جواهر
فيما تحتار الكثيرات بين الوحدة أو مشاطرة رجل واحد

هل تقبلين أن تكوني زوجة ثانية؟

نادية شريف
  • 43357
  • 97
ح.م

لاشك أنكن يا معشر الشابات والفتيات تحلمن بارتداء الفستان الأبيض وتتقن لتطليق العزوبية للارتماء في حضن فارس الأحلام الذي تنتظرنه ولو بدون حصانه الأبيض..

ومع مرور الوقت تبدأ الشروط التقليدية تسقط واحدا تلو الآخر لدرجة أن الواحدة منا إذا ما شارفت على عتبة العنوسة قد ترضى بأي رجل، ولن تمانع إن كان مجرد ذكر، وهذا حال الكثيرات، لكن هناك فئة لا تستسلم للوحش الضاري وتحاول إدراك نفسها بأي ثمن ولو على حساب تعاسة أخرى قد لا ترضى بمقاسمة رجل حياتها مع أنثى أخرى قد تغدر بها وتحرمها منه إن كانت أكثر أنوثة أو حتى أكثر دهاء، فاللعبة قاسية والقرار صعب والغنيمة مشتركة والخسائر كارثية من الطرفين، إلا إذا كان الرجل حكيما واستطاع التوفيق بين الأنثيين والعدل بما قدره الشرع، ولهذا ارتأينا جس نبض بنات حواء حول ما إذا كن يفضّلن الاشتراك في نفس الرجل، بمعنى آخر، إن كن يقبلن بأن يكنّ زوجة ثانية.

 بالرغم من أن أسرنا تضم بين جنباتها الكثير من الأسر النواة متعددة الزوجات، وبالرغم من أن هذه حقيقة متجذرة في مجتمعنا، إلا أن المجتمع اليوم تبدل والذهنيات تغيرت وصارت أكثر تسلطا وأكثر استقلالية لدرجة أن الكثيرات يرفضن تقاسم أزواجهن مع أخريات، ولو تحت ضالة العدل، من باب أن الزوج من حق زوجة واحدة فقط لا أكثر، وبالرغم من قانون الأسرة الجديد الذي نحن اليوم خاضعون له، وبالرغم من ارتفاع درجة الوعي عند الإناث لاسيما المتعلمات، وحرصهن على إبقاء أزواجهن داخل أقفاصهن الذهبية، غير أننا نحصي الكثير من حالات تعدد الزيجات، سواء برضا الزوجة الأولى أو بعدم موافقتها، وهذا بسبب أزمة الزواج الخانقة التي أثقلت كاهل الأسر الجزائرية وجعلتها شبه عاجزة، بالنظر لارتفاع نسبة وفيات الذكور خلال العشرية السوداء، وتفاقم ميلاد الإناث. أسئلة كثيرة راودتنا وأجوبة أكثر كنا في أمس الحاجة إليها، فهذا الموضوع أكثر من حساس وشائك، والأكيد لابد من جس نبض الأوانس وحتى العوانس في هذا الموضوع.

 نعم.. أقبل أن أكون زوجة ثانية مادام الأمر لا يغضب ربي

 عيناتنا كانت كثيرة وآراءهن كانت متباينة ومتفاوتة من حالة إلى أخرى، كل حسب معتقداتها ومسلماتها ونظرتها للحياة، والبداية كانت مع ربيعة، شابة في ربيعها الثالث والأربعين، موظفة بإحدى بلديات العاصمة والتي تقول في الموضوع: “حقيقة، السؤال محرج، في البداية أنا امرأة، والمرأة أنانية جدا، خاصة إذا ما تعلق الأمر بشيء تمتلكه، فأي امرأة ترفض مشاطرة رجل حياتها مع إنسانة أخرى، ولكن ما باليد حيلة، فالزواج اليوم قلّ كما تعلمون والفرص تضاءلت، وتعدد الزوجات أمر مشروع بالكتاب والسنة، وأنا صراحة لن أفوت فرصة كهذه إن أتتني، فنصف حياة كاملة أحسن من لا حياة”، وتوافقها في الرأي نورة 25 سنة، طالبة دراسات عليا بجامعة الجزائر 3: “الزواج في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة بات ضربا من الأحلام، نادرا ما نتمكن من تحقيقه، وأنا شخصيا لن أمانع إذا ما كنت زوجة ثانية، سأقبل حتما بالموضوع عن أن أحمل لقب عانس طوال حياتي، هذا من جهة، ومن جهة أخرى سأرضى بأي شيء لا يغضب الله، الزواج نعمة وإن أتيحت لي الفرصة ولو مع رجل متزوج سأقبل على الفور.. فهو نعمة تأتينا في صور متعددة”.

 سأقبل بمناصفة رجل ما مع أي امرأة عن أن أبقى عانسا

 من جانبها، صرحت نعيمة 27 سنة أنها لن ترفض: “الزواج من رجل سبق له الزواج مع أخرى وهي لاتزال في حياته، فالدنيا مكاتيب وإن كتب لي الزواج من رجل متزوج سأفعل، طالما أنني لن أخالف أمر ربي سبحانه وتعالى، فالزواج نصف الدين، وأنا لن أتردد في إكمال ديني”.

