وتهدد الأفراد حتى وهم في عقر ديارهم.

الغريب، أن ردع مثل هذه الجرائم والاعتداءات الوحشية يقابله عقاب ليس في مستواها، بل وفي الكثير من الأحيان بقي الكثير منها دون عقاب، وحتى وإن عوقب أفرادها لا تكون كافية مقارنة بالفعل الإجرامي الذي مورس من طرفهم، ووصلت اليوم الحال ودرجة الغل والحقد، إلى الحرق والتنكيل بالأشخاص ورميهم في القمامة كما ترمى الفضلات.

المتفق عليه في المجتمع اليوم، أنه نتيجة لهذه العقوبات المخففة، التي تصل في بعض الأحيان إلى تجاوز العقاب رغم ثبوت أركان الجريمة، أن بقي المجرم مجرما حتى ولو استفاد من قانون العفو الذي أصبح اليوم، منحة لكل مجرم يستفيد منها بعد كل عمل إجرامي يقوم به، حتى ولو كان بسيطا.. وهذا ما خلق عند العديد منهم المجاهرة بالفعل الإجرامي أمام الملإ. وهذا ما نحضره في العديد من المرات، وكأن القانون أصبح يحميهم بدلا من معاقبتهم، لهذا أصبحت عندهم الشجاعة للتعدي والضرب والقتل دون تردد.

يبقى القصاص والإعدام لمثل هؤلاء المجرمين على رأي الكثير من الناس، الحل الأمثل، ليكونوا عبرة لمن تسول له نفسه للاعتداء على الأفراد والجماعات، غير أنه وللأسف، يصعب تطبيق هذا الإجراء، لعدة اعتبارات أخرى، وهو ما حال دون الوصول إلى تفعيله، والعمل به، على الأقل في ما يخص الجرائم التي تعدت الطبيعة إلى أعمال لا تحدث إلى في الأفلام لبشاعتها، تتجاوز الإحساس البشري، حتى بالحديث فيها، فما بالك بمن يقوم بها، من طرف هؤلاء الحثالة من البشر، ووصلت الحال بالعديد منهم، إلى التشويه والتنكيل وفوق هذا الحرق، وهي من الأمور التي تعجل بضرورة النظر في تفعيل قانون الإعدام والقصاص منهم، بدل توجه الأفراد إلى الانتقام وتصبح هناك فوضى، على حد تعبير الكثير من الناس اليوم.

مقالات ذات صلة
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!