خليدة، امرأة لديها كل مقومات المرأة الناضجة، فاتنة لدرجة الشك، ومع هذا لم تظفر بزوج، تقول أن الأمر برمته: “بسبب العين بقيت هكذا، كنت مأخوذة بجمالي إلى درجة أنني كنت أتفنن في إذلال خطّابي، كل وعيبه ،كما لو أنني أنا الكاملة، سني اليوم تخطى الـ33 بقليل، وصدقوني سأقبل بمناصفة رجل ما مع أي امرأة عن أن أبقى عانسا ألملم ملاءتي كل ليلة لأحتمي بها من برودة الوحدة”.

 ما الفرق بين أولى وثانية طالما أنني سأحصل على لقب زوجة؟

استمرينا في بحثنا عن آراء الجنس اللطيف فيما يتعلق بهذا الموضوع الكبير كبر آمالنا في تكوين أسر، وعيناتنا كانت عشوائية، وهذه المرة تقربنا من بعض زائرات المعرض الدولي للسيارات الذي احتضنته أروقة قصر المعارض، اقتربنا من ثلاث فتيات افترشن العشب غير بعيد عن البوابة الرئيسية، يظهر عليهن من ملامحهن أنهن  جامعيات، اقتربنا منهن وسألناهن، فقالت إحداهن وتدعى نسيمة: “عمري حاليا 22 سنة، لدي صديق نتبادل مشاعر نبيلة جدا، أحبه بجنون وهو بدوره يحبني، ولكن لن نتمكن من الارتباط رسميا في الوقت الراهن، كونه يصغرني في السن، وصراحة أنا لا أعول على هذا الموضوع كثيرا، فحبيبي ليس ناضجا بما فيه الكفاية، ولهذا لن أمانع في الارتباط برجل مرتبط في الأصل، طالما أنني لن أعنّس”، وتتقاسم رأيها هذا وجليستها حنان 23 سنة، إذ تقول: “الأمر ليس بهذا السوء، فالرجل المقتدر ماديا بإمكانه فتح بيتينن، وبإمكانه حمل عبئيهما، وأنا شخصيا لن أمانع في الزواج برجل متزوج، ما المشكلة في هذا، وما الفرق بين زوجة أولى وزوجة ثانية طالما أنني سأحصل على لقب زوجة؟، أما خديجة فامتنعت عن الإدلاء برأيها، مفضلة إبقاءه لنفسها، لتتملص من الإجابة بابتسامة مصطنعة قالت الكثير.

 يستحيل أن أتقاسم زوجي مع أخرى فكيف أرضى أن اخطفه من أخرى!

وإن كان هذا حال هذه العينات، فهناك عينات أخرى أفكارها وتربيتها تمنعها من أن تتشارك رجلا مع امرأة أخرى مهما كانت الظروف، ومن بين هؤلاء سعيدة 32 سنة، محامية متربصة، إذ تقول: “ما تقولونه أمر غير وارد، فأنا يستحيل أن أتقاسم زوجي مع أخرى، فكيف أرضى أن اخطفه من أخرى! الزواج أمر مقدس، والميزان فيه دفتين، وأي شيء ثالث سيعطله إلى الأبد، وأنا لا أريد أن أكون هذا الشيء”، ولا يختلف رأي خديجة، 27 سنة، كثيرا عن رأي سابقتها، حيث تشير إلى أن: “الزواج مؤسسة قائمة بحالها، من شروط استمرارها الاستقرار، ولهذا لا أقبل أن أكون زوجة ثانية مهما كانت الظروف، لأنني في هذه الحال سأهدد هذا الاستقرار إلى الأبد، وحتى أنا حياتي لن تكون مستقرة مع هذا الزوج المتزوج سابقا في ظل وجود زوجته الأولى التي ستنكد حياتنا نحن الاثنتين”.

 لن أتمكن من الارتباط به لأن عائلتي حتما سترفض

بينما لم تخف علينا زكية، 35 سنة، قبولها الزواج من رجل متزوج، إذ أوضحت وجهة نظرها قائلة: “أنا لن أمانع الزواج من رجل متزوج من أخرى، حتما سأقبل، لأن الظروف تغيرت، ولكني لن أتمكن من الارتباط به، لأن عائلتي حتما سترفض الموضوع جملة وتفصيلا”، وبين هذه وتلك، يبقى تعدد الزوجات الحل الأمثل للقضاء على عدة مشاكل اجتماعية وأمراض نفسية، في ظل الظروف الراهنة، وتفاقم المعضلات الاجتماعية والاقتصادية التي هي وراء عزوف الكثير من شبابنا عن الزواج.

 مهما أكون حلوة لا أكون مثل الأولى

“أنا لست خرّابة بيوت، ومهما يكن فأنا أحس بامرأة، كما لا أحب أن أكون ضحية، لا أقبل أن أكون مجرمة، والزوج يبقى “يتفشش” بيننا، وأنا أبقى أحترق، ومهما أكون حلوة لن أكون مثل الأولى، لأنها عاشرته وعرفته، فقناعتي هكذا”، أما حورية فترفض الموضوع من باب “أن الجزائري من المستحيل أن يعدل، كما أن من يتجرأ على الزواج من ثانية، يتجرأ مرة أخرى ويتزوج من ثالثة ورابعة، وفي الجزائر يهرب من الزوجة الأولى ومن مشاكل الأبناء”، أمّا زهور فتقول أنها ضد أن تكون زوجة ثانية، لأنها ستكون الزوجة الوحيدة في حياة زوجها إلى أن يدفنها أو تدفنه.

* نقلا عن الشروق العربي

 

مقالات ذات صلة